كان لتصاميم المعمارية العالمية ذات الجذور العربية زها حديد الحضور الحديدي في معرض أيام التصميم- دبي الأخير، فأينما توجهت في المعرض المترامي الأطراف عند قاعدة البرج الأطول في العالم، تجذبكِ قطعة فريدة بتصميمها وإنسيابيتها وروعة إتساقها.
ولطالما أستلهت المصممة والمعمارية الفذة، المرأة الوحيدة الفائزة بجائزة برتزيكز المعمارية، وهي ما تعادل جائزة نوبل بالأدب، تصاميمها سواء كانت المباني أو قطع الأثاث أوحتى الأزياء والإكسسوارات، وهي الشاهدة على روعة العصر الحديث من العناصر الطبيعية العضوية، فهي تارة ترى في المكونات البحرية شكلاً خليوياً مركباً، لتوظفه وتشكله على هيئة مباني ومتاحف منها متحف المسارح والفنون الذي ستشهد أبوظبي إنشاءه خلال العقد الحالي، وهو لا يبتعد كثيراً بتصميمه عن جسر الشيخ زايد الذي يربط الجزيرة أبوظبي ببقية الإمارات.
أما في معرض أيام التصميم، فكانت لها بصمة مميزة على الرغم من تنوع المعروضات العالمية الرائعة التي شملت عرض 780 قطعة من التصاميم الحديثة والمعاصرة الراقية بمشاركة 44 عارضاً من 20 دولة، مع أكثر من 150 مصمماً.
فكانت الطاولة الزجاجية المنسكبة بشفافية تشابه سيلان من الماء المتجمد، ومرفقاتها من المقاعد “المنسكبة” على الأرض من أبرز التصاميم، وهي من التصاميم الزجاجية التي عرضها الجاليري اللندني العريق ديفيد جيل David Gill.
أما القطعة الأكثر شهرة وإنتشاراً حول العالم، والتي جائت بها صالة “زوماتوبيل” Zumtobel، فكانت الإنارة الملونة التي شكلت على هيئة ثريا بخطوط متصلة كأنها خربشة محكمة الإغلاق، ترتفع وتدخل لتغوص في نفسها، ومن ثم تتغير إناراتها لتعكس ألوانها الزاهية بين الأزرق السمائي والوردي المزهر والأخضر الباهي على المحيط، وهناك وجدت أن المكان يستحق صورة “السلفي” مع ما يشع من زها حديد من بهجة ونور وفن
![]()