الفكرة الشائعة حول الرجل هي أنه يكره الاستقرار. فهو يحب أن يملك الحرية الكاملة التي تسمح له بالتغيير متى شاء. هذه الفكرة تقف وراء الصورة التقليدية التي تصور الرجل دوماً يهرب من الزواج بينما تسعى المرأة له. كما أنه السبب نفسه الذي يصور المرأة وهي تسعى وراء الانجاب بينما ينفر الرجل أول عمره من هذه الفكرة. لكن هل صحيح أن الرجل يكره الاستقرار؟
إذا اعتمدنا على الحدس في هذا الموضوع نجد أنه لا يمكن أن يكون هناك شخص يكره الاستقرار رجلاً كان أم امرأة. هل من المعقول أن يحب أحد أن تكون حياته مضطربة؟ الرجل بالتأكيد مثله مثل المرأة يحب الاستقرار ويبحث عنه دوماً. لكن المشكلة عي في نظرة المرأة للاستقرار التي تختلف كلياً عن نظرة الرجل.
الاستقرار بالنسبة للمرأة هي أن تملك نقطة ثابته تبني حولها مقومات الحياة السعيدة التي تحلم بها. هذه النقطة هي منزل مستقر يتحول إلى حصن ضد تدخل الآخرين في حياتها، زوج بيتوتي يقوم بمهامه بشكل كامل دون أن يتسبب في زعزعة استقرار الحصن، وأولاد يكبرون ويمتصون حنان الأم الفائض الذي لا يتسع له صدرها وحدها.
بالنسبة للرجل فإن الاستقرار لا يختلف كثيراً بمفهومه عن الاستقرار الذي تحلم به المرأو لكن من وجهة نظر عملية أكثر. فالمنزل، الزوجة والأولاد هي كلها مقومات هامة في الحياة. لكن الأهم من وجهة نظر الرجل هو عدم زيادة الأمور التي يمكن أن تصعب تحكمه بالأمور. فالزواج والأولاد هي أمور تجعل المستقبل مضطرباً بشكل كبير.
الرجل ينظر إلى عملية تحقيق الاستقرار أكثر بكثير من الاستقرار نفسه. بمعنى آخر فهو يعيش الاضطراب من أجل الاستقرار. أما بالنسبة للمرأة فهي تنظر إلى الاستقرار أكثر بكثير من كيفية تحقيقه. وهي بالتالي تعيش الاستقرار بغض النظر عن كل الاضطراب الذي يتسبب به تحقيقه.
من هو الأسعد؟ ومن هو على صواب أكثر؟ تصعب الاجابة على هذا السؤال.