روتانا
الحب المتبادل بين الزوجين ركيزة أساسية تقوم عليها حياتهما الزوجية، فهو يدعم العلاقة بينهما ويقويها، وتجد أن كلاً منهما يتمنى أن يرى الآخر في أفضل حال ويسعى لإرضائه، لكن في بعض الأحيان قد يصل هذا الحب إلى حد الرغبة في السيطرة على الطرف الآخر وعلى كل تحركاته.
غالباً ما يكون دافع حب التملك هذا هو الخوف على الطرف الآخر وخشية فقدانه أو إصابته بمكروه، وهنا يعتبره ملكاً له ويلغي شخصيته دون أن يدري، البعض يفسر هذا بأنه حب والبعض الآخر يعتبره مجرد سيطرة ضمن ممتلكات الطرف الآخر.
تقول سمر عبده، استشاري العلاقات الأسرية:
"حب التملك بين الأزواج يتضح في الشخصيات التي تغلب عليها النرجسية، وتستمد وجودها من تملك الآخرين والسيطرة على أفعالهم تحت شعار الرعاية والحب والسيطرة، وهذا يسمى بالاضطرابات النفسية".
وتضيف: "حب التملك موجود فعلاً لكنه ينتشر في صورة الجهل بإدارة العلاقة الزوجية بين الزوجين"، موضحة أن هذا يحدث عندما تكون حدود العلاقة بين الأزواج غير واضحة، فيبدأ الزوج في التعامل مع زوجته على أساس أنها شيء يمتلكه أو العكس.
وتوضح عبده ضرورة أن يدرك الزوجان أنهما شريكان في الحياة الزوجية لكل منهما كيانه المستقل، لذا وجب أن يجلسا معا ويعرفا مساوئ ومميزات أن يكون أحدهما لديه سيطرة على الطرف الآخر ويضعا القواعد والحدود.
وتشير إلى أنه في الوقت الذي يرى فيه بعض الأزواج حب التملك سيطرة و"خنقة" للطرف الآخر، هناك البعض الآخر الذي يرى أن هذا نوع من التعبير عن الحب للطرف الآخر.
وتبين استشاري العلاقات الأسرية أن حب التملك قد يجعل كلا الزوجين "تعيسين"، فالزوجة ترى أنه يسيطر عليها ويسلبها حريتها، وأيضاً الزوج يرى أن زوجته لا تطيعه وقد يكون العكس.
وتؤكد أنه في كثير من الأحوال يمكن للزوجة أن تتكيف مع هذا الوضع، لكنها تشعر أنها ظل ليس لها أي دور وتسعى إلى أن يكون لها تواجد؛ ويظهر ذلك في عنفها في التعامل مع من حولها.
وتنصح عبده كلا الزوجين بالوضوح حيث يشعر كل طرف بحبه للطرف الآخر، ولكن عليه أن يوضح أن الحب ليس قيداً، وأيضاً لابد أن يكون هناك قدر من التفاوض والحوار وعدم العنف أو الخوف.