روتانا


لا تقتصر تداعيات تجارب الزواج الفاشلة والتي تنتهي بالطلاق عند حدود ما تتركه من آثار سلبية على الزوج والزوجة، بل تمتد في بعض الحالات لتعوق كل منهما عن استكمال مسار حياته إذا ما رغب في الزواج مرة أخرى حيث يظل شبح التجربة الأولى يطارد المطلق أو المطلقة، ما يهدد حياته الجديدة بالفشل، فيما يسعى آخرون لإثبات قدرتهم على التحدي بالدخول في تجربة زواج جديدة ناجحة تنفي عنهم تهمة إفشال التجربة الأولى.

تقول أماني سالم: "تزوجت من مطلق منذ ثلاث سنوات رغم أنني لم يسبق لي الزواج وقبلت بالأمر دون أي غضاضة فيه نظراً لمعرفتي السابقة بزوجي وأخلاقه", مشيرة إلى أن أكثر المشكلات التي تزعجها بعد الزواج هو شعورها بأن زوجها لا يزال يميل إلى زوجته الأولى، ويعقد المقارنات بينهما، مؤكدة أنها كلما واجهته بهذا الأمر ينفي ويتهمها بالغيرة.

فيما تقول ماجدة خليل،45 عاماً، إنها تزوجت بعد طلاقها بخمسة أعوام من زميل لها في العمل مر بنفس تجربتها "مطلق"، مؤكدة أنها تعيش حياة سعيدة مع زوجها الثاني, ولا تجد وجهاً للمقارنة بينه وبين زوجها الأول, مشيرة إلى أن مرور زوجها بنفس تجربتها ساهم في نجاح حياتهما الجديدة، حيث تجده أكثر منها إصراراً على إنجاح حياته معها.

وفي هذا السياق، تقول الدكتورة هانم صلاح، أستاذ الصحة النفسية، إن أكثر المشكلات التي تواجه المطلق إذا ما أقدم على تجربة زواج جديدة هو أن بعض المطلقين، خاصة الأزواج، يتسرعون في الزواج الثاني بعد الطلاق بوقت قصير للغاية، معتبرين أنه نوع من رد الاعتبار ومن ثم سرعان ما يدخل في دوامة المقارنات بين الأولى والثانية.

وأضافت: "ما يزيد من احتمالات الفشل هو أن يكون المطلق أو المطلقة لا يزال يحتفظ ببعض المشاعر تجاه الشريك الأول".

وتابعت: "إنه في حال زواج مطلقين مرّا بنفس التجربة تكون احتمالات نجاح الزواج أكثر، حيث يكون كل منهما أكثر حرصاً على إنجاح التجربة وعدم تكرار الفشل مرة أخرى".

وأشارت إلى أن مشاعر الانكسار التي تصاحب وقوع الطلاق، خاصة لدى الزوجات، قد تكون سبباً في عدم قدرتها على استكمال حياتها بشكل طبيعي حتى وإن دخلت في تجربة زواج أخرى, حيث تضطر لقبول أوضاع وتتحمل ضغوطاً فوق طاقتها من أجل تبرئة نفسها من تهمة فشل التجربة الاولى.

وشددت على أن تجربة الطلاق على الرغم من قسوتها إلا أنها لابد أن تكون مصدراً للاستفادة والتعلم من الأخطاء بما يضمن لكلا الطرفين القدرة على استكمال الحياة بصورة أفضل.