Tuesday 5 June 2012
العراقية واثقة من تمسكهما بسحب الثقة.. والقانون يستبعد زيارة خارجية لرئيس الوزراء

الأحرار والكردستاني: الصدر وبارزاني ينقلان رسالة تطمين إلى طهران وأنقرة بعدم تأثر العلاقات بتغيير المالكي



السيد مقتدى الصدر ... نيجيرفان بارزاني

بغداد – جريدة العالم

مثل كل مرة تشتد فيها الأزمة السياسية داخل البلاد؛ يتجه قادة كتل سياسية الى دول الجوار المؤثرة في القرار العراقي.
يوم أمس الثلاثاء سافر زعيم التيار الصدري ورئيس حكومة كردستان الى طهران وأنقرة، في وقت تترقب الأوساط زيارة نائب الرئيس الاميركي الى بغداد.
الصدريون تحدثوا عن زيارة زعيمهم بوصفها حاسمة في قضية سحب الثقة من المالكي وترشيح البديل، نافين في الوقت نفسه ممارسة ايران أي ضغوط على الصدر.
الكرد أكدوا أن مناقشة مجمل العملية السياسية ستجري في الزيارات لا سحب الثقة فقط، مع تطمين الجارتين بأن تغيير المالكي لن يؤثر على شكل العلاقة معهما.
أما الكتلة العراقية، فقد بدت مطمئنة لتمسك الصدر وبارزاني بمواقفهم ازاء الاطاحة بالمالكي، في حين نأى ائتلاف الأخير بنفسه عن الزيارتين، مستبعدا أن يزور زعيمه أي دولة في الوقت القريب، لكنه ألمح ايضا الى تنازلات قدمتها العراقية للكرد بشأن المناطق المتنازع عليها.
وفي تصريحات لـ"العالم" أمس الثلاثاء، قال قيادي في التيار الصدري "نعول على هذه الزيارة في أن تكون الحد الفاصل للحكومة الحالية، بعد توفر القناعة لدى الجميع بضرورة تغييرها، فهذه الزيارة سيطرح فيها كل شيء على طاولة النقاش".
القيادي الذي طلب عدم الكشف عن هويته، ذكر أن "التباحث سيكون في قضية سحب الثقة وتغيير الحكومة الحالية وايجاد البدلاء". ورأى أن "الصدر يريد أن يستنفد جميع الحلول كي لا تبقى حجة عليه، وقد حاول بكل الطرق أن يحل الازمة من أجل حكومة شراكة وتقديم خدمات، لا حكومة تفرد بالسلطة".
واستبعد القيادي الصدري خضوع زعيم التيار لضغوط ايران، وتساءل "لماذا لم تمارس الضغوط عليه قبل جمع التواقيع أو قبل اجتماعي اربيل والنجف؟".
وعن زيارة رئيسي مجلسي الوزراء والنواب الى ايران وتركيا أفاد بأن "الحديث عن زيارة للمالكي الى ايران روجت له بعض وسائل الاعلام وانا استبعده، وليس لدينا معلومات عن زيارة النجيفي الى تركيا، لكنها متوقعة في هذه المرحلة".
وحول التزام التيار الصدري بتحريم المرجع الديني كاظم الحائري المقيم في قم "العمل مع العلمانيين"، أكد القيادي في تيار الصدر أن "كتلة الاحرار تصر على سحب الثقة بعد الفتوى، لأن السيد الحائري لم يتطرق الى رئاسة الوزراء، كما أن التيار الصدري يصر على أن يكون بديل المالكي من التحالف الوطني، أي إنه إسلامي وليس علمانيا، لذلك لا توجد فتوى صريحة بمنع سحب الثقة من السيد المالكي، ولا يوجد أي محظور في استبداله".
من جهته قال شريف سليمان النائب عن التحالف الكردستاني إن "زيارة السيد نيجيرفان بارزاني الى ايران تأتي ضمن سلسلة زيارات للتحاور مع جيراننا الذين لنا علاقات وطيدة معهم". وتابع "ايران لها تأثيرها على الجانب العراقي، وهذه الزيارة هدفها تبادل الآراء حول الاوضاع في العراق وجميع ما يهم العملية السياسية، وليس سحب الثقة فقط".
ورأى سليمان أن "الجارة ايران لن تحاول التأثير على اي طرف، واذا تدخلت فسيكون تدخلها لصالح الشعب العراقي، وهي مع الاغلبية السياسية التي تطالب بسحب الثقة". ولفت الى أن "الأيام القليلة المقبلة ستشهد حراكا سياسيا للمسؤولين العراقيين وتبادلا للآراء مع الدول المجاورة، ولاسيما تركيا وايران".
وبيّن سليمان في لقاء مع "العالم" أمس، أن "نيجيرفان بارزاني ذهب اليوم (أمس) الى تركيا ايضا لاطلاع الجانب التركي على ما وصلت له الأحداث بشأن الاتفاق على سحب الثقة من حكومة المالكي، وان التغيرات المقبلة لن تؤثر على شكل العلاقات مع الجانب الايراني أو التركي".
وحول زيارة نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن، أكد "نعم ستكون هناك زيارة للسيد بايدن الى بغداد قريبا، لأن الجانب الأميركي له تأثيره واهتمامه بتطور الاحداث في العراق". وأردف "أميركا تدعم الكتل السياسية كلها التحالف الكردستاني والقائمة العراقية وكل الكتل. صحيح أنها تدعم المالكي الآن، لكن اذا كان هناك اتفاق لأصدقائها الآخرين فستكون داعمة للاغلبية".
النائب عن القائمة العراقية سالم دلي، قال بدوره "سمعنا أن الايام القليلة المقبلة ستشهد زيارة للسيد بايدن، وبالتأكيد فإن حضوره في هذه المرحلة مهم، لأن أميركا قلقة على الديمقراطية في العراق، وستكون الولايات المتحدة حريصة على ابعاد التوتر عن المشهد السياسي العراقي، وألا تفلت الامور ونذهب الى مربعات تجاوزناها في الاعوام الماضية".
وبدا دلي متأكدا من أن "الولايات المتحدة ستكون لها بصمة في تغيير الحكومة، لأنها عند تشكيلها كانت مطابقة لتوجهات الادارة الاميركية". وتابع "اليوم سيكون لها بصمة أيضا كصديقة وداعمة للديمقراطية".
وبشأن زيارتي الصدر وبارزاني، ذكر دلي لـ "العالم" أمس، أن "ايران دولة جارة وبصماتها واضحة في المشهد العراقي، لأن العراق ضعيف". واستدرك "الذي يطمئننا أننا على ثقة مطلقة بان موقف السيد الصدر والسيد بارزاني ثابت ولن يتغير حول موضوع سحب الثقة من المالكي".
وأكد دلي "لن نكون سلبيين تجاه زيارة الصدر وبارزاني، ولا نخشى من ضغوط قد تمارس من ايران على العراقيين لثنيهم عن سحب الثقة من المالكي، لأن ايران أصبحت مقتنعة اليوم بسحب الثقة، بعدما أصبح هناك اجماع من الكتل السياسية الرئيسة والكبيرة في البرلمان بعدم التوافق مع السيد المالكي وضرورة سحب الثقة منه". ونبه إلى أن "تركيا مشمولة بالنقاش أيضا، لكننا لا نؤيد أن تكون دول الجوار صانعة للقرار السياسي العراقي، فهذا غير مقبول جملة وتفصيلا".
وأبدى النائب عن العراقية اعتقاده بأن "الزيارات ستكون بروتوكولية والقرارات محسومة سلفا، رغم دور ايران وتركيا". وختم بالتعليق على زيارة النجيفي المتوقعة الى تركيا "ليس بالضرورة أن تكون حول موضوع سحب الثقة، ربما لمناقشة مواضيع أخرى".
أما احسان العوادي، النائب عن ائتلاف دولة القانون فصرح بالقول "نحن غير معنيين بهذه الزيارات، والذي يزور عليه أن يبرر زيارته في أي اتجاه تصب". وشدد "نحن معنيون بأن هناك خطرا محدقا بالعراق، وهناك مخطط اقليمي لاسقاط الحكومة بات واضحا من خلال الاموال التي انفقت خلال الفترة الماضية".
وذكر العوادي "هناك اهتمام من دول الجوار بالعراق، لكن في الوقت نفسه يجب على السياسي العراقي أن يقدم مصلحة بلده قبل مصلحة تركيا او السعودية او قطر او حتى ايران". وتابع "لا نخشى شيئا لكننا قلقون على مستقبل العراق، ولاسيما أن هناك وثائق سرية سربت الينا تفيد بأن هناك تنازلات من الاخوة في العراقية للاكراد في اجتماع اربيل الاخير، في ما يخص موضوع المناطق المتنازع عليها وبالتحديد كركوك، وهذا خطر جدا ويثير مشاكل مستقبلا في هذه المناطق".
وأفصح العوادي عن شعوره بأن "هناك استرضاء من الجهة المعارضة للحكومة بشأن التدخلات الخارجية. قبل ايام كان هناك تدخل تركي، وبعده قطري – سعودي، والآن تدخلات ايرانية. الذي يريد أن يمضي للامام يجب أن يفكر بالحل العراقي وليس المستورد".
واستبعد النائب عن دولة القانون أن "يزو المالكي ايا من الدول في الفترة المقبلة، فهو مقل بالزيارات الى الخارج بسبب المشاكل في الداخل، والمالكي يتحرك كرئيس وليس زعيم حزب الدعوة أو دولة القانون، ومن غير اللائق ان تشبه زيارة رئيس الوزراء بزيارات لقادة أحزاب أو قادة كتل".