بناءا على الأسئلة التالية الواردة كتعليق في الجزء الأول من المقال من قبل الأخ سامر ( المدير ) ستكون الأجوبة كجزء ثان للمقال ، بحقائق واقعية مبتعد هنا عن الدلائل الشرعية فقد ذكر ما يكفي منها بالجزء الأول . والأجوبة هنا ستكون ك رأي شخصي ما خلا ما كان منه شرعيا .
الأسئلة :
1-ألم يكن الجهاد الدفاعي هذا لازما في فترة ما قبل 2003 ؟ يعني في فترة وجود صدام؟ ام إن صدام لا يعتبر (محتلا) وبالتالي لا يكون الجهاد الدفاعي لازما أثناء فترة حكمه ؟ ولماذا صار لازما بعده ؟
2- ماذا فعل الامريكان (عند دخولهم، بعد انهيار جيش النظام البائد) من أمور بحيث صار (الدين وأهله معرض للخطر) و اقصد بالضبط ، فترة الـ (8 أشهر) التي سبقت اعلان السيد مقتدى الصدر الكفاح المسلح ضد الامريكان؟
3- الامريكان دخلوا (محتلين وليس محررين) .. هل بالامكان ان تشرح لنا الفرق ؟
4- هل كانت المقاومة الشعبية تستطيع أخراج صدام ؟ بدون الأمريكان ؟
5 - كيف كان يمكن ان يكون الوضع في العراق، برأيك ؟ في حال سقط النظام مع عدم وجود الأمريكان ؟
جواب السؤال الأول :
•••••••••••••••
أقول ؛ ما هو الجهاد الدفاعي ؛ هو المقاومة التي يقوم بها أبناء الوطن ضد الغزو الخارجي الكافر خوفا على بيضة الأسلام وأندثار أسمه . ونتيجته صد الكفار المهاجمين ( المحتل ) على البلد المسلم .
إذا لا يلزم الجهاد الدفاعي هنا لعدم تحقق شروطة . طيب هل يستلزم ذلك السكوت منا والأنطواء تحت سيطرة الحكومة الظالمة أنذاك بحجة عدم تحقق شريطة الجهاد الدفاعي ؟ ذلك ما سأذكره جوابا للسؤال الرابع .
وبالنسبة للجزء الثاني من السؤال الأول فأنه يطلب نفس الغاية التي وردت بالسؤال الثاني . فأنزل ناظريك قليلا للنقطة الثانية . وتمعن بكلامي يا صديقي .
جواب السؤال الثاني :
•••••••••••••••
في الحقيقة هذا السؤال له دلائل متعدده ، كيف ؟ يظهر في بداية الوهلة الأولى لقرآءة السؤال ، أنه يدل على الأستفزاز ! كما لو أنك رأيت شخص ضرب آخر بقوة ولكنه لم يسقط على الأرض ، فتأتي للشخص الثاني ( الذي تعرض للضرب ) لتقول له متعجبا من غضبه ؛ لماذا أنت غاضب ، فأنت لاتزال واقفا ! وأنا لا أعتقد أنك تقصد ذلك . إذا ما الغاية من السؤال ؟ بقي أمران . أما أنك تجهل بالفعل ماحدث قبل أعلان المقاومة الشعبية الشريفة التي حدثت من قبل الشعب العراقي وليس فقط من قبل فئة معينه منه . أو أنك لا ترى ما حصل بالعراق بالفترة المقصودة ( ﻷنك طلبت التحديد بها ) مستوجبا للمقاومة ! وهو شيء غريب . لذلك سأبني جوابي على الأحتمال الأول ( أنك تسأل من باب المعرفة والأستفسار ) لتصل الى وقائع حقيقية وليس ما هو موجود بالعالم الأفتراضي .
ما أحدث الامريكان لكي يستوجب المقاومة ؟
نستطيع مناقشة ذلك من عدة وجوه ؛
الوجه الأول : أسمع هذه الحقائق يا صاحبي ( على أعتبار أنك تطلب حقائق وسؤالك لا يطلب أي غاية أخرى غير معرفة الحقيقة - كما أتفقنا ) أقول بأسف :
1 - أول أمر قام به الأمريكان ( وأقصد السيء منه ) هو طلب النساء من بعض السماسرة الذين بداءوا بالتقرب للأمريكان . فتقبل الأخير الأمر برحابة صدر حتى صار الأمر شبه علني ومزعج . ثم تطور الأمر فقام الأمريكان بتعيين النساء في القواعد الأمريكية بعناويين مختلفة . ومهما أختلف العنوان ياسيدي أنت تعرف ما هي النتيجة أو الغاية أصلا ، لا يحتاج ذلك الى تفصيل كما أنه لا يمكن ذكره هنا .
2 - من جهه أخرى سأت المعاملة الأمريكية بشكل واضح للعراقيين ، كالعنف الجسدي أو قطع الشوارع وإن أستمر ذلك ﻷيام ، أو التدخل بأمور الدولة ( فيما بعد ) بأبسط الامور . هل تعلم بأنه كان هناك مسؤول أمريكي أو بريطاني في كل منشآت الدولة وهو المدير الفعلي لهذه المنشأ بكافة تفاصيلها الصغيرة والكبيرة . أضف الى ذلك القانون الذي وضعه ما يسمى ب بريمر ومساوءه .
سؤال هنا ربما يطرح ؛ هل تستوجب هذه الأمور البسيطة المقاومة ( الجهاد ) وما فيه من تضحيات وأزهاق للأنفس ؟
أقول ؛
هذه الأمور ليست ببسيطة مطلقا . ولا يمكن النظر إليها على أنها مجرد حوادث عابرة - ربما هذا ما أراه أنا - ولكنه أقرب للحقيقة .
ولقد حدثت كذلك أمور بعدها أكثر سوءا .. منها ؛
3 - حالات السلب والنهب التي حصلت كانت بمقدمات أمريكية وأنا رأيت ذلك بأم عيني ، مع تفاصيل كثيرة ليس الغاية هنا هو ذكرها ولكن المهم هو أن الامريكان قضت نهائيا على البنية التحتية - لأسباب كثيرة - أهمها هو نهب خيرات ذلك البلد ، وهم بذلك خبراء ولا يختلف على ذلك إثنان .
4 - دعم الأمريكان للقاعدة ، وهذا الأمر مرئي ومسموع هنا والكل يعلم به ، لا من باب تحليلات ولا أدلة ولا نتائج نقاش . بل هو واقع عشناه ( وقد أتفقنا على الوقائع الحقيقية - للتذكير فقط ) وعرفناه وأنت تعلم ما فعلت القاعدة بالعراق - مع الألتفات طبعا الى إن القاعدة هي جهة أخرى غير المقاومة السنية الشريفة.
5 -حل الجيش والشرطة كانت غايتها الاسمى هو سواد الهرج والمرج بالبلد ! فلو لا حظت كيف كان البلد مستقرا طوال فترة من بداية الأحتلال الى تأسيس الحكومة وهي فترة ليست بالقليلة - نستطيع أعتبار هذا جواب السؤال الخامس - فقد كان ذلك أشبه بالمغاجأة ﻷمريكا ! كيف ساد السلام وقام الناس تلقائيا بتشكيل مجاميع حراسة من المتطوعين لكل منطقة وحمايتها من قبل بعض ضعاف النفوس . الأمر الذي لم يعجب المحتل ولا يصب في مصلحته . فأنتهج طرق اخرى وهي معروفة للكل كالقاعدة وما تلاها . هل تعلم أن الأمريكان كانوا عندما عندما يعتقلون شخص - يطلقون سراحة - إذا تبين لهم أنه شيعي! وذلك واضح الغاية ومعروف الهدف فهو زرع للطائفية ( منذ البداية ) وأظهار صورة الشيعي العميل ﻷوهام أخوة السني بذلك ! ولكن كل ذلك لم يفلح . فكانت المقاومة - في بادئ الأمر مشتركة - وأغلب العمليات النوعية في بداية المقاومة هي كانت بأيدي سنية شيعية . مما أضطر المحتل ﻷتخاذ طرق أخرى في الحرب هي خارج البحث هنا . ولكنها للتوضيح كانت طرق أكثر خسه وقادت البلد الى الدمار والطائفية والقتل ! لتقف هي ع التل متفرجة .
الوجه الثاني : العراق أرض المقدسات وخاصة مدينني النجف وكربلاء ولكن الأمريكان لم يظهروا أي أحترام لتلك المقدسات . حتى أفتى السيد السيستاني بإن النجف وكربلاء هي خطوط حمراء للمحتل ( أذكر ذلك على أعتبار أنك ممن يحترمون الفتوى ولا يسمونها عكاز ! ) . والذي زاد الطين بله هو ذلك الاعتقاد الجاهل من بعض السذج بإن الأمريكان جاءوا للتحرير و الديمقرطية و سيخرجون بعدها بسلام . فوجدت أمريكا أرض خصبه بذلك فتفاقم الوضع وازدادت الاعتقالات بحجة كون الشخص مطلوب او حجج أخرى أو الاعتقال بدون حجة أصلاً.
المهم ذكره هنا في هذا الوجه هو لولا المقاومة الشريفة لدخل الأمريكان العتبات المقدسة ولربما قاموا بما هو أسوء ! كما حصل في سامراء .
الوجه الثالث - لو أفترضنا تنزلا ( والبعض لا يحب هذه الكلمة الأخيرة - أتمنى أن لا تكون واحد منهم ) أن الأمريكان لم يحدثوا أي أمر مما ذكر - وهذا الكلام كان كله أنا نسجته من خيالي ! أقول ؛ أنه مجرد دخول الأمريكان محتلين - وقد ذكرت لك سابقا أنه كان بإعترافهم وهو موجود بالأعلام وليس بالأمر السري - مجرد دخولهم يستوجب المقاومة فالأمر هنا لا يحتاج الى دلائل وقرائن . فأنه مجرد دخول اللص المنزل يجب مقاومته وإن لم يسرق شيئا . الأمر معروف ببديهية ولا يستلزم ذلك حتى التفكير أو التخمين للوصول الى تلك النتيجة وهي المقاومة .
جواب السؤال الثالث :
•••••••••••••••
ما هو الأحتلال وما هو التحرير ؟
الأحتلال هو : عملية أستيلاء جيش دولة ما على أراضي دولة أخرى خلال غزو أو حرب وهو أحد أشكال الأستعمار . لاحظ التعريف وكأنه وصف دقيق لما حصل بالضبط في العراق مما يقودنا الى الأذعان بإن الأمريكان دخلوا محتلين وليس ما يراه فاقدي البصيرة من رأي آخر .
ما هو التحرير : هو الدلالة على أنهاء أحتلال شعب ما من غزو مضطهد ومسيطر على أراضيها تقوم به عادة حركات تحررية من ذلك البلد .
قبل الحرب إدعت الولايات المتحدة وبريطانيا أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل وذلك يهدد أمنها وأمن حلفائها من قوات التحالف.
الأمم المتحدة ومفتشي الأسلحة الدوليين لم يجدوا دليلا على وجود أسلحة دمار شامل، وأدعت أن سبب ذلك ضعف المعلومات الاستخباراتية حول هذا الموضوع. إذا أين التحرير !
الجواب سيكون بهذه البساطة . هو المقارنة بين التعريفين . أي بمعنى أن أمريكا لم تأتي لأزالة غزو ما أو محتل آخر قد سيطر على البلد . ربما يأتي سخص ليقول رأي هنا هو ؛ أن النظام كان دكتاتوريا وهو أشبه بالأحتلال فأحتلال الحرية - لو صح التعبير - لا يختلف عن أحتلال البلد إن لم يكن أشد منه . نعم ولكن ما الفائدة من الخلاص من دكتاتورية فردية والأنطواء تحت دكتاتورية شاملة ! هي بنفس الضرر بالنسبة للشعب إن لم يكن ذلك الضرر أسوء . وهو أكيد بفرض الواقع .
ولكن - هل معنى كلامي هذا أني أؤيد بقاء النظام السابق ( على الفرض طبعا ) فقد ولى الى حيث ؟ سيكون الجواب واضحا في الجواب التالي .
جواب السؤال الرابع :
••••••••••••••
لا يمكن النظر للمقاومة الشعبية بهذا الضيق . لو تمعنا بالتأريخ قليلا ، فالشواهد كثيرة على القواعد الشعبية التي هدت الكثير من الدكتاتوريات . وحاربت الأستعمار بجهودها الفردية فكانت النتائج - بسواعد أبنائها - مبهرة .
ولو إن كل دولة تعيش حالة من الدكتاتورية كما كان بالعراق - على سبيل المثال - كان خلاصها الوحيد هو الأستعانة بأحتلال دولة ما ! لما بقيت أرض غير محتلة ، ولكان عذرا جيدا لعودة الأستعمار ( الذي خرج على أيدي رجال المقاومة الشعبية - وليس الى أنكار ذلك سبيل ) وهو الأسوءه أكيدا .
أضافة غير مطلوبة لمخلفات الأحتلال `منقولة` :
- تعاني مدينة بغداد من كم هائل من مخلفات القذائف الحاوية على اليورانيوم المنضب ، وفي حالة عدم معالجتها فان مدينة بغداد ستتعرض للإبادة التدريجية.
أما البصرة فأن نسبة الإصابة بأمراض السرطان بلغت 35% وستزداد هذه النسبة سنويا لتصل خلال خمسين سنة إلى مرحلة الإبادة الكاملة في كل العراق هذا عدا أن الولادات خلال هذه الفترات ستشهد أجيال مشوهة.
وأشار تقرير آخر نشر مؤخراً إلى حجم الآثار التي تركتها الأسلحة المحرمة ليس على العراقيين فحسب بل على أفراد القوات المعتدية ومنهم البريطانيين، ففي مقابلة مع البعض من أفراد هذه القوات من الذين أجريت عليهم الفحوصات الجينية أكدوا خلالها بأن أولادهم سيعانون من تشوهات خلقية وعوق شبيه بالشلل، وقد ذكر هؤلاء الجنود أنهم عملوا في منطقة البصرة وتعرضوا للإشعاعات جراء قيام الطائرات الأمريكية المعتدية بضرب الدبابات العراقية بالقذائف المشعة والتي تسببت أيضا" بتلوث التربة.
- لاضطراب إلى مقتل أكثر من 85000 من السكان المدنيين في عام 2007، وقدر عدد اللاجئين 4.7 مليون عراقي (حوالي 16% من سكان العراق) في أبريل 2008 ،ومليونان عراقي هرب إلى الدول المجاورة، وهم الآن حسب تصريحات الصليب الأحمر الدولي في حالة إنسانية سيئة، وقدر عدد الاشخاص الذين قتلوا خلال الحرب ب 1.3 مليون شخص، وفي شهر أغسطس2008 احتل العراق المركز الخامس في مؤشر الدول غير المستقرة.
خلاصة الكلام أن المؤمن القوي أحب الى الله من المؤمن الضعيف ، وإن المقاومة الشعبية تستمد قوتها من الله جل وعلا ، ﻷنه هو من أوصى برفض الظلم و طلب العيش بكرامة وحرية . وقد وعدهم الله ( رجال المقاومة ) بالنصر ولو بعد حين . وكفى بالله ناصرا .
والسلام .
أستعنت ب :-
1- نفسي - ﻷنني عشت تلك الوقائع
2 - عقلي - ﻷستدلال ببعض الدلائل
3 - قلمي - رغم سنانه المكسور .
آسف على تأخر الرد لضيق الوقت ، فقد أنفقت وقتي الفائت في الكتابة والتصفح في أقسام المنتدى الاخرى . إن لاحظت ذلك
أخي العزيز سامر : تقبل أعتذاري لو وجدت أساءه ما . أراك قريبا .. شكرا لك .
رد مع اقتباس