أبو محمد الجيزاني صاحب البنات الخمسة والاولاد الثلاثة جاء الى وكيل الحصة التموينية يحاول ان يشتري منه "التنكات" -وهي العبوة المعدنية الكبيرة التي يوضع فيها زيت الطعام- بكلفة قليلة لانه لايملك ما ياكله فضلا عن غيرها من مصاريف البيت.. واي بيت ولماذا يريد ان يشتري هذه العبوات المعدنية الفارغة؟ انها المادة الاساسية التي يريد ان يبني بها جدارا لبيته الذي يقع تحت احد الجسور ,, طبعا الشكر الجزيل للحكومة العراقية على بنائها هذا الجسر الذي لولاه لكان ابو محمد لايملك حتى سقفا يستظل به من حر الصيف وبرد الشتاء القارص الذي هو على الابواب
حقيقة ان هذه الحادثة اعلاه تتصادم الى حد الانفجار النووي مع ما سمعناه وبكل اسف من اقرار الامانة العامة لمجلس الوزراء بمنح قطع اراضي بمساحة "600" متر لكل وزير سابق وحالي حتى لو كان وزيرا لمدة نصف شهر وقطع أراضي بمساحة "400" متر لكل مدير عام في وزارات العراق الجديد!!..
وطبعا ليست اراضي في اي مكان بل في قلب العاصمة بغداد اذ يصل سعر الارض الواحدة بهذه المساحة الى المليون دولار ,,
اقول هنا هل هذه المنحة من الحكومة الى الوزراء جزاء عملهم الدؤوب في خدمة الناس ام جزاء فسادهم الذي ازكمت رائحته الانوف وصار الوزير الفاسد يمشي على طول قامته ولايستحي من نظرات الفقراء وآهات الارامل واليتامى والمشردين ,,
حقيقة جلست مع نفسي وناقشت المسالة من جميع محاورها فلم اجد اي مبرر ايجابي لها سوى وبكل صراحة استهتار بالمال العام ولعب على جراحات العراقيين
ناقشتها من ناحية انتخابية فوجدها فاشلة 100% لانها يا سيادة رئيس الوزراء خطوة غير مدروسة وممكن ان تستغل انتخابيا من قبل فرقائك السياسيين في إظهار مدى إهمال الحكومة وبالذات رئاسة الوزراء للمواطنيين الفقراء والمشردين والمهجرين والذي لايمتلكون سقفا يستظلون به وتفضيل الوزراء الفسادين ومنحهم جائزة على ما قاموا به من فساد وإفساد في مفاصل الدولة ,, فلو كانت هذه الخطوة تتضمن تسكين المتجاوزين او ايجاد حلول لهم تؤمن مساكنهم او توزيع قطع اراضي على الارامل والمطلقات الاتي يعتبرن قنابل موقوته في جسم المجمتع العراقي اذا ما حظين باهتمام وحل لمشاكلهن التي لاتعد ولا تحصى او بناء مجمعات سكنية وتوزيعها على المتضريين من الارهاب وبالتقسيط المريح او او او من هذه المصائب التي يعاني منها الكثير من العراقيين الم تكن افضل ولو انتخابيا باعتبار ان الانتخابات على الابواب من توزيع قطع الاراضي للوزراء والمدراء العامين والذي ثبت على اغلبهم الفساد الاداري والمالي كمنحه وجائزة من الحكومة للفساد وهذا ما يؤدي الى استشراء الفساد اكثر واكثر لان المثل يقول "من امن العقاب ساء الادب" وهنا لم يامنوا العقاب وحسب بل على العكس فقد أثيبوا على سوء ادبهم في البذخ وسرقة المال العام على حساب ملايين الجائعين الذين ينظرون بعين الازدراء الى هذه الحكومة التي من الممكن انها لا تعرف ان هنالك جائعين في العراق,,
ضميري وواجبي الوطني يؤنبني ان صمتت فرب كلمة خرجت من القلب ودخلت الى قلب من اتكلم اليه
لذا وجب التنويه...