تنويه
(( كل ما أقوله هنا يعبر عني أنا فقط , ولا مسؤولية للموقع مطلقا , كلامي موجه الى المجتمع الشيعي العراقي فقط ))
بسم الله الرحمن الرحيم
( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ( 11 ) ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ( 12 )
صدق الله العلي العظيم سورة البقرة
ابتعدت كثيرا عن النفثات , ليس لخلو صدري منها , ولكن لأني متعب كحال اي مواطن عراقي في متابعة ما يدور من احداث تعصف بهذا المجتمع الذي دائما نفثاتي بصدده فقط , الا وهو (( المجتمع الشيعي العراقي )) ... ذلك المجتمع الذي صحى من رقدة طويلة , ولا اعلم فقد تكون هذه هي صحوة الموت التي تنتظره ... ليس من هراء اقول ذلك فما ساستعرضه هنا يؤكد حتمية موت هذا المجتمع ... على الاقل برأيي أنا شخصيا ... !!! على مقولة اهلنا بالعامية (( طولوا خلكَـ وياي وخل نشوف شلون ؟؟؟ ))
أهلا بكم في الحلقة الرابعة من
(( نفثات كالسياط ))
في لحظة وأنا أطالع من مكان مرتفع فرضه علي مجال عملي , شعرت بأن ما أراه أمامي من تظاهرات واحتجاجات لمجتمع غاضب ما هو الا صحوة ... خطيرة , إما أن تكون لصباح جديد تختفي فيه كل خزعبلات الهم ومهاوي الشر والسنة البلاء لهذا المجتمع بعد قليل من الصراخ بوجه الطغاة والمتجبرين على دمائه وامواله وحقوقه , أو أنها تكون صحوة مريض عانى كثيرا وآن الاوان أن يذيقه الله تعالى في اخر انفاسه روح الشباب وطلاقة اللسان وخفة الروح التي سرعان ما سترتفع حاملة معها آخر ما رسمه الفكر الخلاق للانبياء والائمة لهذا المجتمع فيعود كاسدا كالحا باهتا أو بالاحرى ..... ميتا !!!
نعم , تحمل هذا المجتمع بصمة العار التي لطختها به الشعوب العربية ظلما وعدوانا .. ولكنها حقيقة أيضا , كون الطاغية الذي حكم العراق اربعين عام اطيح به بواسطة الدبابة الامريكية وليس مثلما فعلوا هم بمظاهراتهم واعتصاماتهم واحتجاجاتهم التي اقتلعت طغاتهم - كما يظنون - ... نعم وللحديث شؤون ولا اريد ان اطيل واخرج الموضوع والا كلنا نعرف ما هي الايادي الخفية التي اطاحت بالحكام العرب , نحن العراقيون نعرف فقط , عموما , تناست هذه الشعوب ان الثورات اصلها عراقي - شيعي وكتب التاريخ تشهد بذلك , وتناست هذه الشعوب ايضا ان الانتفاضة الشعبانية المباركة - مهما كانت خفاياها - تعبر عن صرخة للمظلوم بوجه الظالم , ولكن هذا المظلوم لم يجد العون حتى من اقرب الناس اليه ... لماذا ..؟؟؟ لنقل أنني لا اعلم !!!
أما اليوم وفي خضم ما يعصف بهذا المجتمع من ازهاق للارواح في سبيل الله والعقيدة الوطن ومنازهاق للاموال المتمثل بالسرقة في سبيل الله والعقيدة والوطن , انتفض هذا المجتمع النائم الهائم الفقير المرهق على واقعه المقيت وقلب غطاء القدر كاشفا عن جيفة رتعت فيها الهوام ثلاثة عشر عاما , واذا به يرفع شعارات عبرت عن مدى غيضه والحنق الذي يسايره في حياته اليومية , تلك الشعارات التي لم تترك احدا من (( قادته المزعومون )) الا وطالته , فبين سارق وناهب وسالب ... تعددت المصطلحات والمعنى واحد , واذا بجميع من مثلوه سرقوه , وجميع من نادى بهم غدروه , وجميع من اعتمد عليهم خانوه ... لم يستثنى احد من هذه الشعارات الا ثلاثة ذوات , المرجعية الرشيدة للسيد السيستاني حفظه الله و قادة الحشد الشعبي المقدس و السيد رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي الذي حظي بدعم غير مباشر من قبل المرجعية بأمرها اياه من موقع مسؤوليته ان يضرب بيد من حديد على الفساد المستشري في البلد ... وماذا بعد ..؟؟؟
خرج المجتمع الشيعي العراقي صارخا صادحا غاضبا ... ومطالبا ... وعلى العبادي تنفيذ مطالب الشعب , فالتشريع الحالي مصدره الشعب , وهو بيده القوة التنفيذية المباشرة كلها - ان صح التعبير - ...
ومرت الجمعة الاولى ... والثانية .... والثالثة ... والرابعة .... تكبد فيها هذا المجتمع بعض الخسائر بالارواح بسبب التماس المباشر مع مليشيات السياسيين , وحصل في بعض المناطق على بعض التقدم الميداني في اغلاق بعض المجالس المحلية والبلدية واستقالات هنا وهناك .... وكفى !!!!!!
لا اصلاحات , لا تغيير في الواقع , لا بذل للخدمات , لا اقالة رؤوس في العملية السياسية , لا اطاحة بالبرلمان ( الفاسد ) , لا , لا , لا .... ورئيس الوزراء يصدر حزم اصلاحات فتتبخر في الطريق الى البرلمان , والحكيم يهدد والمالكي يندد والصدر يطالب والاعرجي يهرب بمليارات الدولارات و لا تزال نظارات الجبوري صالحة للعمل .... !!!
أسئل نفسي .. لماذا لا احد يخاف من هذه الثورة الجماهيرية على الفساد ..؟؟؟
لماذا لا يزال الجعفري يصطلح , والعبادي ينبطح , والكردي يجترح , والبرلمانيون متنعمون , والفقراء يعانون ..؟؟؟
لماذا سئلت .. ؟؟؟ سأجيب نفسي
نعم , المظاهرات تخرج في أسوأ توقيت (( يوم الجمعة )) , فمن الذي اختار يوم الجمعة لخروج المظاهرات ..؟؟؟ ولماذا فعل ذلك ..؟؟؟ وهل وجد المجتمع مطالبه تتحقق وهو يتظاهر في هذا اليوم (( عصرا )) فقط ..؟؟ وهل سمعنا أو سمعتم بأن واحدا من المحافظين او رؤساء او اعضاء المجالس أو الحكومة او البرلمان قرر ان يفتح مكتبه يوم الجمعة (( لخاطر عيون )) المتظاهرين ..؟؟؟
وهل اذا كانت التظاهرات في العراق عبارة عن 50 ألف متظاهر في كل محافظة يخرجون فجر يوم الاحد رافعين الشعارات والاعلام العراقية ويملأون الشوارع المحيطة والمؤدية للمجمعات الحكومية ويجلسون , نعم يجلسون على الارض ويرفعون شعاراتهم وهم سكوت دون طنطنة وتصفيق وهوسات وتستمر ليومين او ثلاثة فقط ستكون أكثر هيبة وقوة وأثر من استعمال يوم عطلة المسؤول والتظاهر عليه في دائرته وليس أمام داره ....؟؟؟؟ أشم من هذا السؤال رائحة تأليب وتحريض هههههههههههه
حقا , لم لا يتظاهر المواطنون في ايام الجمع أمام دور المسؤولين التي يفترض انهم يتواجدون فيها في هذا اليوم ...؟؟؟؟
أتعرفون لم لم اتطرق الى مسئلة موت هذا المجتمع التي ذكرتها في البداية ..؟؟؟
يكفيها هذا السؤال ...
تخيلوا مظاهرات الاصلاحات بعد عشر جمع وعلى نفس المنوال .... كيف سيكون حالها ..؟؟؟
نلتقي في تشييع صوت هذا المجتمع الذي هو كل ما لديه وآخر ما لديه واهم ما لديه ... في الجمعة الحادية عشر !!!!!!!!!!
نفثت نفثتي , رافعا في آخرها كل الاجلال والاحترام والعرفان للأجهزة الامنية ( الكائن الوحيد ) الذي يتعذب ويتعب ويؤمّن وينتشر في ساعات الظهيرة الحارة منتظرا شروق شمس التظاهرات الاصلاحية وغروبها (( قبل غروب الشمس )) !!!!!!!!
تقبلوا تحيتي
أخوكم الأمير
31/8/2015