نظرية التطور .. الحلقة الأولى
( التعريف بنظرية التطور )
قبل الشروع في بيان نظرية التطور لابد أن نقف على معنى "النظرية" -علمياً- بغض النظر عن التطور ونظرية التطور .. لان هناك فهم شائع انه لا ينبغي اخذ نظرية التطور بعين الاعتبار لانها بالتالي ( مجرد نظرية ) .. فما هي " النظرية " ؟
- الفرق بين الفهم الشائع للنظرية والفهم العلمي :
النظرية عند عموم الناس قد تعني مجرد اعتقاد او فرض او تخمين لا دليل على صحته
وقد يتقدم بخطوة جريئة بعض علماء الدين فيُعبّرون عن النظرية بأنها ( مجرد وجهة نظر ) - كما فعل السيد هادي المدرسي مع نظرية داروين في كتاب له سنذكره في الحلقة الثانية - وقد يعبّرون عن النظرية المُثبتة علمياً بأنها ( مجرد افتراض )
كما اجاب المركز العقائدي بجواب عجيب غريب في حديثه عن النظريات العلمية اذ قال ( ما يسوق الينا من نظريات باسم الادلة العلمية لا تعدو كونها فرضيات لا ترقى ان تكون ظنونا فضلا ان تكون ادلة ) واذا أخذنا بهذا المنطق فعلينا ان نتعامل مع نسبية آينشتاين ونظرية الكم على انها مجرد فرضيات - بالرغم من توفر الادلة التجريبية على صحتها -
أما علمياً فالنظرية هي الافكار التي تحوي اسس ثلاث :
1- النظرية العلمية تُقدم تفسيراً شاملاً لاشياء نلاحظها في الطبيعة
2- تُقدم النظرية العلمية أدلة قوية ومتماسكة يُمكن الاعتماد عليها لذاك التفسير
3- النظرية العلمية توفر سبل للتكهن بشأن جانب من الحياة لتفسيره ، وعنئذ يمكننا اختبار ذلك التكهن بالمراقبة والتجربة على ضوء النظرية .
النظرية بمعناها عند عموم الناس يمكن رفضها بالقول ( انها مجرد نظرية ) اما النظرية بمعناها العلمي فلا يُعقل رفضها بالقول ( انها مجرد نظرية ) بل عليك ان توفر الادلة الكافية والمتينة لدحضها وإلا فدعها وشأنها .
نظرية التطور ..
- التطور هو التغير في السمات الوراثية الخاصة بأفراد التجمع الأحيائي عبر الأجيال المتلاحقة. السيرورات التطورية تُحدث تنوعاً حيوياً في كل المستويات التصنيفية، بما فيها الأنواع، وأفراد الكائنات الحية، والجزيئات كالدنا والبروتينات .
نشأت الحياة على الأرض ومن ثم تطورت من سلف شامل أخير منذ نحو 3.7 بليون سنة. يُستَدل على التنوع المتكرر والتخلق التجددي للحياة بالنظر إلى المجموعات المشتركة من السمات المورفولوجية والكيميائية الحيوية، أو من تسلسلات الدنا المشتركة. وهذه السمات والتسلسلات المتماثلة تكون متشابهة أكثر كلما كان السلف المشترك للأنواع أحدث. ويمكن استخدامها في إعادة بناء التاريخ التطوري بالاستناد إلى الأنواع الموجودة حالياً وأيضاً السجلات الأحفورية. أنماط التنوع الحيوي الموجودة تشكلت بفعل الانتواع والانقراض .
الفكرة الشائعة عند عموم الناس عن التطور بأنه يقول بـ ( تحول القرد الى انسان ) خاطئة تماماً .. لان النظرية تقول بتطور الانسان والقرد من سلف مشترك .
هذا تعريف ملخص عن النظرية موجود في ويكبيديا وهو موثق من جامعة كاليفورنيا واكسفورد .
نظرية التطور لا تُعنى بنشوء الحياة والخلية الأولى ، بل تفسر لنا التنوع الاحيائي الموجود الآن والخطة التي يسير عليها هذا التنوع .
صحيح ان تشارلز داروين أول من صاغ محاججة علمية لنظرية التطور الذي يحدث بواسطة الاصطفاء الطبيعي الا انه لم يكن اول المتطرقين والقائلين بالتطور ( كما سنوضح هذا في الحلقة الثالثة ) وأيضاً فإن نظرية التطور الآن لا تساوي النظرية التي طرحها داروين مئة بالمئة ، فقد تم التعديل عليها ورفض بعضها وزيادة بعض آخر من قبل المجتمع العلمي
التطور مُثبت بحقيقة وجود العديد من الخطوط المستقلة من الادلة التي تقود الى هذه النتيجة .. تسلسل الجينوم ، علم المتحجرات ، علم النبات ، علم الحيوان ، الجغرافيا البايلوجية ، علم الفسلجة ، علم التشريح المقارن ، علم الوراثة ، علم الأجنة ، علم الوراثة السكانية ، المجموعات المستقلة من البيانات الجيولوجية ، وغيرها .. كلها تقود الى ان الحياة تطورت .. وبإمكاننا رؤية التطور يحدث بين الكائنات الحية ذات دورات الحياة والتوالد القصيرة التي تُستخدم في التجارب المُختبرية بتسليط ضغوط بيئية عليها .
نظرية التطور مُثبتة علمياً كما هو حال النسبية وميكانيكا الكم ولها الكثير الكثير من الادلة التجريبية كما انها مؤيدة من قبل العلماء بنسبة 99.98% ... وهنا بعض المراجع والمصادر العلمية
http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2290806/
http://news.nationalgeographic.com/…...izard-evolutio…
http://onlinelibrary.wiley.com/…/j.0...7.…/abstract
http://www.abovetopsecret.com/forum/thread384369/pg2
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%B7%D9%88%D8%B1
http://en.wikipedia.org/wiki/Homo_erectus#Use_of_fire
http://io9.com/a-long-anthropologica...-may-be-on-the-…
http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3457769/
http://io9.com/5774949/how-did-humans-really-evolve
وأيضاً بعض الأمثلة على سبيل المثال لا الحصر :
- دون التطور لا يمكنك الحصول على ألوان القزحية المختلفة لدى البشر وغيرها من الكائنات.
http://www.sciencedaily.com/releases...0130170343.htm
- البشر لديهم الجينات المسؤولة عن تكوين الذيل ، والدجاج (التي لا تمتلك أسناناً ) لديها الجينات المسؤولة عن تكوين الأسنان
http://www.nature.com/…/atavism-embr...evelopment-and-…
- الصلة بين الزعانف عند السمك والايادي عندي الانسان
http://www.sciencedaily.com/releases...1222165441.htm
نظرية التطور .. الحلقة الثانية
( نقد النظرية من قِبل المجتمع الديني - الاسلامي تحديداً - )
تعرضت نظرية التطور لنقد من المجتمع الديني - الشيعي والسني - بغية ابطالها واسقاطها .. ولكن هذه الردود والاشكالات والنقود لم تكن سوى تهافتات وخطابات ومغالطات ومحض اوهام .. وسنرى .
لكن قبل أن تقرأ ارجو الالتفات الشديد والمركّز الى ملاحظتين :
الاولى : العرض والنقاش ادناه هو نقاش علمي للافكار وليس عبارة عن اساءة او تسقيط للعلماء الذين سأذكرهم .. فأرجو أن تؤخذ المسألة بشكلها الصحيح .
الثانية : كون الانسان عالماً في تخصص هذا لا يلزم كونه عالماً في كل التخصصات الأخرى .. وجهله في موضع لا يلزم منه جهله في بقية المواضع .. وعلى حد تعبير الامام الصادق ع حين سُئل عن العالم أيكون جاهلاً ؟ فقال : ( عالم بما يعلم وجاهل بما يجهل ) .. فانتبه .
- تعرض الشيخ جعفر السبحاني لنظرية التطور في " المناهج التفسيرية "في موضوع بعنوان ( الاجتناب عن التفسير بالرأي ) فبدء كلامه بـ ( نشر جارلز داروين كتابه «تحوّل الأنواع» عام 1908م فأثبت فيه وفق تحقيقاته انّ الإنسان هو النوع الأخير من سلسلة تطور الأنواع، وانّ سلسلته تنتهي إلى حيوان شبيه بالقردة، فذكر آباءه وأجداده بصورة شجرة خاصة مترنماً قول الشاعر : أُولئك آبائي فجئني بمثلهم .. وختم الشيخ جعفر بقوله : إلى أن أثبت الزمان زيف الفرضية والفروض التي جاءت بعده حول خلقة الإنسان )
اما بداية الكلام فـ دارون نشر كتابه عام 1859 وليس في عام 1908 واسم الكتاب "أصل الانواع" وليس "تحول الانواع" .. واما نهايته فإن الزمان لم يثبت ذلك .. خاصة في المجتمع العلمي المعني بدراسة هذه الامور .
- اما مركز الابحاث العقائدية - أحد مشاريع السيد السيستاني دام ظلّه - ( لمؤسسه حجة الاسلام والمسلمين السيد جواد الشهرستاني ) فكانت دعواهم ان النظرية ثبت بطلانها علمياً ! وهذا ما لا يُقدم على قوله قارئ للعلم ، لان النظرية مقبولة علمياً لدى العلماء بنسبة 99.98% كما ذكرنا .. فكيف واين ومتى ثبت بطلانها علمياً !
اللهم الا ان تشبثنا بمغالطة رجل القش فهاجمنا الادلة التي أفصح المجتمع العلمي عن كونها خاطئة كانسان نيبراسكا ، وانسان كالافيراس .. وتجاهلنا الادلة الكثيرة جداً التي لم يثبت انها خاطئة ( راجع الحلقة الاولى لمعرفة بعض الادلة )
ثم إني أرجو من القائمين على هذا المركز بأن يقرأوا النظرية قبل ان يتصدوا لمهمة دحضها ، فمن ضمن الجواب الذي قدموه : ( النتيجة التي ذهب إليه دارون حينما جعل القرد هو الجد الأعلى للبشر )
والحق لم يذهب دارون ولا غيره للقول ان الانسان اصله قرد .. يبدو ان اصحاب المركز العقائدي لم يعرفوا مبادئ هذه النظرية .
المصدر : http://www.aqaed.com/faq/2666/
- وقد تعرض أيضاً - ويا لسخرية القدر - لهذه النظرية الشيخ ياسر الحبيب مقدماً كلامه بزيف لا واقع له قائلاً ( البراهين العقلية والعلمية أيضا تسقط نظرية داروين في التطور، ولو كان أستاذك أكثر اطلاعا لتخلى عن اعتقاده هذا، فيوما بعد يوم بدأ يتلاشى إيمان علماء الطبيعة بهذه النظرية مع ظهور الحقائق الجديدة ) وقد ذكرنا لكم نسبة العلماء الذين يقبلونها في الحلقة الأولى (99.98%) كما ليس هناك من براهين علمية تُسقط التطور ولو حصل أحدكم على هذه البراهين فـ ليدلنا عليها مشكوراً ومأجوراً
ثم اكمل الشيخ كلامه فقال ( إذا كان أصل الإنسان من القرد من باب التطور، فمن أين جاء القرد نفسه؟ ) وهذا قول يكشف عن عدم درايته بماهية نظرية التطور اصلاً .. فالنظرية لا تقول بان اصل الانسان قرد .. ويكفي هذا ان نُعرض عن كلام الشيخ ففي فهمه للنظرية خلل كبير
المصدر : http://www.sheikh-alhabib.com/question/index.php?id=173
- وتعرض الشيخ بن باز لنظرية التطور بقوله " وقد أشتهر هذا القول للمدعو داروين وهو كاذب فيما قال" و "وأن أصل آدم هو أصله الذي هو عليه الآن، وليس أصله قرداً ولا غيره "
المصدر : http://www.binbaz.org.sa/mat/17800
- ويقع الشيخ عثمان الخميس في نفس المأزق .. مأزق فهم النظرية على انها تقول بأن الانسان أصله قرد .. ولذا من اشكالاته حول نظرية التطور : لماذا هذه القردة الموجودة الآن لم تتحول الى بشر ؟ ..
المصدر https://www.youtube.com/watch?v=03b727glod4#t=30
- نفس خطأ الشيخ عثمان الخميس ولكن على يد الشيخ العريفي حيث يرى بان نطرية التطور هي تطور من قرود :
https://www.youtube.com/watch?v=UUc86qkFA8w
ويبدو ان الشيخ ظريف جداً
smilehttps://www.youtube.com/watch?v=Pg0JK3tQfjA
- ايضاً مع الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ( مفتي السعودية ) حيث فهم ان نظرية التطور تقول بان الانسان اصله قرد
https://www.youtube.com/watch?v=vZn4GLyoiiE#t=232
- اما اشكال الشيخ الكوراني في كتاب ثمرة الافكار على التطور من خلال قانون الثرمودينمك الثاني فكان يتغنى بهذا الاشكال المسيحيون قبل الشيخ الكوراني وهذا خطأ علمي فادح .
بدء الشيخ الكوراني كلامه قائلاً ( نظرية التطور تتناقض مع جملة من العلوم الحديثة . . وهذا يضعها في موقف لا تحسد عليه ) ثم انتقل الى نقد نظرية التطور بقانون الثرمودينمك الثاني ، ووضع الشيخ الكوراني نفسه في موقف ( لا يُحسد عليه )
بـ اختصار : نقض التطور بالاحتجاج بقانون الثرمودينمك الثاني عبارة عن مغالطة وكلام متهافت وغير مقبول علمياً لان قانون الثرمودينمك الثاني يُطبق على النظام المغلق ، والارض ليست نظاماً مغلقاً .. وتمر بعملية تبادل حراري متغيرة ومستمرة .
ومما يؤسف له ان مركز الابحاث العقائدية - المُشار اليه أعلاه - اعتمد هذا النقد - نقد الشيخ الكوراني - في جوابه مرة اخرى عن التطور !!
على المركز العقائدي ان يحذف جوابه وكلامه عن التطور وان يقدم لنا كلاماً علمياً دقيقاً .. فإن أقل ما يقال عن جواب المركز - بما فيه جواب الشيخ الكوراني - انه ( فضيحة علمية ) وهذا المركز يعتمد على كلامه الكثير جداً من الناس ، فلا ينبغي ان يحمل الناس افكاراً زائفة اخرى فـ فيهم ما يكفيهم .. ان لم يستطع المركز ان يقدم جوابا علمياً دقيقاً فهو ليس مُلزم بأن يجيب ويناقش التطور ، بامكانه ان يقول : لا اعلم .. وينتهي الامر .. فمن ترك قول "لا ادري" اصيبت مقاتله !
- وكتب السيد هادي المدرسي كتاباً بعنوان ( تهافت النظرية الدارونية وسقوط النظريات التابعة ) قال في أوله على نحو اختصار فكرته في الكتاب :
" ان الدارونية - في احسن الفروض - ليست اكثر من وجهة نظر ، ليس غير ذلك أبداً ، وبحكم منطق العلم فلا يجوز للانسان في القرن الواحد والعشرين أن يؤمن بها لمجرد انها ( وجهة نظر ) تؤمن بها فئات هنا او هناك .. ان ذلك من صميم التخلف "
طبعاً السيد هنا يفترض ان لا دليل على هذا الأمر اطلاقاً ولا يعدو كون الأمر مجرد ( وجهة نظر ) .. ثم يصرح السيد بهذا الأمر :
" ماذا تُقدم الدارونية في اثبات نظريتها الخاصة بتطور الانسان ؟ ان مطالعة دقيقة لمصادر الدارونية تكشف عن مغالطة كبيرة في تقديم النظرية ، فهي اذا لا تقدم اية اثباتات علمية اطلاقاً " !!!
ثم بعد ذلك يرى السيد في كتابه هذا ان نفس التطور لا يتعارض مع الاسلام بل نسبة التطور الى الصدفة والمادة العمياء يتعارض ( وطبعاً دارون لم يفعل هذا ولم ينسب التطور للصدفة ولم يتحدث في هذا الشأن اصلاً )
ويقول السيد هادي المدرسي انه لا ادلة علمية على النظرية الدارونية ولو توفرت الادلة لقبلنا النظرية ( بما هو تطور طبعاً مع نسبته الى وجود خالق مطور ) راجع صفحة 154 من الكتاب .
ولكن ! اذا كان الأمر على هذا النحو ، فلماذا عنوان الكتاب هو ( تهافت النظرية الدارونية وسقوط النظريات التابعة )...؟؟
- أخيراً تعرض السيد محمد الشيرازي ( رحمه الله ) لهذه النظرية في كتاب "بين الاسلام ودارون" ويبدو ان السيد لم يكن على معرفة كاملة بالطريقة العلمية المُتبعة ، ويظهر هذا جلياً في هذا الفصل من الكتاب ( أدناه ) حيث يظهر ان السيد لم يطّلع على علم طبقات الارض ، ولا عن القوانين والظروف المختلفة التي تتحكم في تكوين طبقات الصخور في السلم الجيولوجي .. كما ان معلوماته حول الخلية الحية غير كافية ويتضح هذا في اشكاله عن تكاثرها .. وبعد ان يُشكل السيد اشكالاته يفترض ان داروين عجز عن الرد .
الفصل المقصود :
http://www.alshirazi.com/compilati…/...in/part1/2.htm
وأختم بقوله تعالى ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ) [ الاسراء 36 ]
نقطة هامة : المدار اعلاه نقاش علمي ، ولا اسمح ابداً بأن يأخذ بعض الناس هذا الكلام - لانه وجده ضالته - ويبدأ بالتشنيع والسخرية من المتدينين .. لانني طرحت المسألة بجدّية وصدق بغية تصحيح بعض الافكار ووضع الامور في مواضعها .
نظرية التطور .. الحلقة الثالثة
( مقاربات لفكرة التطور قبل داروين )
لابد ان نعلم أولاً انني لا اوافق على ادخال العلم في الدين أو العكس .. كما لا اُقدم أبداً على ربط العلم بالدين او ارجاع النظريات العلمية للدين ، لان هذا خطأ كبير ... هذه ملاحظة أرجوا التركيز عليها .
نعم هناك بعض النظريات العلمية قد يحصل بينها وبين كثير من المعطيات الدينية مقاربات كثيرة ، مقاربات ليس أكثر .. لان الدين للهداية الروحية ، والعلم التجريبي موكول في اكتشافه ومعرفته الى الانسان وجهده [ قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق .. سورة العنكبوت ]
أما الفكرة التطورية عند غير دارون فإليكم بعض المعطيات قد تكون قريبة من التطور ، وقد تكون بعيدة وقد تكون بعيدة جداً .. ساكتب المعطيات دون محاولة مني لربط هذه المعطيات بنظرية التطور :
- الحركة الجوهرية لـ صدر المتألهين :
تنبيه : الحركة هنا بمفهومها الفلسفي الذي هو مطلق التبدل والتغير وليس بمفهومها الفيزيائي .
من ابرز ابداعات "صدر المتألهين" في الفلسفة هي نظرية الحركة الجوهرية .. حيث كان من سبقه من الفلاسفة يعتقدون ان الحركة والتبدل انما يقع في الاعراض فقط ولا ينال الجواهر ( جواهر الاشياء ) ولكن صدر المتألهين استطاع ان يُثبت - فلسفياً - ان التغير والتبدل انما يكون في الجواهر ايضاً لا في الاعراض وحسب استناداً على قاعدة فلسفية مفادها ( علة المتغير لابد ان تكون متغيرة ) .. ولذا اسم النظرية هو "الحركة الجوهرية"
وقد ترتبت على الحركة الجوهرية التي ادخل فيها صدر المتألهين الزمان كبعد رابع للجسم - لان الزمان هو مقدار الحركة - آثار فلسفية وعقائدية مهمة جداً تُطلب من محلّها .. للتوسع في فهم هذه النظرية راجع كتاب " فلسفة صدر المتألهين " للسيد كمال الحيدري من ص 171 الى ص 213 .
- "انكسمندر" الحكيم اليوناني الذي ولد في ( 610 ) قبل الميلاد :
" كانت الحيوانات الأولى على الارض كثيفة ذات صور قبيحة غير منتظمة ، وكانت مغطاة بقشرة غليظة تمنعها عن التحرك والتناسل وحفظ الذات ، فكان لابد من نشوء مخلوقات جديدة ، او ازدياد فعل الشمس في الأرض لتوليد حيوانات منتظمة يمكنها ان تحفظ نفسها وتزيد نوعها ، أما الانسان فظهر بعد الحيوانات كلها ولم يخل من التقلبات التي طرأت عليه ، فخُلق أول الامر شنيع الصورة ناقص التركيب واخذ يتقلب الى ان حصل على صورته الحاضرة "
- وجاء في رسائل اخوان الصفا :
ان المشابهة بين حالات في النبات وحالات في ارقى الحيوان قد يجوز ان نعتبرها خطوة تخطوها الصور الحية ممهنة في سبيل دور انقلابي من النشوء تتحول به صور الحيوان والنبات " وأيضاً تحدث اخوان الصفا كثيراً عن النبات والحيوان في هذا الصدد
- ابن مسكويه ، العلّامة أحمد بن محمد بن مسكويه الخازن المتوفى عام 421 هـ قال في كتابه الفوز الاصغر حين تحدث عن النبات :
"ولا يزال هذا الاثر القوي يقوى في نبات آخر يليه في الشرف والمرتبة إلى أن يصير له من القوة في الحركة بحيث يتفرغ وينبسط ويتشعب ويحفظ نوعه بالبذر ويظهر فيه من اثر الحكمة اكثر مما يظهر في الأول "
وفي كتابه تهذيب الاخلاق بعد ان يتحدث عن انتقال الحيوانات التي لم تُعط من الفهم الا القليل الى مرتبة القرود وانتقال هذه الى مرتبة الانسانية يقول :
" ثم يصير من هذه المرتبة الى مرتبة الحيوان الذي يحاكي الانسان من تلقاء نفسه ، ويشبهه من غير تعليم كالقرود واشباهها "
- ابن خلدون في مقدمته :
" ثم انظر الى عالم التكوين كيف بدأ من المعادن ثم النبات ثم الحيوان على هيئة بديعة من التدرج ... واتسع عالم الحيوان وتعددت انواعه ، وانتهى في تدريج التكوين الى الانسان صاحب الفكرة والرؤية ترتفع اليه من عالم القدرة الذي اجتمع فيه الحس والادراك "
- الجاحظ .. في كتابه "الحيوان" تحدث عن فكرة التلاقح انتاج انسال جديدة بما يصعب اختصاره .. بالامكان مراجعة كتابه سيما الصفحات من رقم 150 وأكثر .
- لامارك .. في كتابه "فلسفة الحيوان"
الذي تحدث فيه وبين تأثير الظروف المحيطة - وما ينجم عنها من آثار - في احداث انحرافات عن الطريق المعتاد للطبيعة .
- اضافة حول داروين : داروين طبق ما ذهب اليه مالثس من ان وسائل البقاء تتناقض كلما تزايد الحيوان ، فقال دارون ان الحيوان يتنازع البقاء فيحدث عن ذلك انتخاب طبيعي تكون الغلبة فيه للحيوان المزود بغرائز واعضاء تجعله اقدر على البقاء ، واستعار دارون تعبيراً استعمله هربرت اسبنسر في سنة 1852 وهو "بقاء الاقدر على التكيف" فجعله الشطر المكمل لنظريته " تنازع البقاء وبقاء الاقدر على التكيف" ايضا داروين تلقى النظرية من الناحية البيولوجية من " لامارك " [ اعتمدتُ في هذه الاضافة على موسوعة الفلسفة لعبد الرحمن بدوي ، راجع هناك لتجد المصادر ]
- نماذج من الموروث الروائي في حديثه عن كائنات حيّة قبل آدم :
1- كتاب الخصال للشيخ الصدوق .. عن الباقر ع [ لقد خلق الله عز وجل في الأرض منذ خلقها سبعة عالمين ، ليس هم من ولد آدم ، خلقهم من أديم الأرض ، فأسكنهم فيها واحداً بعد واحد مع عالمه ، ثم خلق الله عز وجل أبا هذا البشر وخلق ذريته منه ]
ملاحظة صغيرة للمناسبة : لا يمكن القطع هنا بأن الخلق يعني الحدوث من العدم اعتماداً على قول الامام [ ثم خلق الله عز وجل أبا هذا البشر ] .. لان الامام يُعبر أيضاً [ وخلق ذريته منه ] وذريته لم يُخلقوا بالحدوث من العدم بل [ منه ] ولهم اتصال به .
2 - في تفسير القمي ، وفي علل الشرائع .. في حديث طويل للامام أمير المؤمنين علي ع يتحدث فيه عن خلق قبل آدم أسماهم "النسناس" .. وعن انتهاء وجودهم - النسناس - حين استوطن آدم الأرض .
مع البحث والاستقراء الاكثر سنجد روايات اكثر بالطبع تحدثنا عن ان الحياة التي يحياها الانسان ليست هي بداية الكائنات الحية في الدنيا ، سيما اذا تتبعنا الكثير الكثير من الروايات التي تنص على ( ان لعالمكم هذا ألف آدم وآدم ) ولكن السلسلة هذه قائمة على الاختصار وطرح الخطوط العامة فقط لا غير .
نظرية التطور .. الحلقة الرابعة ( والأخيرة )
( نظرية التطور أم نظرية الخلق في القرآن ؟ )
في الواقع كنت سأختار واحدة واترك الأخرى لو أن القرآن تعرض لكيفية خلق آدم بالتفصيل ( بالتفصيل ركزّ ) .. لكن القرآن لم يفعل هذا .. حدثنا عن آدم وخلقة آدم دون ان يخبرنا هل أحدثه حدوثاً من العدم أم أن آدم جاء متطوراً من اسلاف سابقة .. سأناقش قصة الخلق في القرآن لكن بعد ان انتهي من هذه النقطة :
في أول الأمر كنتُ اتصور ان هذه المسألة هي من ابداعاتي غير اني كنتُ متوهماً ..
يرى السيد هادي المدرسي الذي تطرقت له ولكتابه سابقاً ان القول بخلق آدم حدوثاً أو تطوراً لا ينافي قصة الخلق القرآني ولا مانع من قبول النظرية لو توفرت الادلة الكافية عليها .
وكتب السيد فضل الله ( رحمه الله ) " من الخطأ جدّا أن يطرح الفكر الديني على أساس أن قاعدة هذا الفكر، هو أن الله خلق الكون بشكل مباشر من دون أن يكون خاضعا لقوانين في عمق تكوينه، إننا نؤمن من خلال صفتنا الإسلامية، من دون أن نحيد قيد شعرة عن التفكير الإسلامي. نؤمن بأن هناك في الكون سننا كونية، وهي ما تمثّله قوانين الكون الطبيعية في الكون، وفي الحيوان وفي الإنسان. حتى أننا من وجهة النظر الإسلامية نؤمن بأن هلاك المجتمعات ونموّ المجتمعات تخضع لقوانين موجودة في حركة الكون بحيث إنها تتحرك ضمن نطاق خاص " [اسئلة وردود من القلب ص58 ]
ويقول الشهيد مرتضى مطهري ( رحمه الله ) "اننا إذا أخذنا القرآن الكريم -خصوصاً- فسوف نجد أنّه يبين قصة آدم كنموذج. ولا يستفيد من كيفيّة خلقة آدم العجيبة لاثبات العقيدة الالهيّة وإنما يركز عليها لبيان المقام المعنوي للانسان وبيان مجموعة من المسائل الأخلاقيّة وعليه فمن الممكن تماماً لانسان يعتقد بالله وبالقرآن أن يحتفظ بايمانه هذا وفي نفس الوقت يوجه قصة آدم بتوجيه معين. فلدينا اليوم أفراد معتقدون بالله والرسول والقرآن وهؤلاء يفسرون خلقة آدم في القرآن بتفسير ينطبق تمام الانطباق على ما جاء في العلوم الحديثة"
نأتي الآن الى قصة آدم وسجود الملائكة ( ارجو التركيز جيدا )
ان القرآن هنا يتحدث عن الروح الانسانية لا عن الجسد ، ومن أبرز أدلة هذا الأمر قوله تعالى (( ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملئكة اسجدوا لآدم )) ينبغي ان نلاحظ هنا ( خلقناكم ، ثم صورناكم ) وبعد هذا قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ( ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم .. فيبدو ان الحديث هنا ليس عن الجسد ، اذا كثير من اجساد الآدميين لم توجد بعد .. والسجود لآدم بعد خلقنا - بني آدم - وتصويرنا .
أما قصة آدم في القرآن وسجود الملائكة له وخروجه من الجنة و ... الخ .. فقد وقع النقاش فيها هل انها تحكي قصة آدم ( رجل واحد فقط ) اما انها قصة تحكي قصة بني آدم بأكملهم وما قول " آدم " الا اشارة الى ادميتنا .. ففي الحالتين (( آدم خلقه في عالم الدنيا وهي جنة ارضية. وكان خلقه – الجسدي – من طين. هذا اذا كانت القصة واقعية واما اذا كانت على نحو الرمزية والمثل ( راجع كتاب الرمزية والمثل في القران للسيد كمال الحيدري ) فلا مجال حينئذ لمثل هذه الاتجاهات )).
ان الجنة التي نولد فيها هي جنة النقاء والخلو من اي لوثة فكرية وعملية ، فإن أكلنا من الشجرة التي لا ينبغي أن نأكل منها وهي شجرة القبائح بالقول والفعل ( مثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة ) خرجنا من جنة النقاء وهبطنا الى الأرض والارض في التعبير القرآني هي العالم الأدنى ( مالكم اذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم الى الارض أرضيتم بالحياة الدنيا ؟ ) .. وهنا يطول الحديث جداً بما لا يسعه المقام .
يقول العلّامة الطباطبائي " وبالجملة يشبه ان تكون هذه القصة التي قصها الله تعالى من اسكان آدم وزوجته الجنة ، ثم اهباطهما لأكل الشجرة ، كالمثل يُمثل به ما كان الانسان فيه قبل نزوله الى الدنبا من السعادة والكرامة بسكونه حضيرة القدس ، ومنزل الرفعة والقرب ، ودار نعمة وسرور ، وانس ونور ، ورفقاء طاهرين ، وأخلاء روحانيين ، وجوار رب العالمين .. ثم إنه يختار مكانه كل تعب وعناء ومكروه وألم بالميل الى حياة فانية ، وجيفة منتنة دانية ، ثم انه لو رجع بعد ذلك الى ربه لأعاده الى دار كرامته وسعادته ، ولو لم يرجع اليه واخلد الى الأرض واتبع هواه فقد بدل نعمة الله كفراً "
ويقول السيد كمال الحيدري في كتابه الرمزية والمثل في القرآن " ان قصة آدم في محاورها الاربعة خلقه وتعليمه الاسماء كلها واتخاذه خليفة والأمر بالسجود له تمثل خلاصة الاطروحة الالهية الجامعة لما كان ويكون وسيكون ، والمتجسدة في ثلاثية حركة الانسان الكمالية القائمة بـ ( من أين ، وفي أين ، والى أين ) انها قصة كل واحد منا في قبال الخلق الآخر ، فنحن مشروعه في الاصول الثلاثة ( الخلق ، الخلافة -على الارض- ، والسجود ) "
اما تعرض القرآن لخلق الانسان فليس فيه ما يُمكن ان يُقطع بكونها تدل على خلق الانسان حدوثاً لا تطوراً .. لأن القرآن لم يتعرض لها بالتفصيل وعند الاتيان بالآيات التي تحدثت عن خلقة الانسان لا يمكن القطع على اساسها ان الخلق حدوثاً لا تطوراً ..
لنتصفح بعض الآيات مثلاً
( وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء ) ( خلق الإنسان من صلصال كالفخار ) ( ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ) ( وبدأ خلق الانسان من طين ثم جعل نسله من سلاله من ماء مهين ) ( وقد خلقكم أطوارا ) ( والله أنبتكم من الأرض نباتا ) ( وجعلنا من الماء كل شيء حي )
نحن وان لاحظنا قول [ من صلصال كالفخار ] فاننا نلاحظ ايضاً [ ماء فأخرجنا به نبات كل شيء ] ونلاحظ [ سلاله ] و [ اطوارا ] و [ انبتكم من الأرض نباتا ]
وللسيد الحيدري أيضاً بحث مهم في الدرس 56 من دروس العدل الالهي جاء فيه :
* ولو توصل أحد إلى نظرية تطور الأنواع لا يصبح كافرا لأن المسألة قابلة للاجتهاد يقول العلامة الطباطبائي : وكيف كان فظاهر الآيات ( ظاهر الآيات ) القرآنية هو الصورة الأخيرة وهي انتهاء النسل الحاضر إلى آدم وزوجه المتكونين من الأرض من غير أب وأم. غير أن الآيات لم تبين كيفية خلق آدم من الأرض وأنه هل عملت في خلقه علل وعوامل خارقة للعادة؟ وهل تمت خلقته بتكوين إلهي آني من غير مهل فتبدل الجسد المصنوع من طين بدنا عاديا ذا روح إنساني أو أنه عاد إنسانا تاما كاملا في أزمنة معتد بها يتبدل عليه فيها استعداد بعد استعداد وصورة وشكل بعد صورة وشكل حتى تم الاستعداد فنفخ فيه الروح وبالجملة اجتمعت عليه من العلل والشرائط نظير ما تجتمع على النطفة في الرحم .. الميزان ج16 ص262
* ذكر السيد العلامة الطباطبائي احتمالات متعددة في هذا المجال ، فالقرآن الكريم لم يتعرض عن المصدر الذي جاء منه آدم (ع) (( أو هو فرد من الإنسان كامل بالكمال الفكري )) كآدم النبي (( تولد من زوج من الإنسان غير المجهز بجهاز التعقل فكان مبدأ لظهور النوع الإنساني المجهز بالتعقل القابل للتكليف وانفصاله من النوع غير المجهز بذلك فالبشر الموجودون اليوم نوع كامل من الإنسان ينتهي أفراده إلى الإنسان الأول الكامل الذي يسمى بآدم ، و ينشعب هذا النوع الكامل بالتولد تطورا من نوع آخر من الإنسان ناقص فاقد للتعقل وهو يسير القهقرى في أنواع حيوانية مترتبة حتى ينتهي إلى أبسط الحيوان تجهيزا وأنقصها كمالا وإن أخذنا من هناك سائرين لم نزل ننتقل من ناقص إلى كامل ومن كامل إلى أكمل حتى ننتهي إلى الإنسان غير المجهز بالتعقل ثم إلى الإنسان الكامل كل ذلك في سلسلة نسبية متصلة مؤلفة من آباء وأعقاب .. [ ولكن السيد العلامة يرى بأن البشر ينتهي إلى فرد بعينه و أن هذا الفرد لا ينتهي إلى نوع آخر و إنما خلق آنا و نفخت فيه الروح كما في الجزء 4 من الميزان ]
----------------------------------------
أخيراً أقول : ان القرآن ليس كتاب علم ، بل كتاب هداية ، وقد تعرض لهذه الامور من باب الاشارة من بعيد لا غير ، وترك الأمر لنا في أن نبحث ونعرف ، قال تعالى [ قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ] .. هل تلاحظ معي يا صديقي ؟ [ سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ]
ان القرآن لم يتعرض لما يمكن ان يكتشفه الانسان علمياً ، بل ترك الامر للانسان في هذا وكذا الانبياء لم يفعلوا .. الامر موكول الى الانسان ، الانسان الذي يملك عقلاً جباراً وعليه ان يبحث ويستقصي ليعرف ويكتشف
يقول الشيخ اليزدي " ان الحاجة الاساسية لوجود الوحي والنبوة انما تتمثل في تعليم الناس القيم الانسانية العليا وعلى وظائفهم تجاه ربهم وتكاليفهم في الحياة الشخصية والاجتماعية "
وعودة اخرى الى الشهيد مطهري وهو يقول " ان نزول الوحي على الانبياء يسعف الناس في القضايا التي يعجز الحس والعقل عن ادراكها - كادراك خطة العالم الآخر ومتطلباته مثلاً - فيأتي الوحي ليقود الانسان ويوجهه ، علماً ان هذا الانسان لم يُسلب قوة الابداع التي تؤدي دورها في المجالات التي تتمكن فيها ، وهنا يتعطل دور الوحي ، أعني عندما تمارس قوة الابداع عملها لا يتدخل الوحي أبداً "
تلخيص :
* القرآن لم يتعرض لقصة الخلق - الجسدية - بالتفصيل ، لذا ليس هناك ما يبرر القطع بخلق الانسان حدوثاً لا تطوراً على اساس قرآني .
* هذه المسألة ليست ضرورة من ضروريات الدين كي يُرمى القائلين بالتطور او بنظرية التطور - بما هي - بالكفر او بمعارضة الدين .
* اذا اردنا معرفة تفاصيل الامر فعلينا ان نبحث عن ذلك وما يبدو لي ان العلم التجريبي هو الطريق الاقرب للحقيقة اذا ما اردنا معرفة العالم المادي
* من باب كونك حراً فـ بامكانك ان تبقى متفرجاً ولن يجبرك احد على الاعتقاد بنظرية التطور او رفض نظرية التطور .. لست ملزماً بأن تعتقد بأحد الامرين ، بأمكانك ان تبقى متفرجاً لاادرياً في المسألة .. لكن المجتمع العلمي يصادق على نظرية التطور .