على الرغم من إيمان أهل الجزيرة العربية في بادئ الأمر بدين إبراهيم عليه السلام الحنيفية السمحة، وانتشار القيم والأخلاق، فإنه بمرور الوقت بدأ الإيمان يندثر، وذلك مع بقاء بعض المبادئ والشعائر.
تاريخ ظهور الأصنام عند العرب
حدث تطوُّر سلبي خطير عندما ظهر على الساحة السياسية والدينية عمرو بن لُحَيٍّ زعيم قبيلة خزاعة، الذي أحبه الناس ودانوا له، ظنًّا منهم أنه من أكابر العلماء وأفاضل الأولياء؛ بينما لم يكن على هذه الصورة مطلقًا! فقد سافر عمرو إلى الشام، ورآهم يعبدون الأوثان، فاستحسن ذلك؛ وعاد إلى الجزيرة العربية ومعه هُبَل، أحد الأصنام في الشام، وجعله في جوف الكعبة، وكان هُبَل من العقيق الأحمر على صورة إنسان، مكسور اليد اليمنى، أدركته قريش كذلك، فجعلوا له يدًا من ذهب، وكان أول صنم للمشركين وأعظمه وأقدسه عندهم[1].
ثم توالى ظهور الأصنام في العرب، فكان من أقدمها كلها مَناة [2]، وكانت لهُذَيْل وخزاعة، وكانت على ساحل البحر الأحمر ناحية المُشَلَّل [3] بقُدَيْد، ثم اتخذوا اللات في الطائف، وكانت لثقيف، ثم اتخذوا العُزَّى -وهي أَحْدَثُ من اللات ومناة- بوادٍ من نخلة الشامية فوق ذات عِرْق، وكانت لقريش مع كثير من القبائل الأخرى [4].
وكانت هذه الأصنام الثلاثة -بالإضافة إلى هُبَل- أكبر أوثان العرب، ثم كثر فيهم الشرك، وكثرت الأوثان في كل بُقعة.
ويُذْكَر أن عمرو بن لحي كان له رئيٌّ من الجن [5]، فأخبره أن أصنام قوم نوح -ودًّا وسواعًا ويغوث ويعوق ونسرًا- مدفونة بجُدَّة، فأتاها فاستثارها، ثم أوردها إلى تهامة، فلما جاء الحج دفعها إلى القبائل، فذهبت بها إلى أوطانها؛ فأما ودٌّ فكانت لكلب، بجَرَش بدَوْمَة الجندل من أرض الشام مما يلي العراق، وأما سواع فكانت لهذيل بن مُدْرِكة بمكان يقال له: رُهَاط من أرض الحجاز، من جهة الساحل بقرب مكة، وأما يغوث فكانت لبني غُطَيف من بني مراد، بالجُرْف عند سبأ، وأما يعوق فكانت لهمدان في قرية خَيْوان من أرض اليمن، وخيوان: بطن من همدان، وأما نسر فكانت لحمير لآل ذي الكلاع في أرض حمير. وقد اتخذوا لهذه الطواغيت بيوتًا كانوا يُعَظِّمُونها كتعظيم الكعبة، وكانت لها سدنة وحجاب، وكانت تهدى لها كما يهدى للكعبة، مع اعترافهم بفضل الكعبة عليها[6].
انتشار الأصنام في جزيرة العرب
وقد سارت قبائل أخرى على الطريق نفسها، فاتخذت لها أصنامًا آلهة، وبنت لها بيوتًا مثلها، فكان منها ذو الخَلَصَة لدَوْس وخَثْعَم وبُجَيْلَة، ببلادهم من أرض اليمن، بتَبَالة بين مكة واليمن، وكانت فِلْس لبني طيئ ومن يليها بين جبلي طيئ سلمى وأجأ، وكان منها ريام، بيت بصنعاء لأهل اليمن وحمير، وكانت منها رضاء، بيت لبني ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد، مناة بن تميم، وكان منها الكَعَبَات لبكر وتغلب ابني وائل، ولإياد بِسَنْدَاد. وكان لدَوْس -أيضًا- صنم يقال له: ذو الكفين، ولبني بكر ومالك وملكان أبناء كنانة صنم يقال له: سعد، وكان لقوم من عذرة صنم يقال له: شمس، وكان لخولان صنم يقال له: عُمْيانِس[7].
ومع انتشار الأصنام في طول الجزيرة العربية وعرضها، فإن العرب لم تزل تُعَظِّم الكعبة المشرفة؛ وكانت لكل قبيلة من قبائل العرب صنمها عند الكعبة.
هل كان العرب يؤمنون بالله؟
ولم يكن العرب يؤمنون أن الأصنام هي التي خلقتهم أو خلقت الكون؛ بل كانوا يؤمنون بالله خالقًا، وقد صرَّح القرآن بذلك في مواطن عديدة؛ فقال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} [العنكبوت: 61]، وقال كذلك: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الْحَمْدُ للهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} [لقمان: 25]، وفي مواضع أخرى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} [الزخرف: 87].
ولكن الشيطان وسدنة الأصنام ألقوا في روعهم أنها تُقَرِّبُهم من ربِّهم؛ أي واسطة بينهم وبين الله -تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا- قال تعالى: {أَلاَ للهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} [الزمر: 3]؛ فهم إذن يؤمنون بالله، ولكنهم يُشركون معه أصنامهم التي لا تضرُّ ولا تنفع.
هل كان العرب يعرفون الجن والشياطين؟
وكان العرب يعرفون الجن والشياطين فكانت الشياطين في الجاهلية تعزف الليل أجمع بين الصفا والمروة، فعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ} [البقرة: 158] قال: كانت الشياطين في الجاهلية تعزف الليل أجمع بين الصفا والمروة، وكانت فيهما آلهة لهم أصنام، فلما جاء الإسلام قال المسلمون: يا رسول الله لا نطوف بين الصفا والمروة؛ فإنه شيء كنا نصنعه في الجاهلية. فأنزل الله: {فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة: 158] يقول: "لَيْسَ عَلَيْهِ إِثْمٌ وَلَكِنْ لَهُ أَجْرٌ"[8].
وكانوا يتعاملون مع الجنِّ تعاملاً حقيقيًّا، فكانوا يعوذون برجال من الجنِّ {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} [الجن: 6]، وجعل أهل الجاهلية الجنَّ شركاء لله؛ {وَجَعَلُوا للهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ} [الأنعام: 100].
العرب ومعرفتهم الكهانة والكهان
وكان في أهل يثرب كاهنة فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: "أَوَّلُ خَبَرٍ جَاءَنَا بِالْمَدِينَةِ مَبْعَثَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ كَانَ لَهَا تَابِعٌ مِنَ الْجِنِّ[9]، جَاءَ فِي صُورَةِ طَيْرٍ، حَتَّى وَقَعَ عَلَى جِذْعٍ لَهُمْ، فَقَالَتْ لَهُ: أَلاَ تَنْزِلُ إِلَيْنَا فَتُحَدِّثُنَا، ونُحَدِّثُكَ، وتُحَذِّرُنَا ونُحَذِّرُكَ؟ فَقَالَ: لاَ، إِنَّهُ قَدْ بُعِثَ بِمَكَّةَ نَبِيٌّ حَرَّمَ الزِّنَى، وَمَنَعَ مِنَّا الْقَرَارَ[10]"[11].
وكانوا يتحاكمون إلى الكهَّان، فعن ابن جريج: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ} [البقرة: 256]، قال: كهان تنزل عليها شياطين، يُلقون على ألسنتهم وقلوبهم. وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أنه سمعه يقول -وسئل عن الطواغيت التي كانوا يتحاكمون إليها، فقال: كان في جهينة واحد، وفي أسلم واحد، وفي كل حي واحد، وهي كهان ينزل عليها الشيطان[12].
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله إنَّ الكهَّان كانوا يُحَدِّثُونَنَا بالشَّيء فنجده حقًّا. قال: "تِلْكَ الْكَلِمَةُ الْحَقُّ، يَخْطَفُهَا الْجِنِّيُّ فَيَقْذِفُهَا فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ، وَيَزِيدُ فِيهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ"[13].
وانتشرت الكهانة بين العرب فدخل عليها الدجل والخداع والاحتيال؛ حتى كانوا يتكهنون وما يحسنون الكهانة، فعن عائشة رضي الله عنها، قالت: "كَانَ لأَبِي بَكْرٍ غُلاَمٌ يُخْرِجُ لَهُ الخَرَاجَ[14]، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَأْكُلُ مِنْ خَرَاجِهِ، فَجَاءَ يَوْمًا بِشَيْءٍ فَأَكَلَ مِنْهُ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ لَهُ الغُلاَمُ: أَتَدْرِي مَا هَذَا؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: كُنْتُ تَكَهَّنْتُ لإِنْسَانٍ فِي الجَاهِلِيَّةِ، وَمَا أُحْسِنُ الكِهَانَةَ، إِلاَّ أَنِّي خَدَعْتُهُ، فَلَقِيَنِي فَأَعْطَانِي بِذَلِكَ، فَهَذَا الَّذِي أَكَلْتَ مِنْهُ، فَأَدْخَلَ أَبُو بَكْرٍ يَدَهُ، فَقَاءَ كُلَّ شَيْءٍ فِي بَطْنِهِ"[15].
وعن ابن عباس قال: مَا قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْجِنِّ وَمَا رَآهُمُ، انْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَامِدِينَ إِلَى سوق عكاظ [16] وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ الشَّيَاطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ. وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمُ الشُّهُبُ. فَرَجَعَتِ الشَّيَاطِينُ إِلَى قَوْمِهِمْ فَقَالُوا: مَا لَكُمْ. قَالُوا: حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ وَأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ. قَالُوا: مَا ذَاكَ إِلاَّ مِنْ شَيْءٍ حَدَثَ، فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا، فَانْظُرُوا مَا هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ. فَانْطَلَقُوا يَضْرِبُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا، فَمَرَّ النَّفَرُ الَّذِينَ أَخَذُوا نَحْوَ تِهَامَةَ -وَهُوَ بِنَخْلٍ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلاَةَ الْفَجْرِ- فَلَمَّا سَمِعُوا الْقُرْآنَ اسْتَمَعُوا لَهُ، وَقَالُوا: هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ. فَرَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ، فَقَالُوا: يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا. فَأَنْزَلَ اللهُ تعالى عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ} [الجن: 1][17].
زيد بن عمرو بن نفيل
وعلى الرغم من ذلك الشرك البيِّن فقد بقي من العرب مَنْ كان يعبد الله تعالى على دين إبراهيم عليه السلام؛ مثل زيد بن عمرو بن نفيل؛ لكنه لم يكن ليقدر على الدعوة إلى الحنيفية وسط صناديد الكفر في قريش، فكان كل ما يقدر على فعله هو العيب على ذبائحهم، وإنكار معبوداتهم؛ وهو ما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن زيد بن عمرو بن نفيل كان يقول: "إِنِّي لَسْتُ آكُلُ مِمَّا تَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ، وَلاَ آكُلُ إِلاَّ مَا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ. وَأَنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرٍو كَانَ يَعِيبُ عَلَى قُرَيْشٍ ذَبَائِحَهُمْ، وَيَقُولُ: الشَّاةُ خَلَقَهَا اللهُ، وَأَنْزَلَ لَهَا مِنَ السَّمَاءِ المَاءَ، وَأَنْبَتَ لَهَا مِنَ الأَرْضِ، ثُمَّ تَذْبَحُونَهَا عَلَى غَيْرِ اسْمِ اللهِ. إِنْكَارًا لِذَلِكَ وَإِعْظَامًا لَهُ"[18].
لذلك فقد ترك العرب زيدًا وشأنه إلى حد ما؛ ما دام أنه لا يَتَدخَّل بصورة واقعية بشكل كبير في حياتهم ومعبوداتهم، أو كانوا يتركونه وشأنه على سبيل الاستهزاء والسخرية، وكذلك كان ورقة بن نوفل الذي كان يدين بالنصرانية، ولم يُرْوَ عنه أنه كان داعيًا إليها، أو متحدِّثًا عنها بين أهله في قريش!
هكذا صارت الدعوة إلى الله تعالى في الجزيرة العربية معدومة تمامًا، أو شبه معدومة على أقلِّ تقدير، ولقد ترتَّب على هذا الأمر عدم وجود مضايقات عقدية بين أهل التوحيد وأهل الشرك؛ إذ لم يكن هناك إلاَّ قلَّة من أهل التوحيد، الذين كانوا يَنْأَوْنَ بأنفسهم عن بطش الكَفَرَة في الجزيرة العربية، ولم يظهر الاضطهاد الديني الحقيقي في الجزيرة العربية إلاَّ عند مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعلى كلٍّ؛ فقد بقي الأمر في الجزيرة العربية على حاله، كلٌّ يَتَّبع ما يراه مناسبًا لحاله ونفسه، ولم يكن هناك جدال أو نقاش أو صدام بين أتباع الديانات والرسالات وبين عابدي الأصنام والأحجار، حتى جاءت رسالة الإسلام محرِّكة للركود العقدي الذي طال أمده في الجزيرة العربية.
[1] هشام الكلبي: كتاب الأصنام ص27، 28، وابن هشام: السيرة النبوية 1/77، وابن كثير: البداية والنهاية 2/237.
[2] قال السهيلي: مَنَاةُ: وَزْنُهُ فَعْلَةٌ مِنْ مَنَيْت الدَّمَ وَغَيْرَهُ إذَا صَبَبْته، لِأَنَّ الدِّمَاءَ كَانَتْ تُمْنَى عِنْدَهُ تَقَرُّبًا إلَيْهِ وَمِنْهُ سُمِّيَتِ الْأَصْنَامُ الدُّمَى. انظر: السهيلي: الروض الأنف 4/85.
[3] المشلل: طريق في جبل يهبط منها إلى قديد.
[4] هشام الكلبي: كتاب الأصنام ص14-18.
[5] الرَّئِيُّ والرِّئِيُّ: الجِنِّيُّ يراه الإِنسان، وقيل: له رَئيٌّ من الجن إِذا كان يحبه ويُؤَالِفُه. وقيل: جَنِّيٌّ يتعرض للرجل يُريه كهانة وطِبًّا. وقيل: هو الذي يعتاد الإنسان من الجنِّ. ابن منظور: لسان العرب، مادة (رأى) 14/291.
[6] هشام الكلبي: كتاب الأصنام ص54، 55، وأبو جعفر البغدادي: المنمق في أخبار قريش ص327، 328.
[7] هشام الكلبي: كتاب الأصنام ص34-43، وابن هشام: السيرة النبوية 1/80-88.
[8] الحاكم (3073)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.
[9]كان لها تابع من الجن؛ قال السندي: وكأنه أسلم؛ فلذلك قال ما قال. انظر: السندي: حاشية مسند الإمام أحمد بن حنبل، 8/159.
[10]منع منا القرار؛ في رواية أحمد بلفظ: "الْفِرَار". وقال السندي: بكسر الفاء، أي: الفرار من الجهاد، لكن يشكل بأنه لم يشرع الجهاد يومئذٍ، وفي بعض النسخ بالقاف، أي كلفنا بتكاليف شاقة، والله تعالى أعلم. انظر: السندي: حاشية مسند الإمام أحمد بن حنبل، 8/159، 160، والقرار: هو المكان المطمئن الذي يستقرُّ فيه الماء. وقيل: القَرارِ هو الهُدُوءُ. انظر: ابن منظور: لسان العرب 5/82.
[11] أحمد (14878)، والطبراني: المعجم الأوسط (765) واللفظ له، وقال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجاله وثقوا. انظر: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 8/243، وذكره الألباني في صحيح السيرة النبوية ص83.
[12] الطبري: جامع البيان في تأويل القرآن 5/418، وابن أبي حاتم: تفسير القرآن العظيم 3/976، وابن كثير: تفسير القرآن العظيم 2/334، وصحح إسناده محمد بن رزق بن طرهوني؛ انظر: 1/86، 87، وحاشيته رقم (709) 2/495.
[13] البخاري: كتاب الطب، باب الكهانة، (5429)، ومسلم: كتاب السلام، باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان، (2228) واللفظ له.
[14] يُخْرِجُ لَهُ الْخَرَاجَ؛ أَيْ يَأْتِيهِ بِمَا يَكْسِبُهُ، وَالْخَرَاجُ مَا يُقَرِّرُهُ السَّيِّدُ عَلَى عَبْدِهِ مِنْ مَالٍ يُحْضِرُهُ لَهُ مِنْ كَسْبِهِ. انظر: ابن حجر: فتح الباري 7/ 154.
[15] البخاري: كتاب فضائل الصحابة، باب أيام الجاهلية، (3629).
[16] عكاظ: سوق للعرب بين نخلة والطائف، سُمِّي عكاظ عكاظًا لأن العرب كانت تجتمع فيه فيعكظ بعضهم بعضًا بالفخار؛ أي يدعك، وقيل: عكظ الرجل دابَّته يعكظها عكظًا إذا حبسها، وتعكَّظ القوم تعكُّظًا إذا تحبَّسوا ينظرون في أمورهم، قيل: وبه سمُّيت عكاظ، وحكى السهيلي: كانوا يتفاخرون في سوق عكاظ إذا اجتمعوا، ويقال: عكظ الرجل صاحبه إذا فاخره وغلبه بالمفاخرة فسميت عكاظ بذلك. وعكاظ: اسم سوق من أسواق العرب في الجاهلية، وكانت قبائل العرب تجتمع بعكاظ في كل سنة ويتفاخرون فيها، ويحضرها شعراؤهم ويتناشدون ما أحدثوا من الشعر، ثم يتفرَّقون، وقال الأصمعي: عكاظ: نخلٌ في وادٍ بينه وبين الطائف ليلة وبينه وبين مكة ثلاث ليالٍ، وبه كانت تقام سوق العرب بموضع منه يقال له: الأثيداء، وبه كانت أيام الفجار، وكان هناك صخور يطوفون بها ويحجون إليها. قال الواقدي: عكاظ بين نخلة والطائف، وذو المجاز خلف عرفة، ومجنَّة بمرِّ الظهران، وهذه أسواق قريش والعرب ولم يكن فيه أعظم من عكاظ، قالوا: كانت العرب تُقيم بسوق عكاظ شهر شوَّال، ثم تنتقل إلى سوق مجنَّة فتقيم فيه عشرين يومًا من ذي القعدة، ثم تنتقل إلى سوق ذي المجاز فتقيم فيه إلى أيام الحجِّ. انظر: ياقوت الحموي: معجم البلدان 4/142، وللمزيد عن سوق عكاظ انظر: سعيد بن محمد بن أحمد الأفغاني: أسواق العرب في الجاهلية والإسلام ص277-343.
[17] البخاري: كتاب صفة الصلاة، باب الجهر بالقراءة صلاة الفجر، (739)، ومسلم: كتاب الصلاة، باب الجهر بالقراءة في الصبح والقراءة على الجن، (449) واللفظ له.
[18] البخاري: كتاب فضائل الصحابة، باب حديث زيد بن عمرو بن نفيل (3614).