النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

شارل ديغول.. الجنرال الذي بنى فرنسا الحديثة

الزوار من محركات البحث: 38 المشاهدات : 843 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من المشرفين القدامى
    qamar
    تاريخ التسجيل: February-2014
    الدولة: Nasiriyah
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 27,507 المواضيع: 3,131
    التقييم: 7377
    مزاجي: الحمدالله
    المهنة: Student
    أكلتي المفضلة: ڊوُلُمْة
    موبايلي: x1 + note3
    آخر نشاط: 4/March/2024
    مقالات المدونة: 5

    شارل ديغول.. الجنرال الذي بنى فرنسا الحديثة


    هو الزعيم السياسي الجنرال شارل ديغول، الأب الروحي للجمهورية الفرنسية الخامسة، مؤسس فرنسا الحديثة ومنقذها من النازية، الذي كرس حياته للدفاع عن بلاده والتقدم بها.
    من هو؟

    ولد شارل ديغول في الثاني والعشرين من نوفبر عام 1890، بمدينة ليل بشمال فرنسا، ونشأ في عائلة كاثوليكية محافظة، بدأ دراسته في المدرسة اليسوعية في باريس، ثم التحق بمدرسة “سان سلاس” العسكرية 1909، ليدخل بعدها كلية “سان سير” العسكرية، وفي عام 1912 تخرج من سلاح المشاة برتبة ملازم.
    في مواجهة النازية

    بدأت مشاركة الجنرال شارل في الحياة السياسة خلال الحرب العالمية الأولى، حيث وقع في الأسر أثناء الحرب وتم اعتقاله لمدة عامين ونصف، إلى أن تم الإفراج عنه في عام 1918 بعد عقد الهدنة، فعاد إلى وطنه وعمل كمدرس في مدسة سان سير العسكرية التي تخرج منها.
    وفي عام 1925، تم تعيينه نائباً لرئيس المجلس الأعلى للحرب على يد رئيس أركان الجيش الفرنسي المارشال فيليب بيتان، الذي أصبح عدوه الأوحد خلال الحرب العالمية الثانية بعد تحالفه مع الألمان. انعقدت الحرب العالمية الثانية وتم تكليف ديغول بصد الهجوم الألماني عن باريس، لكنه فشل في مهمته، فسافر إلى بريطانيا ليعلن انضمام فرنسا للحلفاء في مواجهة النازية، وهناك أسس ديغول “حكومة فرنسا الحرة”، لمواجهة بيتان الذي أخضع فرنسا للاحتلال النازي، ليصبح لفرنسا حكومتان؛ الأولى بقيادة ديغول ومقرها لندن، والثانية بقيادة المارشال بيتان ومقرها مدينة فيشي الفرنسية.
    ومن لندن وجه ديغول نداءه الشهير إلى الشعب الفرنسي قائلاً: “أيها الفرنسيون! لقد خسرنا معركة، ولكننا لم نخسر الحرب، وسوف نناضل حتى نحرر بلدنا الحبيب من نير الاحتلال الجاثم على صدره.”، ليكسب الشعب الفرنسي الرافض للاحتلال النازي إلى صفه. وبالفعل انتصر ديغول وحرر بلاده من النازية بمساعدة الحلفاء، وعاد إلى بلاده بطلاً متوجاً، استقبله الشعب الفرنسي بالورود والأغاني الوطنية.
    بناء فرنسا الحديثة

    “التقدم هو الشرط الوحيد لاستقلالنا”
    لم يكن شارل ديغول بارعاً في إدارة الأمور السياسية فقط، فبراعته طالت الأمور الاقتصادية والاجتماعية أيضاً، لذلك يعتبره الفرنسيون رمزاً وبطلاً يحتذى به، وهذا يتضح بشكل كبير في كم الميادين والشوارع والمطارات وحتى محطات القطار والمتاحف التي سميت باسمه، تكريماً له واعتزازاً به. كل هذا لم يأت من فراغ، بل لما لمسوه من تطور ورخاء اقتصادي، وأيضاً تقدير لإرادتهم وكرامتهم، فقد كانت سياسة ديغول الخارجية والداخلية ذات هداف أوحد، وهو أن تبقى إرادة الشعب الفرنسي فوق أي اعتبار، وقد كان ..
    ترك ديغول بصمات واضحة في اقتصاد فرنسا، وساهم في نهضتها بشكل كبير، لذلك لقب بمؤسس فرنسا الحديثة، وكان من أبرز هذه الإنجازات على الصعيد الاقتصادي:
    # أنه قام بتأميم المصارف وشركات التأمين والكثير من المؤسسات الصناعية، خاصة التي تعاون أصحابها مع الاحتلال الألماني.
    # قام بتخفيض قيمة الفرنك وقدم فرنكاً جديداً يساوي 100 من الفرنك القديم.
    # ركز على إصلاح الزراعة ونهض بها، وقام بسن قوانين جديدة لتسهيل استصلاح الأراضي وبناء المدن الجديدة.
    # وجه تركيزه على العلم، حيث اهتم بتطوير البحث العلمي، وقام بإنشاء عدة مراكز تدعم حركة التنمية العملية، من أبرزها المركز الوطني للدراسات الفضائية، ومركز التخطيط والتنمية، وغيرها من المراكز. كما اهتم أيضاً بالصناعات النووية، وتطلع إلى دخول فرنسا عالم الفضاء بوكالات خاصة بها، أسوة ببريطانيا وأمريكا.
    # ومن أهم ما قام به على الإطلاق، توفير مراكز للتدريب المهني في كافة المجالات، وتشغيل الأيدي العاملة في كل النواحي، الأمر الذي ساهم في حدوث نهضة حقيقية في بلد بنيته التحتية مدمرة تماماً بعد سنوات الحرب.
    لذلك يعتبر معظم المؤرخين الفرنسيين أن فترة حكم شارل ديغول شهدت نمواً وازدهاراً لم يسبق لهما مثيل، وتطورت البنية التحتية التي كانت مدمرة تماماً، وطال الازدهار القطاع الزراعي والصناعي، والمصارف وشركات التأمين والشركات الرائدة في المجالات النووية والفضائية، وغيرها الكثير. تحولت فرنسا في ثلاثين عاماً من دولة شبه مدمرة إلى دولة حديثة لها مكانتها القوية بين دول العالم.
    ديغــول والثـورة الجزائرية

    بعد تخليص بلاده من قبضة النازية، كان لابد من بطولة أخرى تديمه في الحكم أطول فترة ممكنة، وكانت هذه البطولة هى محاولة سحق الثورة الجزائرية التي اندلعت في نوفمبر عام 1954، وسقط خلالها مليون ونصف المليون شهيد، على يد القوات الفرنسية التي ارتكبت أبشع المجازر تجاه شعب يطالب بحريته واستقلاله. لقد انتهج الإستعمار الفرنسي سياسة آثمة تجاه الجزائر، أهم أهدافها طمس الهوية الجزائرية، بداية من تدمير اللغة مروراً بالجماعات التبشيرية لتغيير الديانة الرسمية، وحتى تدمير البنية المجتميعة للجزائر، ولم يكن ديغول براء منها، فقد حذا حذو من سبقه، واتبع سياسة بلاده طمعاً في رضا الشعب الفرنسي، ليستمر أطول فترة ممكنة في الحكم.
    وبالرغم من ذلك إلا ان الكثير من المؤرخين العرب يصفون ديغول بصديق العرب، متناسيين في ذلك أن مصلحة المحتل الأولى والوحيدة هى سحق البلد المحتلة وضمها إلى مكاسبه كغنيمة جديدة، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يسعى محتل في تحرير البلد التي تقع تحت قبضه يده، يبدو الأمر سخيفاً وساذجاً إلى أبعد حد.
    وبغض النظر عن الآراء المتبانية حول ماهية السبب الحقيقي في مساهمة ديغول في استقلال الجزائر، فسواء كان بهدف تخليصها بالفعل أم بهدف التفرغ إلى بلاده ومشروع القنبلة النووية التي كانت تشغل باله لمواجهة أمريكا رأساً برأس، لا يمكن إنكار أن قرار الانسحاب أتى مللاً وتعباً من مواجهة الثوار الصامدين على مدى 8 سنوات، وفقاً لما صرح به في إحدى المؤتمرات قائلاً:

    “إن الجزائر تكلفنا أكثر مما نربح منها، الحل الوحيد هو انفصال الجزائر عنا.”
    وهذا خير دليل على أن كل ما أشاعه ديغول حول رغبته في إعطاء الشعب الجزائري حقه في الحرية والاستقلال لم يكن إلا تجميلاً لهزيمة واضحة رأي العين، لكن تخليه عن تحقيق حلم “الجزائر الفرنسية”، حلم الفرنسيين الأبدي، لم يمر مرور الكرام، فقد حاول اليمين المتطرف اغتياله ثلاث مرات لتفريطه في الجزائر.

    الاستفتاء بالرحيل
    في أواخر الستينات دخلت فرنسا منعطفاً خطيراً في تاريخها مع تصاعد الاحتجاجات الطلابية، وتصاعد مظاهرات العمال والموظفين جعلت سلطة ديغول تواجه مأزقاً حقيقياً، حتى أن الجنرال قام بحلّ البرلمان، وبدأ أنصـاره في النزول إلى الشوارع لمواجهة المعارضين، إلى أن صار الامر ينذر باقتتال أهلي حقيقي بين فئات الشعب الفرنسي.
    وقتئذ أعلن ديغـول عن طرح استفتاء عام على الشعب الفرنسي، يرتبط بمجموعة من الإصلاحات التي يتعهد بها في حين الإبقاء عليه، وهذا الاستفتاء هو الذي يحدد مصيره بالاستمرار او الاستقالة، فجاءت نتائج الاستفتاء برحيـل ( تشارل ديغول ) بنسبة طفيفة، فتنازل الجنرال عن السلطة عقب الاستفتاء في أبريل نيسان 1969، وانسحب تماماً من الحياة السياسية، وتفرّغ لكتابة مذكـراته الى وفاته سنة 1970.
    كان استفتاء الرحيل الذي دعا إليه ديغول واحداً من اهم علامات حكمه وأبرزها وأكثرها تنظيماً، والتي ما زالت تُطرح كحلول مبدئية لأي بلد يواجه مأزقاً عميقاً بين الحاكم والشعب، بدا كأنه حتى في رحيله قد ترك بصمة تاريخية!
    ******************
    لكن لا شك أن ديغول كان دبلوماسياً وذكياً بما يكفي، فقد نجح في البقاء في الحكم في فترة مضطربة في تاريخ فرنسا، كما حرر بلاده من النازية وبدا لشعبه الحاكم البطل ذو العصا السحرية الذي أحال الواقع المرير إلى حلم جميل، ولهذا لقب بالأب الروحي للجمهورية الفرنسية الخامسة.
    وبالرغم من مرور أكثر من أربعين عاماً على وفاته، لا يزال شارل ديغول يحظى بتقدير واحترام بالغين في دول العالم أجمع بما فيها الدول العربية، حيث يدين له البعض بلعب دور مهم في الانسحاب من الجزائر بعد انكسار الفرنسيين على أيدي الثورة، ويدين آخرون بدعمه للقضية الفلسطينية في الأمم المتحدة، فضلاً عن بصماته الواضحة في بناء فرنسا الحديثة.

  2. #2
    صديق نشيط
    تاريخ التسجيل: August-2015
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 249 المواضيع: 18
    التقييم: 107
    آخر نشاط: 26/September/2015
    بحث رائع اختي

  3. #3
    من المشرفين القدامى
    تاريخ التسجيل: February-2013
    الدولة: بغداد
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 75,466 المواضيع: 12,588
    صوتيات: 5 سوالف عراقية: 2
    التقييم: 16970
    مزاجي: حسب الظروف
    المهنة: ضابط في الجيش
    أكلتي المفضلة: الدولمه
    موبايلي: Note 4
    آخر نشاط: 5/March/2016
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى النقيب
    مقالات المدونة: 366
    شكرا للمعلومات اختي

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال