تكتظ غرف الأطفال غالبا بمختلف أنواع وأشكال الألعاب، لاسيما الطفل الأول الذي يتفنن المحيطون به في اختيار ألعاب جديدة له. فما هو الكم المناسب للألعاب التي يجب أن يحصل عليها الطفل، وهل يجب شراء كل لعبة يراها وتعجبه؟
"لعبة جديدة"..هذه هي الفكرة التي تطرأ على ذهن الجد والجدة والأصدقاء عند زيارة عائلة لديها أطفال. وعندما يبلغ الطفل نفسه مرحلة عمرية معينة، يبدأ في اختيار الألعاب بنفسه لتكون النتيجة ألعاب في كل مكان في المنزل.
وتعتبر ألعاب الأطفال من الأسواق المهمة على المستوى العالمي، إذ يقام معرض دولي في مدينة نورنبيرغ الألمانية، يعتبر الأكبر من نوعه على مستوى العالم، ويقدم سنويا نحو مليون لعبة ويعرض مجموعة من الأفكار المبتكرة لألعاب الأطفال.
وهنا يحتار الكثيرون في الإجابة على السؤال التالي: ما هو عدد الألعاب المثالي للطفل؟ وهل يجب أن نشتري للطفل كل ما يطلبه من ألعاب؟
كثرة الألعاب لا تحفز بالضرورة القدرات التعليمية والإبداعية للطفل، لاسيما وأن الكثير من الأطفال يملون بسرعة وينتقلون من لعبة لأخرى دون التركيز على مهارة معينة. وينصح الخبراء وفقا لموقع "تي أونلاين" الألماني، باختيار عدد قليل من الألعاب للطفل بشكل يجعل الطفل يقضي وقتا أطول مع اللعبة، وبالتالي يحصل على أكبر فائدة ممكنة منها، علاوة على تنمية خياله بأكبر درجة.
وخلص الخبراء إلى أن النقطة الحاسمة في اختيار ألعاب الأطفال، لا تتعلق بالكم وإنما بالكيف، لذا يجب اختيار الألعاب بعناية لتناسب عمر الطفل ومهاراته والأشياء التي يحبها. ومن المهم متابعة الطفل بدقة ومعرفة الأفكار التي تعجبه ونوعية الألعاب التي يمكنها تحفيز مهاراته المختلفة وتنمية قدرته على الابتكار. ويتغير احتياج الطفل للألعاب في كل مرحلة، وهنا من المهم أن يحدد الأب والأم المهارات التي يحتاجها الطفل في كل مرحلة وبالتالي اختيار نوعية الألعاب التي تساعد في تحقيق هذا الهدف.
اللعبة المناسبة للوقت المناسب
هناك بعض المعايير التي يجب مراعاتها عند شراء لعبة للطفل وأولها الاهتمام بجودة المادة التي صنعت منها اللعبة، والنظر إليها كصديق طويل الأمد للطفل وبالتالي يجب اختيارها بعناية، كما تقول انغتراود بالم فالتر، من جمعية "شبيل غوت" الألمانية المتخصصة في تقييم ألعاب الأطفال وتقديم النصائح للمستهلكين، في تصريحات نشرتها مجلة "إلترن" الألمانية.
ومن المهم بحسب الخبراء، إشراك الطفل في عملية اختيار اللعبة التي يرغب فيها، لكن هذا لا يعني أن على الأب والأم تلبية رغبات الطفل بشكل دائم، بل يمكنهما أن يقولا للطفل إنهما لن يشتريا هذه اللعبة أو تلك.
ويحتاج اختيار اللعبة المناسبة للطفل عملا متواصلا لا ينتهي بعملية الشراء فحسب، إذ يجب على الأبوين فحص غرفة الطفل بين الحين والآخر، للتخلص من الألعاب التي لم تعد مناسبة لعمر الطفل أو ربما لم تعد تثير اهتمام الطفل على الإطلاق.
ولا يساعد هذا الأمر في تقليل الفوضى في غرفة الطفل فحسب، بل إن فحص الألعاب القديمة ربما يقودك لاستخدامها بشكل جديد أو ابتكار طريقة لاستخدامها مع ألعاب جديدة بطريقة تتناسب تقدم الطفل في العمر.
منقول