التعَلم الذاتي أو التعَلم غير المشروط، هو ذاك الأسلوب الذي يؤمن أصحابه بأن التعلم لا يتحقق إلا بالدافع. وبالمقارنة مع طرق التعَلم التقليدية، فله الأفضلية المُطلقة، ذلك لأنه بلا قيود، بل نابعٌ من حب المعرفة وتطوير الذات والرغبة باكتساب المهارات والخبرات.
في البمقابل، فإن رحلة التعلم الذاتي محفوفة بالصعاب، وهي تختلف بطبيعة الحال باختلاف الأفراد، لكن التجارب السابقة خلُصت إلى مجموعة مشاكل مشتركة نذكر منها ما يلي:
التَشتت
يظهر عند بداية المرء رحلته، إذ تراه يعاني من الضبابية والتشتت، وذلك بسبب كثرة المصادر، فيصبح غير قادر على التركيز، ما يُصيبه بالإحباط وعدم المثابرة.
يكمُن الحل في تحديد الأهداف أولًا، وترتيبها وفقًا لأهميتها وكيفية تحقيقها، ثم البحث بشتى الطرق الممكنة عن المحتوى العلمي المناسب، تليها المقارنة بينها من حيث الجودة.
بعدها، لا بد من الوصول إلى محتوى واحد فقط للبدء فيه، والالتزام به حتى إتمامه.
العشوائية
تنتج عن عدم التنظيم العديد من المشاكل، فالتنظيم أساس إتمام التعلم، وغيابه مضيعة للوقت والمجهود. إذ لا رقيب عليك سوى نفسك، لذلك إن لم يكن لديك الدافع الكافي، لن تبدأ في التعلم، وإن كنت غير مُنظم فلن تستمر.
نظم أمورك جيدًا، التزم بأوقات معينة وخصص يوميًّا بضع دقائق لاسترجاع ما قُمت بدراسته، التزم بالواجبات والمهمات المنوطة بك.
عدم المواظبة
بسبب التشتت وعدم التنظيم، تأتي النهاية الحتمية وهي التوقف عن التعلم. لكن لا بد من المثابرة، ثم الانضمام لمجموعات والنقاش وطرح الأسئلة التي بدورها تزيد الأمر متعة والاستمرار. يُمكن حل هذه المشكلة الكبرى عن طريق البحث عن الأشخاص بنفس وتشجيعاً.
أما السبل للوصول إلى الهدف المراد فتتلخص على الشكل التالي:
المكان المناسب
لا بد من توافر شروط خاصة في المكان الصحيح كالهدوء والإضاءة الجيدة، لذلك فأفضل الأماكن للتعَلم هي المكتبات لما تتميز به من الهدوء والظروف المناسبة.
خطة واضحة
التشديد على وضع خطة ذات معالم واضحة لتحقيق أهدافك. ابدأ في تحقيق الأهداف قصيرة المدى ثم تفَرغ للأكبر، سواءاً كان هذا التعَلم من أجل المعرفة ذاتها، أو اجتياز اختبار معين، أو التقدم إلى وظيفة، لا بد أولًا من تحديد الهدف الذي يجب إنجازه.
ابتعد عن مواقع التواصل
من أكثر ما يشتت تركيز الفرد هي مواقع التواصل الاجتماعي بأكملها، فتعتبر أكبر المعوقات، وتحديداً الهاتف الجوال. اعزل نفسك عن العالم وركز في ما بين يديك.
إسأل وناقش
عند صعوبة فهم جزئية معينة، لا تتردد أبدًا في طرح الأسئلة وخض النقاشات مع مُقدم المادة العلمية ومع زملائك. أعرض استفساراتك وتعليقاتك المختلفة على المحتوى العلمي، عن طريق المحادثات والنقاشات المتوفرة عبر الإنترنت.
اختبر نفسك
لا بد من قياس مدى تقدمك في فهم المادة التي تدرسها، وذلك عبر حل الاختبارات المتاحة أولًا بأول، فلا تُماطل أبدًا في أدائها.
طور طرق تعَلمك
ابحث دائماً عن الوسائل والآليات، لا تكتفِ أبدًا بما لديك، بل ابحث عن المزيد، وطور من نفسك وأدائك لتحظى أخيراً بأكثر الطرق فاعلية.
خذ قسطًا من الراحة
جدد نشاطك وطاقتك، واكتسب المزيد من الحيوية عن طريق أخذ القدر الكافي من الراحة. النوم بقدر كافٍ ليلاً أساسي من أجل التركيز والإنتاج خلال النهار.
منقول