مقدمة في اللغة
كثيرة هي مشتقات اللغة العربية، التي هي منبر الحياة الإسلامية والعربية بشكل واسع، فلا يوجد علم ولا فقه ولا حياة سليمة بدون التعرف المجمل على اللغة العربية بكافّة فروعها، وللشخص غير المتخصص فإنّ العلم يوفر له العديد من السمات التي تساعده في الفهم الصحيح والمنطقي للعلم بشكل لا يشبه أي لغة أخرى، فعلم اللغة العربية لا يتضمن أن تكون ملماً بكل الجوانب حتى تستمتع بمجرياتها، ويكفي أن تكون متقناً للغة الكتابة والقراءة والإملاء وما إلى ذلك.
همزة الوصل وهمزة القطع
وهمزة الوصل والقطع في اللغة العربية، وتندرج تحت مسمى العلم بالإملاء، حيث أن قدرتك على التفريق بين هاتين الهمزتين هو ما يجعلك ملماً بشكل عام بالإملاء العربية، وهنا كان لا بدّ لنا أن نذكر في هذا المقال عن هاتين الهمزتين والسبب في ذلك أنّها تسببت في العديد من المشكلات، فرغم أنها من ضمن العلم إلا أن الكثير ما زال يجهل عنها، أو لا يعلم بالتحديد كيف يكتبها، وفي أي وقت يتم إستخدام همزة الوصل عن همزة القطع والعكس صحيح، وفي المقدمة سنتطرق للحديث عن همزة الوصل.
همزة الوصل
همزة الوصل هي فرع من فروع الهمزات العربية، وسميت بذلك الاسم لأنّها تكون واصلة بين الكلمة والتي تليها، ومن حيث النطق فمن الممكن أن تنطق إن تم الوقوف عليها، أمّا في حال إتمام الكلام فإنّه يجدر بنا وصلها بدون النطق بها، وهذا هو السبب الحقيقي وراء التسمية
ما هي همزة الوصل
همزة الوصل من حيث التعريف هي الهمزة التي يتم النطق بها في بداية كل كلمة، ولا ينطق بها كما أسلفنا في حالة وصلها مع ما يليها، وتشتهر بأنها خالية من الهمزة، أي أننا لا يجوز لنا أن نرسم الهمزة عليها، سواء أكانت في الأعلى أو الأسفل.
مواضع همزة الوصل
لهمزة الوصل مواضع محددة، يجدر على الدارس أن يتم حفظ هذه المواضع إن صعب عليه فهم الحالات، فهذا ما يجعله يتعرف عليها بشكل كامل، كما أنه يعينه على الحفظ والفهم، وسيتم ذكر مواضع همزة الوصل والقطع، ونذكر الأمثلة على ذلك، وهي كالتالي:
في الأسماء
واشتهرت همزة الوصل بالتواجد في الأسماء في اثني عشر موضعاً فقط، والدارس حقاً والمتعمق في مجال اللغة العربية فإنه يستطيع أن يفرق بين هذه المواضع، ويتم على حفظها بكل سهولة ويسر، ومن أشهر هذه المواضع هي:
- ابن.
- ابنة.
- امرأة.
- اسم
- اثنان.
- اثنتان.
- اسمان.
- ابنان.
هذه المواضع لكي يسهل عليك فهمها، فإنّ أول حرف من كل كلمة يمثل همزة الوصل، فعند الوقوف عليها فإنه يتم النطق بها، وأما في حالة الوصل فإنها لا تنطق على الإطلاق، كأن تكون غير موجودة من الأساس، ومن المعروف والمشهور في هذا الأمر ما ننطق به كل يوم هي حالة البسملة، فنقول بسم الله الرحمن الرحيم، والحقيقة أن (بسم) هي الكلمة (باسم) ولكن حذفت منها الهمزة لأنها لا تنطق، وهناك من يكتبها، والأجدر بنا كتابتها، إلّا أنها وردت في القرآن الكريم على هذه الكيفية، فقمنا بتقليدها هكذا، وإن كانت الحالتين صحيحتين، ولا خطأ في الأولى أو الثانية، وعندما ننطق بها في حالة الابتداء بالكلام، فإننا نتركها موجودة، ولكن يسهل علينا أن نتجاهلها، كأن نقول، كم ابن لك؟ فالمتمعن في القراءة الصحيحة لهذه الجملة يجد أن الأسهل أن يتم التجاهل لهذه الهمزة، والأجدر أيضا أن نبقيها لا أن نحذفها، فهذه الحالة لا يجوز الحذف فيها على الإطلاق.
في الأفعال
أمّا عن المواضع التي يتم فيها ذكر همزة الوصل في الأفعال، فنجد أنّ الأفعال لدينا على ثلاث مواضع، هي الأفعال الثلاثية والخماسية والسداسية، وتمّ استثناء الأفعال الرباعية لأنّ الهمزة التي تكون فيها هي همزة قطع، ولكن دعونا نترك الأمر لحينه، ففي المواضع الثلاث التي تم ذكرها، فإنّه يجب أن نكون على حذر من الفهم وعدم إدخال الأمور في بعضها.
- الأفعال الثلاثية: هي أمر الفعل الثلاثي، كأن نقول فعل الأمر من الفعل الماضي قرأ هو اقرأ، وفعل الأمر من الفعل الماضي شرب هو اشرب، فهذه الأفعال إن نظرنا إليها لوجدنا أنها رسمت على شكل همزة وصل.
- الفعل الخماسي: وماضيه والأمر منه والمصدر، ومثال ذلك الفعل الماضي اقترب، الأمر منه اقترب، والمصدر اقتراب، ونجد أن همزتها وصل.
- الفعل السداسي: وماضيه والأمر منه والمصدر، مثال ذلك الفعل الماضي استخدم، الأمر منه استخدم، والمصدر استخدام.
همزة القطع
هي الهمزة المتحركة التي يتم النطق بها في أي موضع من مواضع الكلمة، وكلما نطقناها وجدناها، وهي مرسومة في الكلمة ولا مجال لحذفها إلا للضرورة، ويرسم عليها الهمزة من أجل تفريقها عن الهمزة الموصولة أو همزة الوصل
ما هي همزة القطع
همزة القطع سميت بذلك لأننا نقطع بها الكلام من أجل النطق بها، حيث لا يمكن تجاهلها في الكلمة، ولها المكانة الخاصة بها، وفي حال تم تجاهلها فهذا يعني أن يحدث إختلال كبير في نظام الكلمة، وحذف حرف رئيس يصعب فهم الكلمة بدونه.
مواطن همزة القطع
كهمزة الوصل فهمزة القطع لها المواضع الخاصة بها، والتي تختلف بكل تأكيد عن مواطن همزة الوصل، وفي حال تم التعرف على أحد هذه المواضع، فإنه سيجدر بك التطبيق فيما بعد بكل سهولة، ولن يكون هناك أي مشكلة تتعلق بقدرتك على التفريق بين الهمزتين، خاصة إن كان هناك تشابه بين الكلمات، فالمواضع كما ذكرنا تختلف تماماُ عن بعضها، ولمن يصعب عليه الفهم فيمكنه الحفظ وسيفي ذلك بالغرض، ومن أهم المواضع التي تذكر فيها همزة القطع ما يلي:
في الأسماء
فكل الأسماء التي في اللغة العربية والتي تحتوي على همزة فإن همزتها هي همزة قطع، عدا الأسماء التي تم إستثنائها في همزات الوصل، ومن أهم الكلمات التي تحتوي على همزة القطع، هي أحمد، أيمن، أمجد، أسد، أرنب، وغيرها الكثير من الكلمات التي تشبهها من حيث ذلك، وعليه فإنه من الضروري عند كتابة هذه الكلمات مراعاة رسم الهمزة، لأن ذلك ما يفرق الهمزتين عن بعضهما البعض.
في الأفعال
ومواضع همزة القطع في الأفعال محدودة جدا، ومن الممكن السيطرة على ذكرها، ومن أهم هذه المواضع ما يلي:
- في الفعل الثلاثي: حيث أن الفعل المضارع من الفعل الثلاثي يرسم همزته همزة قطع، ومثال ذلك الفعل المضارع من الفعل الثلاثي أكل هو الفعل يأكل، وأخذ يأخذ وأيضا الفعل الماضي من الفعل الثلاثي، ومثال ذلك، أكل أخذ، أمر، والمصدر من نفس الأفعال مثل أخذ أخذاً، وأكل أكلاً، وأمر أمراً.
- الفعل الرباعي: بالكامل وهو الأمر والمصدر منه مثل، أقسم، أقسٍم، إقسام.
- والفعل المضارع الذي يبتدأ بالهمزة بصفة عامة، ومن أشهرها، أرسم، ألعب أمارس، أضغط
ختاماً، فإن هذا الفرع من فروع اللغة يتطلب من الدارس مهارة كبيرة في مجال التطبيق العملي بالنسبة للأمثلة الموجودة لديه، كما أنه يفضل أن يأخذ هذا القسم حيزاُ مهماً لأنه يهتم بالطريقة التي نخاطب بها الأفراد عن طريق الكتابة الصحيحة