المسؤول يقف على المنصة،المنصة تئن تحت أقدام السيد المسؤول،كيف يمكن لمنصة أن تتحمل وزن مسؤول يعاني مايعاني في سبيل إيصال كلمة الشعب الى أذان القيادة الصمّاء!!…المسؤول مصاب بجميع أمراض المفاصل،مع كل ما يعانيه هذا السيد المسؤول من ثقل ملابسه ورباطه الشتوي!،الا أنه على إستعداد بأن يشتري جميع اعواد التنظيف الصحية ويقوم شخصيا بغسل الاذن الوسطى لكل صاحب فخامة وضخامة حتى يصل صوت الشعب الى اسماعهم الملكوتية … يتنحنح المسؤول امام المايكروفون الذي يشبه الموطا…أخرج المسؤول نصف لسانه ليلحس المايكرفون،الا أنه تذكر انه مايكروفون حديدي ليس إلا،وأن الشعب قد وضع كل آماله بين شفتيه شريطة ان لايقوم بلحس المايكروفون…بينه وبين نفسه قال:
- ابو جويسم تقدم…ثكلتك أمك..وسفه على الزلم… مايكروفون حديدي يرجعك الى الوراء وكأنك رأيت السيد الرئيس!!توكّل على الله ومرحبا يامعارك المصير…
أمام المايكرفون والكامرا كان السيد المسؤول يقف وهو يصوّب نظراته على الجماهير التي اخفاها الظلام المتشكل خلف الاضوية القوية التي وجهها المخرج الى وجهه…
- نبارك للشعب العراقي هذه المكتسبات الديمقراطية العظيمة….[ يتناهى الى سمعه صوت تصفيق عال يشق عنان السماء]اليوم لي ان أقدم لكم ازكى التهاني والتبريكات بمناسة اصدار هذا القرار التاريخي العزيز على قلوب العراقيين.
لقد اجتمعت الهيئة العليا اليوم وتوكلت على الله واصدرت بشجاعتها المعروفة لدى القاصي والداني ،القرار العراقي بدون تدخل أي اجندة خارجية والقاضي بالبدء الفوري تحت شعار (لاتؤجل عمل اليوم الى عكب باجر) بوضع مسودة وطنية تستند الى الاسس الديمقراطية الدولية (لإعداد ورقة عمل تتعلق بمشروع تشكيل اربع لجان تتخصص كل منها بدراسة حيثيات جميع متطلبات آليات العمل الوطني الذي يستند الى مقومات تداول السلطة السلمي وغير السلمي حسب جدول زمني دقيق تقترحه مفكرة جداول توضح الأطر العامة والجانبية في سبيل تحديد الطرق الكفيلة بتأسيس مجلس معني بحل جميع المعوقات التي تعرقل عملية تذليل العقبات المرتبطة باعداد مذكرة تحدد المبادئ اللازمة لإطلاق عملية تداول كل المسائل المتمحورة حول القضايا المرتكزة على الحلول المنبثقة عن المقررات السابقة).
ينتهي التصوير باصوات تتجمع عند اذني السيد المسؤول حتى يكاد يغشى عليه من الاجهاد،المسؤول يتكلم في قلبه:
- (روحوا أنعل اليفتهم شي من هلخرط … بس شلوني بالارتجال تكول أخرس داعمه لوري ومكطوع لسانه … وكم لوكَي يلتفون حوله ويقولون له:
- والله استاذ أبدعت اليوم …أفحمتهم …ظلوا واحد يطكَـ راسه براس الثاني…عمي حاسدينك على هذا الاسلوب … أستاذ انته شمخلص … ومن يدير وجهه يكول بكَلبه يقول (مخلص جكاير ).