رعد سالم / المربدسجلت محافظة ذي قار ارتفاعا ملحوظا في حالات الانتحار خلال النصف الأول من العام الجاري 2015 بحسب بيانات مديرية شرطة المحافظة في زيادة تصاعدية واضحة والتي تقارب خمسة حالات شهريا.تلك الأعداد فاقت ماتم تسجيله خلال عام 2014 والتي بلغت 43 حالة انتحار من كلا الجنسين مقارنة بعام 2013 الذي شهد تسجيل 33 حالة انتحار في حين تقدر محاولات الانتحار الفاشلة أضعاف حالات الانتحار المسجلة وفق البيانات الرسمية لمديرية شرطة ذي قار اغلبها بين شريحة الفتيات والنساء بأعمار من 20 - 30 سنة.سوء الأوضاع المعيشة احد الأسبابالمواطن كاظم الزهيري 54 عاما قال لراديو المربد ان مدينة الناصرية تعاني من أوضاع مزرية من جميع الجوانب الأمر الذي زاد من حالات الكبت النفسي والضغوطات الحياتية والتي ساهمت في لجوء الشباب إلى التفكير في الانتحار ووضع حد لحياتهم لعدم وجود حلول حقيقية لمشاكلهم.البطالة كابوس الشباباما المواطن سيف جاسم 40 عاما، قال لراديو المربد ان ارتفاع معدل حالات الانتحار تأتي على خلفية العوز المادي والبطالة المتفشية بين صفوف الشباب، ومناشدا الحكومة الى ايجاد الحلول المناسبة من خلال توفير فرص العمل المناسبة.قصص حب فاشلة والقنوط من الحياةالمواطن جميل جاسم 45 عاما قال ان اغلب الشباب ومنهم الفتيات بعد تخرجهم يعانون من البطالة من دون توفير فرص العمل لهم بالإضافة إلى تأثر اغلب المراهقين بالأفلام والمسلسلات الأجنبية التي يشاهدونها او فشل قصص الحب التي يرتبطون بها بسبب عدم اكتمال تلك القصص بالزواج بسبب الضغوطات الحياتية والمعاشية.الأعراف العشائرية وفضائح الفيس بوكالمواطنة جنات محمد 35 عاما قالت ان حالات الانتحار انتشرت بين صفوف الشباب ومنهم النساء كون اغلب مجتمعاتنا ذات طبيعة عشائرية مايجعلها تتعرض إلى الضغط في عدة أمور ومنها الزواج ومنعها من البحث عن العمل او التعايش الاجتماعي فيما أشارت الى بعض حالات الانتحار تعود إلى مشاكل الفيس بوك ونشر الصور المسيئة لهن من خلال علاقاتهن مع بعض الشباب.الاديان السماوية لاتبررهرجل الدين السيد منير محمد راضي قال لراديو المربد ان جميع الاديان السماوية والشرائع والأعراف تحرم إزهاق النفس بكل الحالات والظروف كونها أمانة يجب الحفاظ عليها وهي حق من حقوق الله سبحانه تعالى، مشيرا الى ان جميع المراجع والفقهاء أجمعوا على ان إزهاق النفس او ماتسمى بالانتحار ليست من علامات المؤمن ولايجوز له التصرف بها تحت أي ظرف او مبرر اقتصادي كان ام اجتماعي.مطالبات بمعالجات شاملةالصحفي المتخصص في الشؤون الاجتماعية حسين العامل قال لراديو المربد ان الأسباب التي تقف وراء ارتفاع معدلات الانتحار هي زيادة معدلات الفقر والعوز الذي بلغ اكثر من 32 بالمائة وانعكاساته على الشباب الذي يقدمون على الانتحار بالإضافة الى التفكك الأسري بسبب ارتفاع معدلات الطلاق والفشل الدراسي وكذلك عدم وجود البرامج الخاصة بتنمية قدراتهم ومواهبهم ودعا العامل الحكومة الاتحادية والمحلية الى إيجاد معالجات اقتصادية وثقافية وإصلاح المنظومة التعليمية واحتضان الشباب وإبعادهم عن حالة الإحباط التي يمرون بها في ظل الظروف الحالية.تشكيل لجنة حكوميةالمحافظ يحيى الناصري أعلن عن تشكيل لجنة مشتركة مع مديرية شرطة المحافظة لدراسة اسباب حالات الانتحار وظروفها والوقوف عند حيثياتها ووضع الحلول والمعالجات المشكلة وقال ان المحافظة قلقة من هذا الارتفاع في معدلات الانتحار وتعمل على الوقوف عندها بشكل جدي من اجل الحد ومنها وتجنيب الشباب من هذه المشكلة إلي باتت تهدد الأمن والمجتمع.
منقوووووووووووووووووووووو وووول