مهداة للشاعر العراقي كريم يونس
بوركتَ شاعرَنا للحُبِّ و الوطنِ
و دُمتَ مؤتلقاً في صفحةِ الزمنِ
بريقُ حرفكِ يسبينا ، و نعشقُهُ
فهل رأيتَ أسيراً هامَ بالرَّسَنِ
بوركتَ من بلبلٍ يشدو بدوحتنا
و يسكب اللحنَ للأزهارِ و الفنَنِ
أهرقتَ أدمعَنا ، رفقاً بأعينِنَا
فاْبيَضَّ أسودُها من شدة الحَزَنِ
يا صاحِ جُرحُكَ جُرْحُ العُربِ قاطبةً
في مصرَ في الشامِ في البحرينِ في اليمنِ
بغدادُ تسكنُ في أعماقنا أبداً
و في مرابِعِها نشتاقُ للسكَنِ
بغدادُ لم تحنِ للمحتلِّ هامَتَها
بغدادُ شامخةً تسمو على الإحَنِ
من قال أن الذُّرا قد مسَّها خَوَرٌ
أو أن تلك الرُّبا آلَت إلى العَطَنِ
من قال أنَّ الفراتَ الحُرَّ قد رَكَدَت
مياهُهُ أو رُمِي بالضعفِ و الوَهَنِ
اُنظر إلى نَخلةٍ في دجلَةَ انتصَبَت
تُمَجِّدُ اللهَ في سِرٍّ و في عَلَنِ
يَرمُونَها بلهيبِ النارِ ، تَرجُمُهُم
بالنارِ ، بالموتِ مجاناً مع الكَفَنِ
بغدادُ لمَّا تَزَل يا صاحِ نابضةً
بالحُبِّ ، رغم الأسى و الجُرحِ و الشَجَنِ
بغدادُ لمَّا تَزَل للعُربِ مفخرةً
و نخلُها شامخٌ في الأُفْقِ ، لم يَهنِ
يا شاعراً جاءَ و الأشواقُ تسبِقُهُ
حُيِّيتَ من شاعرٍ فذٍّ و مؤتَمَنِ
فانزل " كريماً " ، فإن القلبَ منزلُكُم
و نحنُ أضيافُكُم يا صاحبَ الوطنِ
........
د. جمال مرسي