إنهن يضربن البوز
"النكد".. ذلك المفهوم المنيّل بنيلة، وتلك التهمة الأبدية اللي دايمًا الستات لابسين فيها..
واللي بيرافقها نوع إغريقي من الحيرة عند الرجالة اللي هيفضلوا للأبد -يا عيني يا حول الله-
مش فاهمين همّ عملوا إيه وهيّ زعلانة من إيه، وليه محسساني إني شخص سيئ وعشرتي صعبة،
وليه ضاربة البوز ومش بتضحك وسعيدة وبترقص عشرة بلدي طول الوقت!
في الحقيقة سواء قررتوا تحاولوا تفهموا الحدوتة دي أو قررتوا تشتكوا منها وخلاص..
فالواقع هيفضل ببساطة إن الستات مش كائنات تعز النكد زي عينيها ولا غاويين يضايقوا نفسهم..
الحقيقة هي إنكم بتعكّوا، آه والله.. بتعكوا طول الوقت بغشومية شديدة..
خصوصًا في بداية العلاقات أو الخطوبات أو الجوازات.. لا وعليكو شوية توقيتات!
يخرب بيت الإتقان.. منظومة عك متكاملة الأركان.
ويا ريتها مرة ونتناقش فيها وحصل خير والسلام.. لأ، ده الستات بتيأس وبيجيلها إحباط
عشان كل حاجة بتتكرر طول الوقت.. مهما قالت وعادت شرحت.. إن مثلًا الطريقة دي مزعجة
أو إن التعليق دة مكانش ينفع يتقال كده أو إن ميصحش توافق على كذا.. إشطة ولا كأن فيه حاجة اتقالت،
كل حاجة هتتكرر تاني.. عشان حضرتك بتتعامل أصلًا مع المرة الأولانية اللي اتقال فيها الكلام
على إنها تلكيكة/ خناقة.. مش لازم ناخد ع اللي بيتقال فيها.. بتسمع عشان ترد مش عشان تفهم.
ده طبعًا بالإضافة إن حضرتك بتبقى زي البربنط في اللي يصح واللي ميصحش من وجهة نظرك..
\وتركيزك الضايع طول الوقت فجأة بيزيد -شوف إزاي يا مؤمن!- وهيّ بقى تفضل تشد ف شعرها
وتحس إنها عايزة ترمي نفسها قدام أي عربية، وحتى دي كمان مبتعرفش تعملها.
ثم نتساءل وبراءة الأطفال في عينينا: هيّ مالها ضاربة البوز كده ليه؟!
طيب..
لو اتفقنا إن إحنا مختلفين، وهتفضل الحاجات ذات أهمية بالنسبالها ومش ذات أهمية بالنسبالك..
وهتفضل ردود الأفعال طبيعية بالنسبالك وبالنسبالها تجيب شلل..
فإنت لازم ع الأقل تفهم شوية حاجات في المنظومة.. وتعرف الدنيا ماشية إزاي.
إنت مثلًا بتكون عامل حاجة مزعجة جدًا.. لو برة البيت فهيّ مسكت أعصابها كام ساعة
وضحكت وهزرت ولا كأنها بتغلي ولا حاجة.. ويا دوبك أول ما مشيتوا فقدت قدرتها على التمثيل
وراحت قالبة وشها، وتبتدي التساؤلات: مالك؟! فيه إيه؟ ما إنتي كنتي كويسة!
لو جوة البيت فهيّ مش هتقدر تمثل، التمثيل جوة البيت مزعج لأقصى درجة..
هتقلب وشها على طول أو هتختفي فجأة أو تعمل نفسها بتغسل المواعين.
وفي الحقيقة يا صديقي الخطوة التالية مفيهاش احتمالات كتير..
هيّ حاليًا مقدامهاش غير حاجة من تلاتة:
1- هتجاوب على سؤال "مالك؟"
وتقول اللي مضايقها بوضوح وتفش غلّها.. عمر ده ما هيحصل وإنتو بتزغزغوا بعض،
يا عزيزي غالبًا هتتكلم بحدة وغالبًا هتحصل خناقة.. لو إنتو شطّار وخناقاتكو بتاخد ربع ساعة
ويلا نقوم نتعشى يبقى لطيف إننا نفضي التانك أول بأول..
لكن غالبًا اللي هيحصل إن عك حصل وسط خروجة ولا وسط الكلام هيتحول لشد أعصاب
وتنشنة لمدة كام يوم، وتفتيح في القديم والجديد والمزيد من العك.
2- تقرر إنها مش هتتكلم،
فتفضل قالبة وشها شوية ومش طايقاك، أو بعد ما تختفي نص ساعة تطلعلك عينيها مبقللة وحمرا..
ما هيّ للأسف معندهاش أوبشن إنها تسكت وتفوّت وخلاص..
محتاجة تفرغ جزء من الغضب العبيط في أي صورة، الأفلام الأجنبي فهمتها إن كان ممكن تفرغه
بشوية نرفزة إنت تمتصها وتاخدها ف حضنك وجوليلي يا بيبي وشكرًا..
ده مش بيحصل، فالعياط المستخبي أحد الحلول المتاحة.
طبعًا إنت هتتخض، بتعيطي ليه؟! وهنفضل نحوم حوالين المشكلة شوية،
بس الحدوتة هتعدي أسرع، هنواجه بس مشكلة بسيطة بعد كده.. إنها احتمال متصفاش من الموضوع،
وف أقرب فرصة يحصل فيها موقف مشابه متقدرش تفوّت خالص، وشوية العياط الصغيرين
يتحولوا لمناحة كبيرة.. مش مجرد نكد يا ابني، ده غضب وعجز حقيقي بتطلعه
في صورة عياط، عشان مش عارفة تتكلم معاك.
3- السكوت التام ثم الموت الزؤام..
في الحالة دي هي مبتعبرش خالص بأي شكل عن إن فيه حاجة ضايقتها..
بتبلع وتسكت وخلاص، تفضل تتراكم الحاجات، يتراكم الغضب، بس الحياة ماشية من غير خناق..
وبعدين تتفاجئ إنت بانفجار كبير يحصل من حاجة عبيطة، زي إنها قالتلك
تجيب تمن بسطرمة وإنت جاي مثلًا وإنت نسيت.. فتجيب آخرها وتتخانق خناقة كبيرة
وتزعق وتجيب سيرة حاجات إنت عملتها من قرون وإنت معندكش عنها فكرة..
وإنت تبقى مستعجب، هيّ إيه اللي فكرها بالحاجات دي؟!
وارد جدًا بعد ما تقرا الكلمتين دول تقول "لأ.. نتكلم في اللي مضايقنا أول بأول أحسن"..
بس المشكلة حضرتك إنك بترجع تشتكي إن بيتك مش مريح وإنك مش عارف تركز في شغلك
أو في أي حاجة تانية عشان الحياة كلها خناق.. فيعني والنبي قولولنا نعمل إيه؟ نولع في روحنا؟
وإزاي مش شايفين إن ليكو أي دور في احتواء القصة دي؟
يا عزيزي.. الغضب لا يفنى، ولكنه يُستحدث من العدم، إنت اللي يهمك
إن بيتك يبقى هادي ونادي وشكله من برة لطيف.. بس ممكن جدًا يكون فيه شخص جواه بيتحرق وبيدبل،
ويكون البيت الهادي ببساطة آيل للسقوط، هتقولي: عشان الحاجات العبيطة دي؟
هقولك آه عشان الحاجات العبيطة.. ما دام شايفها عبيطة أوي كده يبقى تقدر تحتويها،
انتقادك لمدى عبطها مش هيوصلنا لحاجة.
بص في وش مراتك من وقت للتاني وافحصه بدقة، شوف عينيها دبلانة ولا مليانة حياة..
بتتجنب تحكي عن اللي جواها معاك ولا منطلقة وبتكلمك من قلبها.. لو لقيتها مكتومة ومضغوطة
فهمها بأي شكل إنك مهتم تعرف مشاعرها الحقيقية، مش مجرد الصورة اللي بتمشّي الأمور وخلاص.
قعدة صفا فيها قبول لكل "العبط" اللي هتقولهولك ممكن جدًا يكون ليها مفعول السحر..
جرّب، مش هتخسر حاجة.
وأما تلاقيها "ضاربة البوز" من غير سبب متقولش "
يا فتاح يا عليم، بدأنا بقى.."، متسألهاش "مالك؟"
إلا لو قادر تسمع فعلًا، ممكن تبقى تزغزغها من باب تعدية الموقف.
. وتركز من وقت للتاني إن علاقتكم محتاجة مجهود عشان تفضل حية.
أرجوك.. متكتفيش بإن الأمور ماشية وخلاص، واعمل اللي عليك والباقي على ربنا بقى.
ريهام سعيدّ