خذ بيدي بقلم: سلوان سيف
كمحارب أدرك في اللحظة الأخيرة أنه انهزم وأن كل انتصاراته السابقة
كانت شراكًا نصبها لنفسه ليستكمل الطريق.
كفتاة وقفت أمام المرآة لتعترف للمرة الأولى أن شعرها منسدلاً جريمة
فتمد يدها ببطء تلملمه وتنتظر سقوطه خصلة خصلة.
كمن ينكر أثر السياط الملتهبة على ظهره حبًا في التجربة أملاً في نهاية سعيدة،
ثم يكتشف الآن أن النهاية كانت مع أول سوط قضى على روحه.
يكتشف الآن أن النهاية مؤلمة لدرجة أنها لا تنتهي.
إنها اللحظات التي دائمًا لا نستعد لها جيدًا.
لا ندرك أبدًا أنها ستكون بهذه القوة وستأتي ونحن بهذا الضعف.
النهايات..
النهايات التي احتمينا منها فقط بغض الطرف عنها، بالأمان البريء لكل شيء ولكل أحد.
إنها اللحظة التي ستكرهها للأبد.
لحظة انحسار كل الستائر عنك ولا شيء هنا لتداري به نفسك.
اللحظة التي تلتقي فيها الضوء بعد سنوات من ظلام التجربة.
ربما تصيبك بالعمى لو ظللت مأخوذًا بها.
وربما فيما بعد تمتن لها لكن لن تحبها وهذا ليس سيئًا.
لمن هو مثلي..
لمن يقف الآن في تلك اللحظة ولم ينته منها بعد.
لا أكتب إليك، أنا أكتب بك.
لا أحميك، أنا أحتمي فيك.
لا أقف أمامك فأفاديك الضربات المتلاحقة،
أنا أضعف من ذلك، أقف جوارك لنقتسمها فتخف وطأتها.
دائمًا لا أجيد النصح.
والآن لا أجيد شيئًا بالمرة.
لكن ربما معًا يمكننا أن نكون أفضل حالاً.
نحن الغريبان القريبان.
نلتقي فلا نتبادل التحية، لكن أرواحنا خبَرت بعضها بالألم.
خذ بيدي.
تحرك الآن.
غادر تلك اللحظة قبل الذوبان فيها.
غادر هذا الطريق.
غادر هذا الطريق.
لا تتمسك بشيء.
يمكنك الوصول للحياة من طريق آخر.