من أهل الدار
Jeanne d'Arc
تاريخ التسجيل: January-2010
الجنس: أنثى
المشاركات: 16,465 المواضيع: 8,043
صوتيات:
10
سوالف عراقية:
0
البصرة تكرم مدير مصلحة الموانئ الراحل مزهر الشاوي بتمثال كلفته 75 مليون دينار
Sunday 3 June 2011
الاعلان عن بناء أكبر «مول» في العالم مع مستشفى و3 فنادق قرب نصب المعقل
البصرة تكرم مدير مصلحة الموانئ الراحل مزهر الشاوي بتمثال كلفته 75 مليون دينار
الحضور يلتقطون صورا لنصب اللواء الركن الراحل مزهر الشاوي مدير مصلحة الموانئ العراقية (العالم)
البصرة - العالم
خمس سنوات فقط، من "1958 – 1963"، هي التي قضاها مزهر الشاوي مديرا للموانئ العراقية في البصرة التي اتاها بتكليف من رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم، وغادرها بعد انقلاب شباط عام 1963.
السنوات التي قضاها الشاوي في إدارة مصلحة الموانئ العراقية جعلته وهو المولود في بغداد العام 1905، ملتصقا بذاكرة البصريين لأكثر من نصف قرن، الأمر الذي دعاهم إلى تكريمه من خلال نصب تذكاري.
تمثال اللواء الركن الراحل مزهر اسماعيل الشاوي، الذي أزاح الستار عنه د. خلف عبد الصمد محافظ البصرة، وضع على بعد أمتار من مقر الشركة بمنطقة المعقل في خطوة لاحياء انجازاته وشخصيته التي تتسم بالعمل والبناء والاخلاص وحب الفقراء وحقبته التي شهدت دورا بارزا في نهضة وتطوير الموانئ أنذاك، وهو أول تمثال شخصي بالحجم الاعتيادي ينصب في مدينة البصرة منذ العام 2003 بمبادرة من شركة محلية للمقاولات بلغت كلفته 75 مليون دينار.
حفل ازاحة الستار حضره شخصيات سياسية واقتصادية وممثلين عن حكومة البصرة المحلية وموظفون قدامى واكبوا تلك الحقبة التي وصفوها بالذهبية، كما تضمن الحفل اطلاقا لألعاب نارية في الهواء، وتكريم عدد من الربابنة والمهندسين البحريين المتقاعدين الذين عملوا بما كانت تسمى بمصلحة الموانئ العراقية في حقبة الشاوي وادارته.
ومزهر اسماعيل الشاوي ولد في بغداد وفيها توفي. عاش في العراق وبريطانيا. تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في بغداد، ثم التحق بالكلية العسكرية (1926). انتقل إلى بريطانيا ملتحقًا بالكلية العسكرية البريطانية في ساندهيرست، وتخرج فيها برتبة ملازم ثان (1929) ثم التحق بكلية الأركان (1936) وتخرج فيها (1937)، أوفد بعدها إلى كلية الأركان البريطانية وتخرج فيها، ثم التحق بدورة الضباط الأقدمين في بريطانيا (1947).
محافظ البصرة د.خلف عبد الصمد في حديث مع"العالم" شدد على أن "هذا الانجاز والتمثال يدل على ان العراق بدأ يكرم كل من يقدم من اجله سواء كان في مجال البناء او غيرها من المجالات، والموانئ كانت علامة من علامة البصرة البارزة والمميزة والعراق عموما".
واضاف عبد الصمد قائلاً أن "هذا الرجل العظيم الذي بنى ما بنى وحول المعقل الى افضل مدن البصرة، وكنا نتمشى في شوارع البصرة، ونشم رائحة ملكة الليل الا ان بسبب السرطان البعثي اليوم نشم رائحة المجاري، واليوم علينا العمل على كيفية اعادة رائحة ملكة الليل والبناء الذي قام به مزهر الشاوي للفقراء والعمال".
وبين محافظ البصرة أنه واحد من الذين يسكنون "في بيت بناه الشاوي"، وأكد أن "الحكومة المحلية ستقتدي بذلك وستبنى مشاريع الوحدات السكنية".
وكشف محافظ البصرة عن اعداد لمشروع سكني للارامل لان هناك الاف من الاطفال الايتام والارامل والفقراء اعتمادا على الثروات الموجودة في البصرة، وأوضح أن "لدينا حقول نفط لاتحتاج الى استكشاف فبعضها في حقل مجنون النفطي".
من جانبه ثمّنَ الكابتن عمران راضي؛ مدير الشركة العامة لموانئ العراق في حديث مع "العالم" امس، الدور الذي قام به مزهر الشاوي، وأشار إلى أن انجازات الشاوي تركت بصمة واثر في نفوس اهل مدينة المعقل والبصرة جميعا.
وأكد راضي انهم "سيسيرون على خطى مزهر الشاوي"، مبينا ان الشركة تواصل عملها وتحقق انجازات كبيرة كالحصول على جائزة اوباك – جائزة العهد الجديد للتكنولوجيا والاختراع والجودة في برلين.
وكشف الكابتن عن استحداث عوامات رحوية في زيادة الطاقة التصديرية للنفط، وافاد قائلاً "الان شرعنا مع هيئة استثمار البصرة لمشروع سكني في مدينة ابي صخير يتألف من 5 الاف وحدة سكنية وفي النجيبية سيكون لدينا مشروع اخر بهذا العدد، الى جانب مركز تجاري كبير (مول) في مدينة المعقل هو الاكبر في العالم، كما سيكون هناك مستشفى وفنادق ثلاثة (في الداكير، واخر مجاور لفندق شط العرب سياحي عائم، وفندق اخر في اطراف جزير شط العرب)".
رئيس المهندسين علي خريبط المدير المفوض لشركة (البصرة ماس) التي قامت بتمويل هذا النصب قال في حديث مع "العالم" امس "نقف اليوم لافتتاح نصب المرحوم اللواء مزهر الشاوي مدير عام مصلحة الموانئ العراقية للفترة 1958 – 1963، حيث شيد له نصب في قلب كل بصري، وهذا النصب سيقف شامخا كي نقلد المنهج الذي سار عليه مزهر الشاوي وتعميمه في البصرة والجنوب حيث الكرم والخير. والشاوي لم يكن بصريا، لكنه عشق البصرة وكان عراقيا ولم يكن طائفيا او قوميا بل كان انسانا قبل كل شي".
وعن سبب اختيار هذا اليوم لافتتاح النصب، والاحتفاء بمزهر الشاوي، قال خريبط "اخترنا هذا اليوم لازاحة الستار عن هذا النصب للمرحوم الشاوي، لان الموانئ اليوم تعيش حقبة مشابهة لحقبة الشاوي المزدهرة، وتشهد ثورة في الموانئ كالربط السككي والميناء الجاف وساحات الحاويات وساحات الحمولات العائمة والمخازن والمناطق اللوجستية ومشاريع منجزة واخرى قيد التنفيذ، حيث سينافس قريبا كل الموانئ في المنطقة".
وروى معاصرون للشاوي ذكرياتهم معه لـ"العالم"، حيث يقول الكابتن هاشم عبد الغني "انا احد الادلاء البحريين القدامى ومن الدورات التي افتتحها مزهر الشاوي في 1958 بعد ثورة 14 تموز، وكنا مندفعين اندفاعا وطنيا، واتجهنا الى التدريب السريع خلال فترة سنة ونصف، بعدها استلمنا مهام الانكليز الذين كانوا يتواجدون على الحفارات في ميناء الفاو، باعتبار ان الطاقم الاول للحفارات جميعهم اجانب وانكليز، وعمقنا القناة بمجهود شبابي ورحنا نعمل خلال الليل والنهار وتمكنا من جعل الحفر الى 28 قدما للجزر الواطئ".
وبيّن عبد الغني أن "مزهر الشاوي كان يحفزنا على العمل ويكرمنا للمجهود ويدفعنا للعمل الى جانب الدراسة بشكل مضاعف، ما يمكننا من تطوير الحفريات في الفاو والبواخر بصورة سريعة، وادخلناها الى المياه".
واضاف عبد الغني "مزهر الشاوي كان يدعم الفقير ونحن كاهالي البصرة كنا نلاحظ المرحوم مزهر الشاوي يلبس زي العمل والخوذة في الساعة الواحدة ظهرا، ويشارك اعمال الفلاحين في حديقة الاندلس ويحثهم على الزراعة والعمل الدؤوب. وجعل من حديقة الاندلس ومدينة المعقل وغيرها من المناطق، توصف كجنات عدن".
ويسترسل الكابتن في ذكرياته عن اللواء مزهر الشاوي قائلا "كان يرسل الحفارات الى الهند لغرض الصيانة والتصليح، وعند عودتها تحمل الاشجار النادرة الى البصرة وبيوت مدينة المعقل، كما ان حقبته شهدت تعبيد الطرق وتحسين وضع النظافة وتشجيع النوادي الرياضية وتحويل البيوت من صرايف الى بناء حديث بالطراز الانكليزي".
وعن الوعود التي كان اطلقها الشاوي، قال "وعدنا ان يمتلك كل عامل بيتا وسيارة من نوع مرسيدس، وقبلها منحهم الدراجات الهوائية وغير نمط عمل العمال من الحمل اليدوي الى طرق حديثة بواسطة آليات ومعدات استوردها اليهم".
امّا المواطن سمير نعيم الحمداني، فقد أهدى خلال الحفل ساعة الى المرحوم مزهر الشاوي، وقال لـ"العالم" أمس "لست غنيا ولست وتاجرا، لكني اشهد لهذا الرجل بالاخلاص والمثابرة والانجازات الخالدة لاهل البصرة، وقمت بشراء ساعة كبيرة وصلت قيمتها الى 500 الف دينار، وقدمتها كهدية اكراما لذكراه".