كان له بنتان فاطمة ومريم الأولى خمس سنوات والثانية ثلاث . رأيت صورتيهما كانتا جميلتين جدا ، ربما هما أقرب الى وجه أبيهما الحسن . نعم كان علاوي جميل في كل شيء ، أنعم الله عليه بجمال الوجه والروح ، أضف الى ذلك الشجاعة المفرطة التي يملكها فلولاها لما كان هنا .
كنت في المستشفى كالعادة بعد الأنسحاب من القواطع الأمامية والعمل هنا حسب الأوامر والتبليغات .
وإذا بحالة ( أصابة ) ﻷحد أبطال الحشد الشعبي ، متوجه للطوارئ ثم نقلت للعمليات بسرعة . كانت الأصابة في الساق اليمنى - تهشم في عظم الفخذ وقطع في الشريان الفخذي - تلاه نزيف حاد قاد المقاتل للدخول في غيبوبة !
تم نقل الدم فورا للمصاب وقمنا بمحاولة يائسة بربط الشريان المقطوع وتقويم عظيم الفخذ المتهشم بشكل كامل . أثناء العملية قمت بتنظيف وجه المصاب من الدم والتراب الذي غطى محاسنه . وهنا كانت المفاجئه ! هذا البطل كان ( علاوي ) ! نعم كان أبا فاطمة الصغير !
علاوي صاحب ال٢٢ عاما ! سقطت دمعتي رغم كبتي الشديد لها وأمتزجت بدماء علاوي البطل . تفادينا حالة الغيبوبة ولكن كان من المستحيل أستعادة ساق علاوي اليمنى ، فتم بترها .
لقد أمسى البطل الآن بساق واحدة وأخرى مبتورة فوق مفصل الركبة ، مع أصابات طفيفة تمت معالجتها .
أقول ؛ يا علاوي كفاك فخرا يا بطل أنك قدمت للوطن غربتك وأشتياقك لعائلتك وملذات الحياة وخاصة لمن هو بعمرك .. قدمت روحك ، ولكن الوطن أكتفى بساقك اليمنى وترك البقية لفاطمة ومريم . يا علاوي ؛ أنا خجل في حضرتك وصغير أمام عظيم شجاعتك . فأذهب الى أهليك موسما بوسام الشجاعة والفداء الذي عجز عن نيله أمثالي .. يابطل .