السِر والعَلَن مفردتان متناقضتان في النطق والمعنى الأولى رغم أَن فيها محاسنَ انسانية في العديد من المواقف ولكن يستخدمها بشكل مفرط الكثير من المتآمرين والفاشلين من اجل التغطية على فشلهم وكبح حماح معارضيهم وهو ما سار عليه حكام العراق طوال السنوات الماضية التي اعقبت الأحتلال الأمريكي البغيض . فكان أَن خططوا لقوانين تشيع الفوضى بالسر من أجل ان ينفذوا مخططات دنيئة تسمح لهم في البقاء متسلطين على رقابنا كما صفقوا للمحتل أَن عليك ايها المحتل أَن تحل الجيش العراقي من أجل اشاعة الفوضى والشروع بعملية تأسيس جيش من مليشيات لاتعرف للوطنية طريق بعد أَن فضَّلت الطائفة ورموزها على الوطن والشعب وكان ما كان فيتحول البلد الى بركان يغلي تتلاقفه المفخخات والكواتم واللواصق وكأن الأجهزة الأمنية من الشرطة والجيش غير موجودة ولم يرصد لها المئات من المليارات دولارات كل عام .
بالسِّر ذبحوا العراق الغني ليتحول بين ليلة وضحاها الى بلد خارج الزمان . بالسر خربوا الصناعة وفي العلن جعلوا الأسواق العراقية خالية من المنتج الوطني من أجل أِرضاء هذه الدولة أو تلك فساستنا منصبين من تلك الدول كعملاء غادروا حب العراق وفقدوا الوطنية .
المصانع العراقية تحولت الى ىخردة والعاملين فيها الى جيش من العاطلين . والفلاح العراقي دمرت زراعته بالكامل وأصبحت لاتحقق له مايبذله من عرق جبين بعد أن اجتاحت أسواقنا الفواكه والخضر الأيرانية والأردنية وغيرها من منتجات دول وصلت حتى جنوب افريقيا .
كان برميل النفط قد وصل الى اكثر من 120 دولار لكن ساستنا أنشغلوا في عمليات تقسيم الموازنات بين أحزابهم وكتلهم لتزداد أرصدتها في البنوك العالمية ومعها زيادة في العقارات الخارجية لهذا الحافي وذاك الذي كان يبيع البصل وغيرهم من الذين لايعرفون حتى استخدام المراحيض الغربية وحتى الشرقية !
بفضل سياسة هؤلاء انصهر العراق وتحول الى مجتمع بين نازح ومهاجر ومضطهد وتوغل الأرهاب في اراضينا بسهولة نتيجة لسياسات هؤلاء الساسة الظالمة التي ساهمت في صناعة الأجواء الملائمة ليبقى العراق يغلي يوم بعد آخر !
أطفال يفرشون الأرصفة والتقاطعات من اجل الحصول على قوت يومهم بعد أَن فقدوا معيلهم وكانوا مضطرين لترك مدارسهم . ونساء يتجولن بين السيارات وفي الشوارع من اجل الحصول على حسنات المحسنين لتوفير وجبة غداء او عشاء لأطفالهن فالكثير من الرجال قد قطعت بهم السبل بعد أن توقفت الحيات في العراق بشكل كامل بأستثناء المنطقة الخضراء التي تدير عمليات قتل العراقيين ونهب ثرواتهم !
لانريد ان نتحدث عن ماجرى في العراق من عمليات قتل للعراقيين لأننا نحتاج الى كتب ومؤلفات ولكن اليوم وبعد حالة الغليان الشعبي التي تحصل للمطالبة بأنقاذ العراق نجد ان الساسة لايهتمون بذلك وهم فقط يخططون لطرق الألتفاف على المتظاهرين المحتجين ويقيناً ان الساسة اليوم يتصرفون بغباء مابعدة غباء يعتقدون ببقائهم مع صعوبة ظروف العيش .
اليوم خرج علينا رئيس الجمهورية بخطاب بارد لايغني من فقر ولايسمن من جوع فهو يدفع بأتجاه احترام الدستور لغاية في نفس كاكة يعقوب وماعدى ذلك كله تأملات فهو يأمل من الجهات أن تعمل على معالجة أوضاع البلد ويأمل ان تصحح السياسات العامة للدولة ويأمل ويأمل .. بينما الشارع لايعرف الراحة من فرط حكم فوضوع سبب انهيار تام لمفهوم الدولة حتى وصلنا الى نقطة اللاعودة فأما تغيير شامل أو انهيار شامل فالحياة متوقفة تماماً وليس فيها سوى الجوع والموت !
نحن على ابواب قَحّط حقيقية نتيجة لأنهيار اسعار النفط وليس لدينا شيء غير النفط بعد أن كنا منتجين اليوم نحن مستهلكين فقط وقد يصل سعر برميل النفط الى 20 دولار عندها لاتتمكن الدولة من تأمين رواتب موظفيها فما الذي سيفعله ساسة الزمن الغابر ؟
طريقهم واضح لكن الله سيكون لهم بالمرصاد دماء العراقيين لن تذهب ادراج الرياح واموالهم لن تبقى في البنوك العالمية سيأتي اليوم الذي يعود فيه الحق الى أهله رغم المعاناة التي تزداد يوم بعد آخر ..
ايها العراقيون النشامى يامن تحملتم الكثير عليكم ان تصبروا اكثر فأن الله سيكون معنا وفاقد الشرف لن يستطيع ان يقدمه ولاتعولوا على شيء اسمه الأصلاح كون ساسة الزمن الرديء تعودوا المراوغة والتآمر حتى على بعضهم البعض والمجرمين منهم وهم كثر يبتكرون لهم خططاً تنجيهم من العقاب القانوني لكن الله اليوم يعاقبهم وما انهيار اسعار النفط سوى واحدة من العقوبات الربانية لهم لأنهم بالنتيجة سينهزمون عندما يكتشفون انهم لن يستطيعوا اسكات الشارع العراقي الذي وصل الظلم عليه حد لايطاق . نحن مقبلون على قحط حقيقي ولكن الله سيكون للصابرين … ونستعين به