على كوكبنا المترنح.. ما الرابط بين الماء والطاقة والمناخ؟
مع تنامي أزمة المياه عالمياً يجتمع خبراء في جولة محادثات "أسبوع الماء في العالم" السنوية لإيجاد حلول لإنقاذ مناخ الأرض من خلال استخدام تقنيات الطاقة المتجددة.
وتجري المحادثات في ستوكهولم وتضم خبراء من عدة دول حول العالم. وتركز المحادثات بشكل أساسي على مشكلة شح المياه، وعلى رأس أجندتهم إيجاد برنامج مناسب لاستخدام الطاقة المتجددة لإنقاذ مصادر المياه والمناخ.
الأضرار المباشرة لشح المياه باتت واضحة في كثير من المناطق حول العالم. في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، تدخل أزمة المياه عامها الرابع دون التمكن من إيجاد حلول جذرية للسيطرة على التناقص المستمر لمصادر المياه.
في جنوب أفريقيا والبرازيل، تستمر المعاناة من نقص موارد المياه والكهرباء والغذاء نتيجة انخفاض معدل هطول الأمطار. وفي بورتو ريكو وبعض المناطق الأخرى من العالم باتت سياسة حصص المياه نموذجا طبيعيا للحياة.
وبالنظر للمستقبل، فإن الحاجة إلى المياه ستزداد عالميا وبسرعة كبيرة. ويتوقع المحللون أنه بحلول عام 2050 ستزداد متطلبات المياه عالمياً بنسبة 55 بالمئة عما هي عليه حاليا.
أحد أهم مكامن توفير المياه تقبع في مراكز إنتاج الطاقة. وعلى سبيل المثال، في الاتحاد الأوروبي تخصص 44 بالمئة من مصادر المياه لإنتاج الطاقة. لذلك تمثل تقنيات الطاقة المتجددة بديلا جيدا لتوفير المياه.
تستخدم محطات الطاقة الشمسية من المياه ما يقل بـ200 مرة عما تستخدمه محطات الفحم، بينما مولدات الطاقة من الرياح لا تستخدم الماء مطلقا. وعند التفكير في بدائل الطاقة لا بد من الأخذ بعين الاعتبار الحفاظ على سلامة المناخ والبيئة. وذلك يجعل مصادر الطاقة المتجددة بديلا مثاليا لتوفير المياه والحصول على الطاقة اللازمة دون أضرار جانبية للمناخ.
ويتوقع الخبراء أن توسيع نطاق استخدام الطاقة المتجددة سيقلل من استخدام المياه بنسبة 37 بالمئة في الولايات المتحدة، وبنسبة 52 بالمئة في المملكة المتحدة، و28 بالمئة في ألمانيا، وبنسب مقاربة في أكثر الدول إنتاجا للطاقة في العالم.
والمشكلة الأساسية أن الحلول المطروحة متداولة منذ سنين دون اعتمادها على نطاق شامل بحيث تظهر نتائجه على توفير المياه والحفاظ على المناخ والبيئة. وتفاقم المشكلة خلال العقود القليلة القادمة قد يجعل من الحلول الحالية المطروحة عقيمة.
المصدر: "نيوز كوينتش"