27/08/2015 07:41
برزت في الآونة الآخيرة، ظواهر جديدة في الواقع الثقافي والاعلامي، بدت في إحيان منها جارحة مقززة، وفي أحايين أخرى متجاوزة منفرة، وفي حالة ثالثة مؤذية مدمرة، ورابعة مستخفة مستهزئة ومفاجئة وتثير الدهشة. وإذا ما وضعنا السرقات الأدبية التي استفحلت مؤخراً ، لاسيما في الموضوعات الصحفية، حيث بات الكثير يسرق المنشورات في كتب ودوريات وصحف وغيرها، ويضعها باسمه على أنه مبتدعها مستسهلاً حالة النشر المتاحة له في صحيفة أو مجلة لاتدقق في ذلك، وهوبذلك يخدع نفسه، بل لايحترمها ويضعها باسمه او باسم غيره، مع أنه فضح أكثر من مرة واكتشفت سرقاته، أو يزور القصائد ليصبح هو الشاعر»الفطحل» ويختار منبراً لايدقق أو يعرف بالحقيقة، مثل أحد الشعراء الذي وجد في ملحق «ثقافي لإحدى الصحف» منبراً ومساحة نشر مثالية مع أن جريدة «الصباح» فضحت سرقاته الشعرية.. وهناك ظواهر أخرى تستحق التوقف عندها، بل اتخاذ موقف واضح منها وإدانتها.. ومنها ظاهرة الكتابة بالنيابة فهناك كتاب أو أشباه كتاب أو أصبحوا كتاباً بعد جملة كتابات مررت لهم من خلال أقلام غيرهم، أو تبنيات من قبل صحفيين وكتاب.
فقد ظهرت أسماء كثيرة في واقعنا الثقافي من دون جهد أو حتى خلفية ثقافية أو صحفية، وقد حصلت على فرص نشر كبيرة في ظل عوامل عديدة. الأمر الذي يحتم على مؤسسات الثقافة والإعلام أن تدقق في خلفيات وإمكانيات هذه الأسماء ومعرفة حجمها في الوسط وتاريخها وقابلياتها. وهذا الطرح لايعكس موقفاً متزمتاً من المواهب الجديدة والقدرات والإمكانيات في مختلف فروع الإبداع، بل وقفة مسؤولة إزاء ما ينشر. قد يجد المتابع بعض الأسماء العائلية التي راحت تظهر، وأخذت تتزايد يوماً بعد آخر، وراحت تخطف فرص نشر الكتابات الحقيقية، التي جاءت عن جهد وموهبة، فأصبحت أسماء في الصحافة والإعلام بفضل هذه الأساليب والمخاتلات.
شبكة الاعلام