يا صاحِبي حُبُّ آلِ المصطفى عَذِبُ...... بَلَّ ظَما القلبِ شَوقاً حينَ يَنْسَكِبُ
يا سائِلي عَنْ هِلالٍ هَلَّ في رَجَبٍ...... حَتّى تَأَلَّقَ ـ مَزْهُوّاً بهِ ـ رَجَبُ
إنْ كُنْتَ تَسْأَلُ ، فَالأَفْلاكُ شاهِدَةٌ...... بِأَنَّهُ عَجَبٌ ، ما بَعْدَهُ عَجَبُ
... لِلّهِ فاطمةٌ ، وَالنّورُ حَجَّبَها...... إذْ أقْبَلَتْ، وَبِبَيْتِ اللهِ تَحْتَجِبُ
يا كَعْبَةَ الخَيرِ هلْ تَدرينَ مَنْ ولَدَتْ...... أُمُّ الكِرامِ؟ وَهلْ تَدرينَ ما السَّبَبُ؟
إنَّ الذي وَتُرابُ البيتِ يَحْضنُهُ...... عَهْدُ السماءِ ، لِنَصْرِ الدّينِ مُنْتَخَبُ
عليُّ سَيفُ رَسولِ اللهِ ، نَصَّبَهُ...... رَأْساً ، وَكُلُّ الذي لمْ يَرْضَهُ ذَنَبُ
إنَّ الذي شَرَّفَ الدُّنيا بِمَوْلِدِهِ...... حازَ الفَضائِلَ حَتّى فاضَتْ الكُتُبُ
هُوَ الكريمُ إذا ما عُدَّ بَيْنَهُمُ...... فَالعِلْمُ ساحَتُهُ ، وَالرّايَةُ الأَدَبُ
أقولُ ذاكَ عليُّ المُرتَضى أمَلي...... بِنورِهِ سَمَتْ الأقْمارُ وَالشُّهُبُ
فَهلْ سَمِعْتَ بِنورٍ يَمْتَطي أُفُقاً؟...... يُكْنى أبا حَسَنٍ، وَالمُرتضى لَقَبُ
تَرْقى مَناقِبُهُ ، تَعْلو مَراتِبُهُ...... ما رَدَّهُ تَعَبٌ ، أو فاتَهُ طَلَبُ
ألطَّيِّبُ الفِعْلِ ، لمْ يُشْهَدْ لَهُ زَلَلٌ...... وَالصّادِقُ القَولِ، لا لَغْوٌ وَلا كَذِبُ
وَالفارُسُ الحَقُّ في نارِ الوغى عَلَمٌ...... وَهلْ بـِغَيْرِ لَظاها يُعْرَفُ الذَّهَبُ؟
إنْ غابَ عَنّا رَسولُ اللهِ، وَهْوَ أبٌ...... فَالمُرْتَضى لَجُموعِ المُؤْمِنينَ أبُ
هُوَ النَّقِيُّ الذي لَوْلا كَرامَتُهُ...... لَمادَتْ الأرْضُ فيهِم حينَما انْقَلَبوا
وَهْوَ الذي خَلَّفَ الموعودَ مُنتَظَراً...... ضَمَّ البَرايا ـ جَميعاً ـ أُفْقُهُ الرَّحِبُ
يُعيدُ بالحَقِّ كُلَّ الحَقِّ، حيثُ يُرى...... يَسْقي الثَّرى بالذي لَمْ تَسْقِهِ السُّحُبُ
وَحُكْمُ داوودَ مِنْ أحْكامِهِ، وَلَهُ...... غِنى سُليمانَ ، بَلْ أَغْنى بِما يَهَبُ
يَعُمُّ بِالعَدْلِ كُلَّ الأرضِ، يَمْلِكُها...... وَجَيْشُهُ الرُّعْبُ يَطْوي الأرضَ وَالرَّهَبُ
وَفي البحارِ جُنودُ المَوْجِ تَنْصُرُهُ...... أَمّا السَّماءُ ، فَفيها جَيْشُهُ اللجِبُ
مُسَوَّمونَ، لِنَصْرِ الحَقِّ غَضْبَتُهُم...... وَهُم يَرَوْنَ بِأَنَّ الحَقَّ مُغْتَصَبُ
فَالنّاصِرونَ جِنانُ الخُلْدِ مَسْكَنُهُم...... أَمّا الطُّغاةُ فَفي قَعْرِ اللَظى حَطَبُ