..
أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ؟!!
عندما تكون مؤمناً مُترع القلب بالإيمان الخالص
العميق الأغوار ماذا ستقول جواباً على هذا السؤال
: ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ) ؟
أحسبك ستقول : بلى يا ربّ ( وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلا )
هذا ما تقوله وأنت مرتاح البال في أيام الرّخاء .
ولكنّ وضع المؤمن عند الشّدة يختلف عن وضعه
عند الرّخاء ، ولو كان وضعه في الحالتين لا يختلف
إذن لانتفت حاجته إلى تذكير من ربّه بكلّ الوضوح والقوة
من مثل ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ) .
نعم هناك اختلاف أشبه بوضع الإنسان ساعة الامتحان
ووضعه خارجها، وأشبه بحال الإنسان مريضاً يعاني الآلام
وحاله وهو سليم معافى .
وإيمان الرّخاء يكاد يكون بلا معنى إن لم يمرّ صاحبه
بالمحن والشّدائد فيبرهن على إستواء الشّأن عنده
بما آمن به في أوقات الرّخاء والشّدة والمنشط والمكره
واليسر والعسر .
والله يُشير إلى ضعف المؤمن عند الشّدة كما
يُشير كاهل الإنسان الموقر إلى إرهاقه
( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ )
ولذلك يأخذ ربّ العزّة والجلال هذا الضعف الإنساني
بالاعتبار حيث يحتاج المؤمن فيه إلى التذكّير والتّثبيت والحنو .
فالله الغني الحميد ليس بحاجةٍ إلى تعذيب عباده بالشّدائد
والمحن وإنّما العباد هُم أحوج ما يكونون عند حلول هذه الفرص
إلى البرهنة بأنّهم طراز رفيع بين خلق الله فيثبتون صحّة
إيمانهم وأنّه ليس مجرّد قول وإدعاء وإنّما هو ما صدّقه العمل
والرّسوخ وقت الزّعزعة .
( الله يخاطب العقول )
شاكر عبد الجبّار العزاوي .
..