(دبي- ناورز خليل) وقع في عشق القارة السمراء، أثار غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي بصوره مع غنائمه من الحيوانات الإفريقية، إنه "سعود هنتر" الذي يكشف لـ"إم بي سي نت"، عن حقيقة تلك الصور، ومساهمته في الدعوة للإسلام بهذه القارة العملاقة.
حدثنا عن نفسك، وكيف قمت بأول مغامرة صيد لك؟
أنا سعود حامد المخيال، كويتي واسمي المستعار هو "سعود هنتر". اخترت الاسم ليعبّر عن المغامرات والرحلات المثيرة التي قمت بها في إفريقيا ومناطق مختلفة حول العالم. أولى رحلاتي إلى القارة السمراء كانت لتنزانيا منذ تسع سنوات تقريباً بهدف السياحة والصيد، ورفض وقتها جميع أصدقائي مرافقتي لهناك نظراً لخطورتها، فتعاملت مع أحد الأشخاص المحليين هناك، وزرتها عدة مرات وقرّرت إطلاق أعمالي فيها.
تقول بأن رحلات الصيد هي لغايات إنسانية، كيف؟ ومن يقوم بتمويل تلك المغامرات التي تقوم بها في إفريقيا؟
أنا ولله الحمد، رجل أعمل في مجال التجارة ولدي الكثير من الخير ولله الحمد، ولذلك أنا المسؤول عن تمويل رحلاتي الخاصة. بخصوص الصيد، فهو يتم تحت إشراف الحكومات في تلك الدول، فهناك مواسم تفتح فيها الغابات والمحميات الطبيعية للصيد، ومواسم أخرى مغلقة ويمنع فيها الصيد تماماً، فتلك الشهور يسمح فيها بالصيد وتقوم الدولة بالتعاون مع جمعيات حماية الحيوان من الانقراض لتحديد الأنواع التي يمكن للصيادين اصطيادها، وتحديد حيوانات أخرى يمنع اصطيادها مثل الفيلة ومجموعة من الغزلان والزرافات والشمبانزي والغوريلا، وأي حيوانات أخرى نادرة أو على وشك الانقراض، تلك القائمة يمنع صيدها في أي وقت وفي أي موسم، أما أي شيء آخر فهو مباح للصيد، وأنا شخصياً أمتلك رخصة بهذا الأمر تبيح لي اصطياد الأنواع التي لم تمنع الدولة اصطيادها، حتى عندما يكون الصيد فوق الحاجة، فنحن نأخذ ما نحتاجه فقط ونقوم بتوزيع باقي اللحوم على القرى المجاورة حتى أننا نمتلك مكاتب هناك للمتطوعين الراغبين بمساعدة سكان الدولة، حتى وإن قمت بسؤال أي شخص هناك عما يحتاج إليه ستجد الإجابة بسيطة وغير متكلفة فهم بحاجة إلى المياه أو اللحوم أو الطعام أو أي شيء آخر يساعده على العيش، ولن يخبرك أبداً بأنه في حاجة إلى أشياء ترفيهية أو ثانوية.
هل ركزت خلال رحلاتك للصيد على موضوع الدعوة للدين الإسلامي؟
عملنا على هذا الموضوع ولكن هناك صعوبة نظراً للحجم العملاق لقارة إفريقيا والتي تصعّب مهمتي كشخص مهما حاولت الاستمرار والتوسع فلن أتمكن من الوصول لجميع المناطق داخل أفريقيا وحدي. فأنا مررت على المناطق التي مرّ بها الداعية عبد الرحمن السميط وهو يحاول نشر الإسلام في القارة، وكانت المفاجأة وجود كثيرين ممن لا يعرفوه نهائياً، ليس بسبب أنه لم يتواجد، ولكن بسبب الحجم المهول للقارة، فمهما فعل الشخص لن يتمكن من الوصول لجميع المناطق ولا جميع البشر، فأنت تتحدث عن قارة كاملة، وليست أي قارة، بل قارة تعاني من فقر في وسائل الاتصالات وصعوبة الوصول لجميع سكانها، حتى إن بعض السكان لا يعرفون أسماء الدول التي يعيشون فيها، يعرفون أسماء القبائل التي ينتمون إليها أما الدول فهذا الأمر لا يشغلهم كثيراً، حتى أنهم لا يستخدمون بطاقات هوية أو جواز سفر أو حتى ورقة تثبت جنسيتهم نظراً لأنهم ليسوا في حاجة لتلك الأشياء. الأمر لا يقتصر فقط على دعوتهم للدين الإسلامي والرحيل، بل نترك شخصاً يعلمهم قواعد الدين بشكل صحيح لضمان استمرار الفكرة وانتشارها ولا يتركهم هذا الشخص إلا بعد مرور عام كامل مثلاً، حتى يتعرفوا على تعاليم الإسلام بشكل صحيح وكامل.
هناك العديد من الانتقادات الموجهة لك عبر شبكة الإنترنت، وبعيداً عن موضوع الصيد نفسه، يتساءل البعض مثلاً لماذا لا تتبرع بتلك الأموال للمحتاجين في العالم العربي بدلاً من إنفاقها على الصيد؟
عندما أمر الله بمساعدة المحتاجين فأنه لم يحدّد جنسيةً بعينها أو منطقة بذاتها، من وجهة نظري الشخصية، فإفريقيا هي قارة كاملة، وإذا قررت أنا ومئة شخص آخرين مساعدة سكان تلك القارة لتحسين مستوى معيشتهم فالأمر لن يتم على أكمل وجه نظراً لأن القارة في حاجة لتبرعات لا نهاية لها، أما في العالم العربي فهناك العديد من الأشخاص المتخصصين في مساعدة سكان دول بعينها، وكما أشرت مسبقاً، فاحتياجات الدول العربية هي احتياجات ثانوية ما عدا بعض الدول بالطبع، أما في إفريقيا فهناك من يحتاجون أساسيات من أجل الحياة مثل الطعام والمياه، إذا ساعدنا جميعاً الدول العربية فمن سيساعدهم؟ خاصة وأنهم عندهم استعداد لدخول الدين الإسلامي لأنه دين الفطرة وعندما يتم هذا الأمر يكونوا من أكثر المتحمسين لنشر الدين وتعاليمه.
ما هي القوانين الشخصية الأخلاقية التي تضعها لنفسك قبل رحلات الصيد بعيداً عن قوانين الدولة نفسها؟
لا أصيد إناث الحيوانات أبداً وكذلك الأشبال والصغار، أي شيء آخر متأكد أنه لن يتغذى أي شخص على لحومه فأنا لا أصطاده نهائياً، ولا أستخدم القرون أو الجلود أو الرؤوس للزينة كما يفعل البعض. الهدف من الصور، هو توضيح المعاناة التي نمر بها في كل عملية صيد وليس التباهي والتفاخر عبر "إنستغرام" كما يعتقد البعض، دعني أعطي مثالاً على ما نواجهه في إفريقيا، ففي إحدى الرحلات تعرضت السيارة لعطل وقت المغرب، وبسبب عدم وجود نظام تغطية أو اتصالات، وصلنا للمخيم في اليوم التالي ظهراً بعد مرور أكثر من 12 ساعة واضررنا للسير في غابات مظلمة لدرجة أنك لا تستطيع رؤية يدك، كما أن تلك المناطق مليئة بالحيوانات المفترسة وطوال فترة سيرنا نستمع لأصوات الضباع والأسود والنمور.
ما الهدف الرئيسي من نشر صور اصطياد الحيوانات على مواقع التواصل الاجتماعي؟
الصيد في النهاية هواية، يعشقها الكثيرون سواء العرب أو الأجانب، وهناك الآلاف يتابعون حساباتي التي استخدمها في تجسيد اللحظات المثيرة التي قضيتها في إفريقيا أثناء ممارسة هوايتي المفضلة. أما بخصوص الهجوم الذي اتعرض له فهو غالباً قادم من الغرب، فالعرب يتفهمون الأمر بمجرد شرحه لهم، أما الأجانب الذين يهاجمونني باستمرار فدولهم التي يقيمون فيها تسمح بصيد الحيوانات البرية.
ما هي الأدوات التي تعتمد عليها أثناء الصيد؟
هناك أسلحة معينة لكل فئة، فصيد الطيور يحتاج إلى استخدام أسلحة محددة وكذلك الغزلان، في صيد الغزال نستخدم سلاح قنص محدد لإصابته، أما الطيور فنستخدم في اصطيادها البنادق، لا نستخدم أسلحة بدائية إطلاقاً جميعها أسلحة متقدمة، ولكن رغم ذلك قد تصيب الغزالة بدقة وتجدها تستمر في الهرب وكأنها لم تتعرض لأي إصابة، فالسلاح في النهاية يختلف بحسب نوع الحيوان الذي تصطاده.
هل يمكن أن تحكي لنا عن تجربة خطرة مررت بها أثناء الصيد؟
في إحدى المرات كنا ذاهبين لاصطياد الجاموس، وهو يعتبر من أخطر الحيوانات التي يمكن اصطيادها، أنا شخصياً عندي استعداد لمواجهة خمسة أسود في مقابل الابتعاد عن مواجهة جاموس واحد، بسبب سماكة جلده البالغة 4 سم تقريباً، ويعرف بقوته الجسمانية الرهيبة، قد يتلقى 15 رصاصة في جسمه ولا يزال قادراً على المقاومة والهرب، في إحدى المغامرات كنا نصطاد الجاموس وكان الوقت متأخراً، عندما تجمع القطيع حول بحيرة لشرب الماء، واضطررنا للانتظار لبعض الوقت، فتلك الحيوانات لا تتم عملية صيدها من السيارة بل يجب النزول على قدميك، ومن الممكن أن تستمر العملية لأكثر من أربع ساعات دون أن تتنفس في انتظار اللحظة المناسبة، كان معي في الفريق أحد أصدقائي وشخص إفريقي، وأخبرني الإفريقي أننا بصدد مواجهة جاموس ضخم، ولكني لم أكن أستطيع الرؤية بسبب الظلام واعتقدت أنه أسد نظراً لأن عين الأسد تصبح حمراء اللون في الظلام الدامس أما عين الجاموس فتكون صفراء، الأمر أصبح محيراً، فإذا كان جاموس وقمت بإطلاق الرصاص عليه سيهاجمنا على الفور، وإذا كان أسداً ولم نقم بإطلاق الرصاص تجاه وتراجعنا سيهاجمنا في الحال، في تلك اللحظة كان معي سلاح ثقيل، طلقة واحدة منه يمكنها أن تنهي حياة أي حيوان، وكان صديقي يمتلك سلاحاً أخف، طلبت منه أن يقوم بالتصويب وإذا قام الحيوان بمهاجمتنا سأهاجمه بسلاحي على الفور، ولكن ما حدث أن صديقي صوب تجاه الحيوان ولكنه لم يصيبه، وألقى سلاحه وركض هو والعامل الإفريقي وبقيت أنا وحيداً في انتظار الموت أو النجاة، وعندما اقترب الحيوان مني لمسافة 10 أو 15 متراً تقريباً، صوبت تجاه طلقتين ولحسن الحظ سقط قتيلاً أسفل قدمي، وكانت المفاجأة أنه أسد، ولكنه كان أضخم أسد قمت بصيده في حياتي، فرأسه فقط كانت بحجم جسمي بالكامل ووزنه من 250 إلى 350 كيلوغرام.
هل سبق وأن قمت باصطياد أي حيوان وندمت على هذا الأمر؟
حدث مرة معي الأمر بالخطأ، قمت باصطياد حيوان اسمه "الكينجولي"، الشبيه بالغزال للغاية، ولكن يصعب التفريق فيه بين الذكر والأنثى، أنا عادة لا أصطاد الإناث، ولكن هذا الحيوان شبه متطابق ولا يمكن التمييز بين الجنسين من مسافة بعيدة، قمت باصطياده واكتشفت فيما بعد أنها أنثى، ما أصابني بالحزن هو أننا عندما بدأنا في سلخها وجدنا أنها كانت حامل.
موضوع الصيد الجائر ينتشر بشكل ملحوظ في العديد من الدول العربية، ما رأيك في هذا الموضوع؟ وهل يوجد قوانين تستطيع ردع مثل تلك الأفعال؟
أنا شخصياً أتبع قوانين الله وسنة نبينا قبل قوانين أي دولة، فالله أحل لنا الصيد ولم يحدد عدداً معيناً، لذا عند التحدث عن الصيد الجائر هناك أمران يجب الأخذ بهما، الأول هو هل هذا الصيد يضر البيئة نفسها؟ وهل صيد هذه الكميات الكبيرة ضروري من أجل إطعام البشر أم بهدف العبث ليس أكثر، أنا شخصياً في إفريقيا أصيد في اليوم من 3 إلى 5 غزلان تقريباً، وفي أوقات كثيرة عندما أعود للمخيم لا أجد أي لحوم باقية، نظراً لأننا نقوم بتوزيعها على السكان وحتى أنهم يستفيدون من جلود تلك الحيوانات كثيراً، أما في الدول العربية فما الفائدة من اصطياد كل هذه الكميات، والأهم هل الدولة أتاحت هذا الأمر، ففي بعض الدول العربية يمنع الصيد نهائياً نظراً لأن الأمر يضر البيئة، أما من يهوى الصيد فبإمكانه الذهاب إلى أفريقيا فرحلات الصيد ليست مكلفة لهذه الدرجة وفي متناول الجميع.