أتاني الشوقُ يُسلبني استوائي
ويُعرجُ بي مُلِّحاً للسماء
تُعَرّجُ نحو طوسٍ روحُ عبْدٍ
تريدُ الله من عَبَقِ الولاءِ
فمن قلب الوليّ تنال قُدْساً
ومن غير الوليّ حصادُ داءِ
قَصَدْتُ البقعةَ المُلْقَى عليها
نعيم َ الله منتجعِ البهاءِ
فإنْ نابَتْكَ في الدنيا البلايا
فيَمِّمْ يا أخي نحو الرضاءِ
إمام الزاهدين وفي ثراهُ
تَعَرَّفَتِ الملوكُ على العلاءِ
تَسَلْطَنَ لا بسيفٍ لا بِكِبْرٍ
ولكنْ بالمحبةِ والصفاءِ
أرادَ الحاقدون لهُ انتهاءً
فبادوا وانتهى صخًبُ العَوَاءِ
تعانَقَ والتُّقى أنْ لا فكاكاً
فعاهدهُ الخلودُ على البقاءِ
فطابتْ بقعةٌ ضمّتْ وليّاً
غريباً عن ديار الأولياءِ
ففيها ما ترومُ الروحُ أُنْساً
فطِيْبُ التُّرب مسكُ الأنبياءِ
وفيها العارفون بها أقاموا
خيامُ الوجدِ تزخرُ بالبكاءِ
دموعٌ تنبعُ الأنهار منها
فتغسلُ ما يكونُ من العناءِ
و يجري النهرُ يسقي أرض طوسٍ
فتنبجسُ الأزاهر بالثّناءِ
و يمتدُّ السقاءُ إلى جنانٍ
وإنْ النبعَ من حبِّ الرِّضاءِ
حسين إبراهيم الشافعي
سيهات