بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله وصحبة أجمعين السلام عليكم أحبتي في الله
أحب أن أوضح في هذا المقال المفصل شرعية قتال الأمريكان أو بالأصح شرعية المقاومة التي حصلت للجيش الأمريكي من قبل أبناء شعبنا الأغر ( الجهاد ضد المحتل ) ومن شتى الطوائف ، مع مصداقية النية طبعا .
لكل مقام مقال ، ربما هذا شيء متأخر ذكره ولكنه كان بطلب من المدير ( بطريقة ما ) أضف الى ذلك نحن عرضه لعودة الجيش الأمريكي عسكريا ، نعم مدنيا هو موجود ولا نستطيع إنكار ذلك .
ماهو الجهاد ؟
الجهاد : واجب كفائي مع أجتماع الشرائط ، فيجب أن يقوم به عدد كاف من الناس . فإن حصل سقط عن الآخرين .
وله وجهان :
الأول - الجهاد الهجومي : ونتيجته دخول المجتمعات الكافرة في سيطرة الأسلام . وهذا غير واجب في عصرنا جزما .
الثاني - الجهاد الدفاعي : ونتيجته صد الكفار المهاجمين ( المحتل ) على البلد المسلم .
ما يخصنا هنا هو الجهاد الدفاعي ، إذا كيف يكون وهل يحتاج ﻷذن شرعي أو فتوى ، وما هو معنى الدفاع هنا أصلا ؟
الدفاع : الدفاع يكون أما عام أو خاص . فالدفاع العام هو الدفاع عن المجتمع المسلم ، والدفاع الخاص هو الدفاع عن النفس ضد الأعتداء الشخصي . وكلاهما جائز بل واجب .
فمن حيث الدفاع العام فإنه يجب على كل مسلم الدفاع عن الدين الأسلامي ، أو البلد المسلم . إذا كان الدين وأهله في معرض الخطر . ولا يعتبر فيه إذن الأمام عليه السلام ، بلا أشكال . ولا فرق في ذلك أن يكون في زمن الحضور أو الغيبة وإذا قتل فيه أي فرد جرى عليه حكم الشهيد في ساحة الجهاد سواء كان مقاتلا أم لم يكن مع أجتماع سائر الشرائط .
طيب من منا لا يرى إن وجود أمريكا عسكريا في العراق أو أي بلد مسلم هو خطر على الدين وأهله . وهل دخل الأمريكان محررون كما وعدوا ؟ أم أنهم كانوا محتلين وبأعترافاتهم . طبعا هذا لو توقف العقل وأحتجنا ﻷعترافاتهم ، فالأمر واضح وضوح الشمس بشرط توفر العقل .
الأدلة من الكتاب والسنة :
أما الكتاب فالأدلة فيه مستفيضة ، منها قوله تعالى : ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا . . ) وأهل العراق ظلموا ولا شك مطلقا في ذلك ( وخاصة لمن عاش وسط الحدث والظلم والواقع ولم يقرأ ذلك على الأنترنت أو في الصحف ) والآية فيها إذن صريح بالقتال لمن ظلم .
ومنها قوله تعالى : ( وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة )
وهذه الآية غير منسوخة بإجماع العلماء ، فإن كانت في جهاد الطلب فالقتال في العراق أولى لأنه جهاد دفاعي ( كما أوضحت في بداية المقال ) ، وإن كانت في جهاد الدفاع فهي المقصودة في الاستدلال ، لأن المشركين جمعوا جيوشهم وجحافلهم لقتال المسلمين فوجب قتال المشركين كما أنهم يقاتلوننا ، وكلمة قاتلوا المشركين أمر اللهي واجب .
ومنها قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة ) . هذه الآية صريحة في قتال من قرب من الكافرين وأن الأمريكان وقد ولوا المسلمين في العراق على وجه ظالم ، إذ لا عهد ولا هدنة ولا أمان ، بل احتلال محض وغصب صرف ، فوجب مقاتلهم
وأما ما جاء في السنة :
قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( من قتل دون نفسه فهو شهيد ومن قتل دون ماله فهو شهيد . . ) وقد جاء الأمريكان ونالوا من النفوس ألآمنة المطمئنة والأموال المحرمة المصونة ، لا أحد يستطيع أنكار ( ولا أستسيغ ذلك ولكنه وجب ذكره ) اﻷغتصابات الكثيرة التي حدثت لنساء عراقيات على يد جيش الفساد الأمريكي . ولا ينكر أعمى بصر وبصيرة الفاجعة الأليمة التي حدثت في سجن أبي غريب . فكان قتالهم مشروعا بلا جدال ، ولا شك أن التعرض المقصود هو التعرض بما يصبب ضررا غيرمقبول ولا محتمل ، ومثل هذا حاصل لكل ذي عين ، بل لمن ليس له عيون أصلا .
كذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( من خير معاش الناس لهم رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله ، يطير على متنه كلما سمع هيعة ، أو فزعة ، . طار عليه ، يبتغي القتل والموت ، مظانة ) رواه مسلم .
بيان السيد الحائري حول الوضع بالعراق :
بمناسبة تدخّل أمريكا وأذنابها في العراق وسورية بدعوى تحجيم قوى الإرهاب
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
قال تعالى : ﴿قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو الله كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ الله وَالله مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة:٢٤٩].
وقال عزّ مِن قائل : ﴿قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى الله بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ﴾. [النحل: ٢٦].
يا أبناء شعبي الأبيّ ، ويا ورثة السلف الصالح من أتباع النبيّين والمرسلين ممّن كان هتافهم : ﴿كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ الله﴾ و (الجنّة تحت ظلال الأسنّة)... حريّ بأبيكم أن يرفع رأسه مفتخراً بما سطّرتموه من بطولات حميدة بجهادكم وصبركم المشكورَين ، سواءٌ في مقارعة العدوّ الكافر المحتلّ وإذلاله وطرده منكسراً، أو في دحر قوى الإرهاب وما يُسمّى بتنظيم (داعش) المعتدي الأثيم، أو في صبركم وتحمّلكم للقتل والتهجير وفقدان الأمن الناتج عن تواطؤ الأعداء ضدّكم في فتنهم الطائفيّة والقوميّة.
يا أبنائي الغيارى ... إنّ أمريكا رأس الشرّ الذي أسس للإرهاب والفتنة وصنع (داعش) في بلاد المسلمين لمقاصد دنيئة تستصرخ اليوم شياطينها في جدّة وباريس ـ بعد أن أدركت أنّ مكرها طفق يحيق بها ، وأنّ النار التي أوقدتها لفتنها أوشكت أن تهدّدها وتمتدّ الى ديار أعوانها ـ لتآمر خبيث ومكر كبّار تتفادى به مخاطر فتنة (داعش) أوّلاً، بالقضاء على صنيعتها ومن أمدّته بمال وعتاد ، ومن غضّت عينيها الحولاوين عن مشاهد جرائمه وسفكه للدماء طيلة الفترة الماضية بأسرها في سوريا والعراق ، وتهدف ثانياً للتمهيد لفتنة جديدة في عراقنا بدعم بعض وجوداته القوميّة أو الطائفيّة عسكريّاً وسياسيّاً مقدّمة لتقسيم العراق على أساس قوميّ وطائفيّ ، ولتواجد عسكريّ يعيد احتلالها لبلدنا وتدنيس مقدّساتنا ، ليكون مُناخ العراق مناسباً لتوجّهاتها وأطماعها.. في وقتٍ تجاهل فيه هذا العدوّ اللئيم: أنّ بلدنا بشماله وجنوبه واحد لا يتجزّأ، وشعبنا بكلّ قوميّاته واحد لا يتفرّق، واسلامنا بكلّ طوائفه واحد ، حيث تصطفّ اليوم قواتنا المسلّحة الشجاعة مع الحشود الشعبية العربيّة الغيورة دفاعاً عن أرض أهل الشمال الكرديّ ، وتقاتل الحشود الشعبية الشيعيّة الشجاعة دفاعاً عن المحافظات الغربية السنّيّة ، وقد فاته أيضاً: أنّ لبلد الأئمّة الأطهار (عليهم السلام) شعباً يتفانى من أجله ، وأنّ لهذا البيت ربّاً يحميه ، وهو القائل :﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ الله مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ فَلَا تَحْسَبَنَّ اللهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ﴾ [النحل: ٤٦و٤٧]. وهو القائل أيضاً : ﴿قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى الله بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لايشعرون﴾ [النحل: ٢٦]. بل إنّ تجربة الإذلال الاولى لقوات الاحتلال ومن ساندها لخير شاهد على ما نقول.
فيا أبناءنا في دوائر القرار البرلمانيّة والسياسيّة... اعلموا : أنّ مسندكم القويّ وقوّتكم الحقّة في مواقع الضعف وعندما يستخفّ بکم الأعداء تكمن في مدى تقواكم وتوکّلکم على الله تعالى ، وقد قال أصدق القائلین: ﴿إِنَّ الله يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا﴾ [الحجّ: 38]. ﴿وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ الله فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِه﴾ [التوبة:١١١]. وفي إخلاصكم لشعبكم ووفائكم للعهود التي قطعتموها على أنفسكم ، فإنّ هذا الشعب الذي جاء بكم بتضحياته وصبره لهو قادر على أن يمدّكم بالبقاء أو يأخذ بكم الى الاُفول والزوال ، فلا تأخذنّكم الغفلة أو الغرور.
یا أبنائي وأهلي وقومي ... في هذه الفترة العصيبة من تأريخ عراقنا المليئة بالفتن والأهواء، وفي هذا المنعطف الخطير الذي يمرّ به بلدنا العزيز، حيث تتراءى في الاُفق بوادر مخطّط أجنبيّ يريد لعراقنا الشرّ، ولمنطقتنا الفتنة والبلاء، اُوصيكم جميعاً:
أوّلاً: بالتوکّل على الله في كلّ الاُمور ، ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى الله فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ الله بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ الله لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ [الطلاق: ٣].
ثانیاً: بتوحید الصفّ والکلمة ، ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء: ٩٢].
ثالثاً: أن تكونوا على وعي كامل بمجريات الامور، ومراقبة ثاقبة للأحداث السياسيّة ولتحرّكات العدوّ العسكريّة ، لتكونوا على رصد تامّ لألاعيب الشيطان ومكائده ، وأن لا تتوانوا بمطالبة رجال السياسة وأصحاب القرار ـ وبإصرار ـ بعدم التهاون في حفظ مصالح الوطن: في سيادته ، واستقلاله ، ووحدة أراضيه، وكرامة شعبه ، ورفض أيّ شكل من أشكال التدخّل بشؤونه من قبل العدوّ وأذنابه.
رابعاً: لو ارتكب العدوّ حماقة اُخرى في إيجاد تواجد عسكريّ له على أرض الوطن وبأيّ مسمّىً كان ، فلابدّ من المبادرة لمواجهته وإذلاله ليلاقي ذات الخيبة والخسران الذي كان له في كرّته السابقة. واعلموا: ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ﴾ [آل عمران١٦٠].
(اللهمّ إليك رُفعت الأبصار، وبُسطت الأيدي، ودعت الألسن، وأفضت القلوب، وإليك نُقلت الأقدام، أنت الحاكم في الأعمال، فاحكم بيننا وبينهم بالحقّ وأنت خير الفاتحين)، والحمد لله ربّ العالمين.
هنا أنتهى كلام السيد الحائري . رغم يأتي شخص ولكن تأسيس جيش الأمام المهدي ( الذي هو أحد جهات المقاومة الشريفة في العراق ) لم يكن بإذن من السيد الحائري . نعم ولكن هل نسيت ما قلنا عن الجهاد الدفاعي ، ثانيا راجع كلام السيد جيدا وأنظر رأيه الواضح بأمريكا وسياستها ، وقف عند النقطة الرابعة وتأمل .
هل أفتى السيد السيستاني بحرمة قتال المحتل ؟
لكل عدو سياستة بالمعارك وخاصة إذا كان هذا العدو خسيسا كأمريكا ( وهنا أقصد الحكومة الأمريكية المحتلة ، لا الشعب ) فإن أساليبة ستكون بمستوى خسته إن لم تكن أكثر خسه .
فجآت هذه الفتوى الملفقة بحق السيد لتثني عزيمة المجاهدين وكذلك لتشق الصف بينهم من الشيعة والسنة . فالفرقه بينهم تصب بمصلحة المحتل ( فرق تسد ) . والسيد مما ذكر بحقه من بهتان هو براء منه .
على ما أعتمد جيش الأمام المهدي شرعيا بالجهاد :
1- بالعمل بالجهاد الدفاعي ، كما بينا أعلاه . سألت مره أحد أفراد جيش المهدي حيث رأيته صغير بالعمر وبان لي من كلامه أنه لم يرتد المدرسة أو كان تاركا لها فقلت له ؛ كيف تقاتلون الأمريكان بدون فتوى أو أمر بالجهاد ؟ فأجاب بالعامية بما معناه ؛ يا عمو لو دخل حرامي على بيتك أو مهاجم لغرض ما ، فهل تنتظر أخذ أظن الحاكم الشرعي لتدافع عن نفسك ! . رغم إن كلامه يصب كأستدلال في الجهاد الدفاعي الخاص إلا أنه لا يخلو من كونه حجه . وهذا المثال ليس هو الأستدلال أنما ذكر للتبيان . والأستدلال واضح بمقدمة الكلام ، في هذه النقطة .
2- وصية السيد الشهيد محمد الصدر ( لقاء الحنانة ) والذي يذكر به بإن الشعب بحاجة الى قائد أكثر مما بحاجة الى مرجع . وقد ظهر القائد فعلا بشخصية السيد مقتدى الصدر . وكانت القيادة حكيمة والحمد لله ومن يرى غير ذلك إنما هو بعيد عن السيد القائد أو هو مبغض له . وفي ذلك كلام وأستدلالات يطول شرحها ، كما أنها ليست في مجال بحثنا هنا .
تحيتي لكل المجاهدين من كافة المذاهب والأديان . وآجر الله الأحياء منكم وتغمد شهدائكم بالرحمة والمغفرة ، أنه سميع عليم . والحمد لله رب العالمين .
أستعنت ب :-
كتاب منهج الصالحين للسيد الشهيد
بيان للسيد كاظم الحسيني الحائري
مقتطفات من خطبة لأحد المجاهدين
من أخواننا ( انفسنــــا )أهلالسنة
والسلام عليكم ورحمة الله .
الفقير : جواد الزهيراوي