لا يوجد خطأ مطبعي في العنوان، كما لا أقصد التلميح إلى نظرية المؤامرة المحببة لدى البعض (إن ايران تدعم داعش ... إلخ)
داعش .. لم تنبثق قطعا من ايران أو غيرها.. بل انبثقت من الفكر الإسلامي المتشدد المعادي لفكرة التشيع، و وغذتها غياب سطوة القانون في العديد من مناطق العالم، ولكن أيضا غذاها أمر آخر هو التشدد الموجود لدى الكثير من أفراد الشيعة انفسهم، واستمدت قوتها من ذلك.
مشكلة الكثير من أفراد الشيعة، هي نفسها مشكلة داعش، و هي نفسها مشكلة اليهود في السابق .. مشكلة الاعتقاد بالـ Uniqueness أي الإعتقاد بالتفرد، .. شعب الله المختار.. فكل من هو مثلهم (او يدعي انه منهم) فهو فريد مثلهم، و كل من خالفهم ولو قليلا فهو ربما لا يستحق الحياة.
قد أكون مبالغا بعض الشيء ؟ لا أتصور ذلك، رغم إن هؤلاء الأفراد مربوطين بأصل فكرة التشيع، القائمة على البحث عن الحق، ورفض الظلم، و الحب لكل البشرية والخوف عليها من الانجرار نحو الفساد، .. فهذا ما عرفه الشيعة وتناقلوه عن الأئمة المعصومين (عليهم السلام) .. ولكن المشكلة لما تتعاظم فكرة (إنهم هم الوحيدين على الحق) وبالتالي وتنحرف عن مسارها إلى فكرة (شعب الله المختار) ثم إلى التشدد وهذا ما يجعل الآخرين (من غير الشيعة او غير المسلمين) ينفرون منهم.
فما كان المفروض ان يحصل هو: إن أفراد الشيعة الآن مؤيدون من كل العالم في حربهم ضد داعش من الشعوب الاوربية والغربية التي يروى في كتب الشيعة (إنها ستدخل الاسلام دون قتال) عند ظهور (الإمام المهدي عليه السلام) ولكن هذا ليس ما يحصل الآن .. فشعوب العالم لا ترى في الشيعة إلا أفراد متشددون مثل غيرهم.
هذا يدل على إن الإمام المهدي، سيأتي ويتصرف بطريقة تخالف ما موجود الان لدى أفراد الشيعة الآن، و من هنا، يجب على أفراد الشيعة أن يراجعوا انفسهم، لماذا هم وحيدين الان ولا تساندهم البشرية على الأقل في حربهم ضد داعش.
ومن ثم ستأتي ردود الشيعة: (هؤلاء الاستكبار العالمي، الغرب الكافر إلخ ..)
و هنالك من يحاول ان يكون موضوعيا ويقول (هم لم يعرفوا حقيقة الشيعة ليكونوا معهم)
وهنا سأجيب على الرد الأخير .. فماذا فعل أفراد الشيعة لكي يعرف العالم حقيقة التشيع ؟
الشتائم، التشدد، أغاظة الطرف الاخر عبر اهانة ما نشأ على تقديسه، التطرف في الشعائر ولو كانت مشوهة للدين، التعصب لمن يسمى (شيعي) وإن كان ظالما او فاسدا، (ما دام يضرب بيد او لسان من حديد الاطراف الاخرى) ، ارتكاب كل ما ينفر بني البشر من ان (يكون شيعيا) او على الأقل ان يساندهم في حربهم مع المتطرفين الآخرين
العالم .. قد تغير .. ما كان فعله صحيحا قبل 15 سنة، فهو الآن ليس بصحيح، .. اذا كان هدفك ان تنال الرحمة الإلهية كل البشرية .. فيجب أن تفعل كل ما بطاقتك لكي تدعو الناس بالحكمة والموعظة الحسنة أن يكونوا افرادا صالحين، و أن تبين لهم ماهو الإسلام، حتى يدخلوه بملء إرادتهم.
اما داعش، .. فهي مجرد محاولة من الطبيعة البشرية لموازنة معادلة التشدد هذه .. و الأرواح البريئة التي نخسرها كل يوم، هو نتيجة أخطائنا نحن بالدرجة الاولى... لماذا نحتاج للقتال اصلا لو كنا منذ البداية على طريق الحب لكل البشرية
الشيعة، من المفترض إن المفردة هي مختصر لـ (شيعة علي بن أبي طالب)، وعلي بن أبي طالب لم يكن احد ليكون من شيعته لو لم يكن على الحق، يعني هم شيعة الحق يدورون معه أينما دار ، ولكن الان الأمر قد تغير، والشيعة الان لا يعنى بها من يكون مع الحق بالضرورة، بل صار مذهبا، و صارت الشيعة طائفة متشددة، وصارت مفردة تطلق على أفراد الكثير منهم ليس على حق في تصرفاتهم وافعالهم.
ولا يوجد دليل أوضح من التعصب الموجود لدى افراد الشيعة، إلا الاختلافات بين ابناء الشيعة أنفسهم، فكل فئة تظن إنها على حق، وغيرها على باطل على الرغم من إن الجميع يذهبون لزيارة الإمام الحسين (عليه السلام)
ومن سيرد غاضبا على مقالي هذا، .. فهو سيغضب لأن (من أعداء الشيعة من سيتخذ هذا الموضوع نقطة على الشيعة)
و أنا أقول .. إن كنت تريد رضا الله حقا، .. فلن تغضب من أن تثار (نقاط) على مذهبك، .. بل تتفكر بها وتحاول اصلاحها، إن اردت الاصلاح.
كفروني إن اردتم فلا يهمني، فانا لست خطيبا يخشى قول الحقيقة لأنه يخاف من خلو مجلسه، او اغلاق برنامجه