لقد كان لفرس الحسين دورا بارزا في المعركه ولقد اثبت وفاءه للامام وكان " ذو الجناح " هو اسم فرس الإمام الحسين الذي ركبه يوم عاشوراء سمي بذي الجناح لسرعته.
قال صاحب المناقب ومحمد بن أبي طالب : قُتل الحسين عليه السلام باتفاق الروايات يوم عاشوراء عاشر المحرَّم ، سنة إحدى وستين ، وهو ابن أربع وخمسين سنة وستة أشهر ونصف. قالا :
وأقبل فرس الحسين عليه السلام وقد عدا من بين أيديهم أن لا يؤخذ ، فوضع ناصيته في دم الحسين عليه السلام ثم أقبل يركض نحو خيمة النساء ، وهو يصهل ويضرب برأسه الأرض عند الخيمة حتى مات. ويصف لنا التاريخ حال هذا الفرس بعد استشهاد الإمام الحسين عليه السلام :
بعد سقوط الإمام الحسين عليه السلام على الأرض صار هذا الفرس يذبّ عنه ويهجم على فرسان العدو وقتل جماعة منهم (المناقب لابن شهر أشوب 4: 58).
بقى الامام الحسين عليه السلام على ظهر الفرس غاية جهده، واستمر يحارب ويقاوم لكنه سقط آخر الأمر من على ظهر الجواد على أرض الطفوف ويقال ان الفرس انحنى الى الارض ليهبط الامام الى الارض.
بعد مقتل الإمام لطّخ الفرس ذؤابته بدمه، وتوجه نحو الخيام وهو يصهل ويضرب الأرض برجله ليخبر أهل البيت باستشهاده، فعرفت النساء مقتل الإمام وعلا صراخهن (بحار الأنوار45: 60).
قال الراوي: خرج مع ذلك السهم ثلثا كبد ابي عبد الله، خر صريعاً الى الارض، جعل جواده يدور حوله ويأخذ عنانه بأسنانه ويضعه بيد الحسين عليه السلام مشيراً إليه بالقيام فلما رأى الجواد أن الحسين لا قابلية له على النهوض، خضَّب ناصيته بدمه ثم أقبل نحو المخيم يحمحم ويصهل صهيلاً عالياً يقول:
الظليمة الظليمة لأمةٍ قتلت ابن بنت نبيها، ما ان وصل إلى المخيم خرجن بنات رسول الله لاستقباله وقد ظنن بأن الحسين عليه السلام عاد مرة ثانية، خرجن وبينهن زينب، نظرن وإذ بالجواد خالٍ من راكبه. وقال بعض الرواة : وأقبل الفرس يدور حوله عليه السلام ويلطخ ناصيته بدمه فصاح ابن سعد دونكم الفرس فإنه من جياد خيل رسول الله صلى الله عليه وآله فأحاطت به الخيل فجعل يرمح برجليه حتى قتل أربعين رجلا وعشرة أفراس ، فقال ابن سعد دعوه لننظر ما يصنع فلما أمِن الطلب أقبل نحو الحسين عليه السلام يُمرغ ناصيته بدمه ويشمه ويصهل صهيلا عالياً ، قال أبو جعفر الباقر عليه السلام كان يقول :
الظليمة ، الظليمة ، من أمة قتلت ابن بنت نبيها ، وتوجه نحو المخيم بذلك الصهيل و جاء في بعض الأخبار أن فرس الإمام هام على وجهه بعد استشهاد الإمام وابتعد عن النساء وألقى بنفسه في نهر الفرات واختفى (تذكرة الشهداء لملا حبيب الله الكاشاني:353)
وجاء في رواية أخرى أن هذا الفرس كان يتمتم من بعد مقتل الحسين ويقول: "الظليمة الظليمة لأمة قتلت ابن بنت نبيها" (بحار الأنوار 44: 266)
فعن المنتخب نقل أنه لما قتل الحسين عليه السلام، جعل جواده يصهل ويحمحم ويتخطى القتلى في المعركة واحداً بعد واحد، فنظر إليه عمر بن سعد (لعنه الله)، فصاح بالرجال: خذوه وأتوني به، وكان من جياد خيل رسول الله (صلى الله عليه وآله.
قال: فتراكضت الفرسان، فجعل يرفس برجليه ويمانع عن نفسه ويكدم بفمه حتى قتل جماعة من الناس ونكس فرساناً عن خيولهم، فلم يقدروا عليه، فصاح ابن سعد: ويلكم، تباعدوا عنه ودعوه لننظر ما يصنع ، فتباعدوا عنه ، فلما أمن الطلب جعل يتخطى القتلى ويطلب الحسين عليه السلام، حتى إذا وصل إليه جعل يشم رائحته ويقبله ويمرغ ناصيته عليه، وهو مع ذلك يصهل ويبكي بكاء الثكلى، حتى أعجب كل من حضر.
وعن عبد الله بن قيس: سمعتُ أمير المؤمنين عليه السلام يقول يوم صفين وقد حبس الأعور السلمي الماء على الناس، فلم يقدروا عليه ولا على جرعة منه، فبعث الحسين عليه السلام في خمسمائة فارس فكشف الناس عن الفرات، فلما رأى ذلك قال: معاشر الناس، إن ولدي هذا الحسين يقتل في بطن كربلاء عطشاناً، وينفر فرسه ويحمحم ويقول في حمحمته :الظليمة الظليمة من أمة قتلت ابن بنت نبيهم، وهم يقرؤون القرآن الذي جاء به إليهم".
وعن الجلودي: أنه لما صُرع الحسين عليه السلام جعل فرسه يحامي عنه، فيثب على الفارس فيخبطه عن سرجه ويدوسه، حتى قتل الفرس أربعين رجلاً، ثم تمرغ في دم الحسين وقصد الخيمة وله صهيل عالٍ ويضرب بيده الأرض.
قال أبو مخنف: ويقول في حمحمته "الظليمة الظليمة من أمة قتلت ابن بنت نبيها"، فتعجبوا من ذلك وصار يطلب الخيم ويصهل صهيلاً عالياً، وقد ملأ البرية من صهيله حتى قرب من الخيم.
منقول