قصه قصيره قرأتها فاستوقفتني ،، فأحببت مشاركتكم إياها
كل البدايات تؤدي إلى نهاية واحدة..
أصبحت اعرف كل دروبها هاته الحكايا…
لفرط ما سمعتها حينا من أفواه الصديقات و حينا شاهدتها بأم العيان و حينا كنت أنا بطلتها أصبحت أحفظها عن ظهر قلب .. اعرف الكلمات التي تقال ..تقاسيم الوجوه ..ملامح الخيبة .. أصبحت من أول كلمة مع رجل يدعي الاهتمام بي أفكر بيني و بين نفسي " سيقول كذا و كذا حين تأتي النهاية ..ترى ماذا سيرتدي يومها ..و أين سيكون لقائنا الأخير ..هل ستكون قصة قصيرة أم طويلة ..هل سيكون هناك من قتلى عدا قلبي .."و ابدأ في تحضير نفسي ..اشتري ثوبا جميلا ليوم الفراق ..أجمل من ذاك الذي التقيته به للمرة الأولى ..أريد أن أبدو رائعة في حضرة الحزن .. اخبأ هداياه في صندوق قريب لإعادتها له .. أضع له اسما عابرا في مفكرة هاتفي حتى لا أحفظه ..لا أغني له شيئا كي لا تذكرني أغنية ما به ...ابتسم له كثيرا فكم من صباحات سيتذكر ابتسامتي و ينسى وجهي الحزين ..لا أبكي .. لا بكاء على الراحلين بمحض إرادتهم ..نحن نبكي الموتى فقط فربما أرادوا البقاء ..
كل البدايات تأخذني إليها تلك اللحظة التي يتلعثم فيها ادم أمامي و يقول " أنت رائعة, أنت مختلفة..مرحة..ذكية ...." و سلسلة كلمات طويلة ليقول بعدها تلك الكلمة التي قتلت في شخصي كل النساء ، تلك الكلمة التي حين تقال يتوقف القلب لجزء من الثانية عن الخفقان و يسترد الوجع أنفاسه ، و ينكسر في النفس شيء من أمل ..
"لكن " لا يهم ما الذي يقال بعد هاته "لكن" , الزمن الأنثوي يتوقف هناك ..العقل و القلب و الجوارح تبقى معلقة بين السماء و الأرض للحظات ..تشاهد رجلا من رماد يحرك شفتيه !
عندما ينتهي كل شيء ما فائدة التبريرات و الدعوات بغد أجمل و بفارس أحلام أفضل و أروع ..عندما ينتهي كل شيء لما لا يرحل ادم بصمت و يجنبنا موعد آخر للقاء الموت وجها لوجه ثم محاولة الحياة من جديد ..كم من ثوب آخر علي أن أشتري..كم من مرة على أن أملأ صندوق الهدايا ثم افرغه.. كم من صورة علي أن اخبأها بين الكتب يمين موقدنا لأحرقها "قريبا" ..كم من رسائل أخرى سأكتبها و أمحوها لأنساها..كم من ذكريات ستكون "المؤودة القادمة " بسم "الجبن" لا بسم الجوع" في هذا الزمن .
في عصرنا لا نموت جوعا و بردا بقدر ما نموت قهرا و إن كنت على قيد الحياة لحد الآن فلان جرعات القهر التي تخبأها الأيام لي لم تنته بعد و بجب على كل أنثى لن تستوف حقها قهرا قبل الموت الأخير !
ماعاد لي شغف بالحياة ..صرت أنثى من ورق ..الكتب من حولي و الأوراق البيضاء املآها بالخربشات ..اربي قطة أشعر أنها تحبني و أخاف أن تتركني يوما ..كل من يحبوننا و نحبهم يرحلون في لحظة مفاجئة ! أقدم لها الحليب و أقول لها: "على الأقل أنت لن تقولي شيئا إذا رغبت في الرحيل .. ستخرجين من النافذة و لن تعودي ..سأنتظرك أياما فاتحة نافذتي و البرد شديد ثم في نوبة يأس أغلقها ..في كل الأحوال سترتاحين مني و من صوتي المزعج و أنا أقلد "فيروز" ههه" و انفجر بالضحك و بالبكاء .
في بيتي اعلق صورا كثيرة للورود و على طاولتي لا تجد وردة واحدة ..لفرط ما أهدوني ورودا صرت أخافها ..أصبحت أسلحة في نظري..وردة يهديها رجل هي وعد بالذبول .. لذا أريد للورود الحياة في اللوحات و كلما وضعت وردة في يدي أسرع و اهديها لأول مار بالطريق ..لا أريد لها أن تذبل أمامي .لست بحاجة لصورة موت جديدة .
على ذكره ..غدا لدي موعد مع موت جديد أعرف كل ما سيقال لكنني سأدعي بأنني تفاجأت و لن أقول كلاما كثيرا سأبقى فقط مبتسمة و الريح تجلدني ..أحب لقاتلي أن يتذكر ابتسامتي فقط ..أحب لي الموت واقفة ..ففي عالمنا الموبوء كل البدايات تؤدي لنهاية واحدة..
لا داعي للحزن يا امرأة تضرب بعصبية على مفاتيح لوحة الكمبيوتر هي مثلك أنثى ليست رجل رفقا بها !! هيا الى خزانتك اختاري ثوبا جميلا اخر ..كوني جميلة غدا و انت تموتين .