اقرأ كثيرا وتمتّع بعمر مديدمن المثبت إحصائياً أنّ "العلم" وارتفاع المستوى الأكاديمي للأشخاص يحصّنهم من الإصابة بالعديد من الأمراض ويحسّن من سويّة حياتهم الصحيّة، إذ أنّ الرابط بين التعليم وبين انخفاض خطر التعرّض للعديد من الأمراض المميتة يدخل في صميم الأدبيّات الطبيّة الحديثة، إلا أنّ آخر الدراسات تقدّم أيضاً نقطة جديدة، إنّ إضافة القليل من العلم إلى الرصيد الشخصي يكفي ليمنح حياةً أطول.
ووجد الباحثون في هذه الدراسة أنّ زيادة سنة إضافيّة واحدة إلى سنوات الدراسة الأساسيّة، يقي الإنسان من العديد من الأمراض المميتة ويمنحه حياةً أطول، وهو ما يقدّم كشفاً مذهلاً حول تأثير "القليل من العلم" في الحدّ من خطر الموت، خصوصاً وأنّ الفرق هنا بين "الأكثر علماً" و"الأقلّ علماً" لا يتعلّق بالمستوى الاقتصادي، بل بفروقات معرفيّة فقط، فهذه السنة الإضافيّة لم تمنح الأشخاص دخلاً إضافياً أو مستوى حياتياً أكثر رفعة يحصّنهم من الأمراض، بل إنّ "العلم" وحده هو ما منحهم حياةً أطول، كما تثبت الدراسة.
تبدأ قصّة دراستنا التي نشرت في مجلّة "بي ان أي اس" حينما أضافت السويد قبل حوالي خمسين عاماً سنة إضافيّة إلى التعليم الإلزامي ليصبح تسع سنوات (بدل ثمان)، حيث تمّ تطبيق هذا النظام التعليمي الجديد على بعض الأطفال الذين ولدوا بين عامي 1943 و1955 (أكثر من مليون طفل)، بينما درس بعضهم الآخر وفقاً للنظام القديم (ثمان سنوات) لأنّ الحكومة السويديّة ارتأت حينها تطبيق النظام الجديد على مراحل في البلديات المختلفة، وهو ما سمح لباحثينا إجراء مقارنة بين المجموعتين بعد جمع معلومات عن أعمار الوفيّات وأسبابها بين هؤلاء الطلاب حتّى عام 2007، حيث مات أكثر من تسعين ألف طالب من هؤلاء خلال فترة المتابعة التي استمرّت لـ58 عاماً.
وأظهرت نتائج الدراسة انخفاض نسبة الوفيّات بعد سنّ الأربعين عند المجموعة التي تلقّت تسع سنوات من التعليم الإلزامي مقارنة بالطلاب الذين انطبق عليهم النظام القديم (تمان سنوات)، كما انخفضت نسبة الوفيّات بفعل السرطان والحوادث بفعل هذه السنة الإضافيّة، وبالنسبة للطالبات من الإناث خصوصاً، فقد كنّ أقلّ عرضة للموت نتيجة أمراض القلب الإقفاريّة.
يعلّق الدكتور "مارك كولين" البروفيسور في جامعة "ستانفورد" على هذه النتائج بقوله: "تضيف هذه الدراسة دليلاً قوياً بأنّ فرض سنوات إضافيّة على الدراسة كما التعليم العالي له تأثير فاعل في زيادة سنوات الحياة"
ويضيف ناصحا "ينبغي عليك ألا نقلل من القيمة المباشرة لتعليمك في اكتسابك للمعلومات واستخدامها لخدمة صحّتك"
لذا فإنّه، ومع اقتراب موعد الامتحانات، أصبح هناك مبرّر إضافيّ لتهنئة الطلاب بإنهاء سنة دراسيّة جديدة، إنّها بحدّ ذاتها تمنحهم سنوات أطول في هذه الحياة.(إيفارمانيوز)