في عصرنا الحالي يحكم الوعي الأنثوي عقول الناس ويسود نظام الأمومة. ويمكننا أن نهز أكتافنا ونتساءل :" حسناً، وماذا في ذلك ؟ أين المصيبة ؟".
إذا أخطأت في تحديد موقعك، فإنك لن تصل أبداً إلى حيث تريد. فتنطلق في رحلتك ولا تصل، بل إنك تعود إلى حيث انطلقت. فكر: ألا يتشكل لديك انطباع في الآونة الأخيرة بأنك تعود إلى حيث بدأت ؟
الرجل يفترض أنه يعيش ويفكر بعقله الذكري، ويبدأ بالتصرف راغباً في إحلال النظام، ويظن أنه في المركز وأن القوة إلى جانبه، وأنه ما زال يتحكم بسير الكون. ولكن الوعي الأنثوي سكنه منذ زمن بعيد، ومعه النظرة الأنثوية إلى العالم والقيم والمزايا الأنثوية. وعوضاً عن التواجد في المركز، هو يتواجد منذ زمن على الهامش، وروحه منذ زمن بعيد لم تعد قادرة على التأثير في المادة تأثيراً مباشراً. ففي كل مكان تسود الديمقراطية والمساواة وكُلٌ يعيش على هواه ويتحكم بحياته.
وهكذا يبدأ الرجل... ويعود إلى حيث بدأ. إنه يعود إلى نفسه، إلى الفوضى. فهو لكونه داخل العقل الأنثوي، يخلق الفوضى من حوله ويعود إليها، وليس في مقدوره خلق أي شيء آخر. هل تفهم الآن لماذا يتم القضاء على الطبيعة؟
منقول