مصور مثير للجدل.. مفهوم التصوير عنده مختلف عن باقي المصورين المحترفين، هو لا يريد أن يخفي أجزاء من الصورة ولا يريد تغيير الواقع، بل هدفة اظهار الواقع كما هو، بجماله وبقبحه، صور حقيقية لأناس حقيقيين.
إذ يقوم المصور بروس غيلدين بتصوير حياة الناس في الشارع، منهم من تلقى كدمات بوجهه، ومنهم من خسر أسنانه، ومنهم من لم يستحم لأيام، فيعتقد بروس أن صور هؤلاء الأشخاص مثيرة للاهتمام أكثر من الصور المثالية لأشخاص يحبون أن يظهروا بشكل مثالي.
وبحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية، التقط غيلدين صوره في الولايات المتحدة الأمريكية وفي المملكة المتحدة، ويختار غيلدين أبطال صوره من الشارع، ويختار من يشاء بحسب نظرته وهدفه من الصور.
وكشف غيلدين أن هؤلاء الأشخاص يشعرون بسعادة بالغة، اذ أغلبهم وحيدون لا يعرفون أحداً في هذا العالم ولا أحد يكترث لهم، هم منبوذون تقريباً.
ولا ينسى غيلدين امرأة صورها في إنجلترا وكانت مشردة ولديها سن واحد فقط، تفاجئت عندما شاهدت صورتها وقالت: “كم أنا جميلة!”.
وأكد غيلدين أن صوره لا تخضع لأي تعديل بعد التقاطها، فالهدف منها أن تكون واقعية، ويحرص غيلدين على موافقة أبطال كتابه قبل نشر صورهم في الكتاب، ويضطر أحياناً الى التقاط أكثر من صورة لنفس الشخص ليصل الى الصورة المطلوبة والتي تكمل صفحات كتابه، وأكثر ما يهمه هو نظرات العيون.
وتلقى غيلدين انتقادات عديدة بخصوص هذه الصور، حيث قال البعض أن تعريض صور هؤلاء الأشخاص للسخرية هو ليس أمراً جميلاً.
ولكن يصر غيلدين على نشر الصور ويؤكد أنه سيقف بجانب هؤلاء الأشخاص وأنهم أشخاص ضعيفون يجب القاء الضوء عليهم وعلى حياتهم، فهنالك تفاوت كبير بين الأغنياء والفقراء اليوم، فالفقراء يزدادون فقراً والأغنياء يزدادون ثراء.
ويحب غيلدين وجوه الأشخاص المكافحون في الحياة، فهنالك جمال خاص يوضح سنين التعب والشقاء، وأغلب الأشخاص يوافقون على نشر الصور بدون تردد.
ويلخص المصور هدفه من هذه الصور، بأن الانسان يجب أن يطلع على الأشياء الخاطئة في الحياة حتى يتمكن من تصحيحها والا فانه لن يعلم بها، وهكذا هو حال الفقراء، يجب أن نعرض صورهم للعالم حتى يتغير وضعهم للأفضل.
تم النقل