السلام عليكم
المقدمة :
انبِطاح: ( اسم ) مصدر انْبَطَحَ
انْبِطاحُ الرَّجُلِ : اسْتِلْقاؤُهُ على وَجْهِهِ ذَليلاً
ما هَذَا الانْبِطاحُ يا رَجُلُ : لِباسُ ثَوْبِ الْمَسْكَنَةِ والذُّلِّ
انبَطَحَ: ( فعل )
انبطحَ ينبطح ، انبِطاحًا ، فهو مُنبطِح
انْبَطَحَ الرَّجُلُ : اسْتَلْقى على وَجْهِهِ
ما كانَ لَهُ أَنْ يَنْبَطِحَ بِهَذَا الشَّكْلِ : أَنْ يَنْطَرِحَ على وَجْهِهِ ذَليلاً
انْبَطَحَ الْمَكانُ : اتَّسَعَ
انبطح الوادي : انبسط
أما بعد :
يبدو أن السكوت على شي لا يعني أكثر من القصد من السكوت لذلك اتجهت سياستنا إلى التفرد والانبطاح بزمن تكالبت عليه النوايا والبلايا ...
يبدو أن الانطراح على الوجه ليس حديثاً فكما عرف من الشعب العراقي كان أعظم من ذلك ...
أم قد يكون الأمر ليس متعلق بمن يقود المركبة بل الذين صعدوا المركبة هم من أمر السائق أن يقودهم إلى حيث يرقبون لذا لا تتعلق المسؤولية جميعها على من كلف بالقيادة بل هم الذين سمحوا لهستريا الحاضر أن تسيطر على أفكارهم وتنقلها إلى عالم الانفراد والاستقلالية لتعلن بعد ذلك بمرحلة مزعومة من الكذب والخداع تحسب أنها انطلت على رؤوس الخنافس النائمة ... وفعلاً انطلت و كونت هذه الخنافس ما يعرف بجحر الانتصار والقوة والشعور بالأغلبية المطلقة والتي استمدها من الشعب النائم ...
بين أركان العذاب والجروح شعب يعاني من الألم المستمر وما زال مستمر وسمفونية الوتر الداعشي تعزف بين أركانه في كل لحظة لتنشر ضجيجاً يصدع قوب العراقيين وتذهب بمن يحب نحو الهاوية ... تلك ألحان الموت التي ما زالت تقطر على ورق الخريف المصفر والمظلم الدامس هي مرحلة التموج الفكري نحو صواعق العقود المتعجرفة لصنع الشنيعة اتجاه شعب عانى ما عانى من الحرامان والتقييد ...
يبدو أن الأمر لا يتعلق بالانبطاح ذاته بل القصد من الانبطاح والهدف منه هل لمصلحة شخصية أم مصلحة عامة (أكيد لا) ...
لذا مصطلح الانبطاح قد يبدو حديثاً إلا إنه قديم المعنى ... مثلاً يستخدمه العسكريون في التدريب بمعنى الاستلقاء على الوجه أو البطن لتجنب الضرر المحدق بالشخص ذاته ... لذا ظهر التطابق الجديد ولكنه من نوع آخر فهذا الانبطاح الجديد لا يتعلق بالأمن وحده بل بوحدة شعب ومستقبله وهو الانبطاح السياسي والذي أخذ نصيبه من النقد والتصريحات المعبرة والهادفة .... فإن سلوكاً كهذا يعد جريمة مقصودة مقترفة بحق الشعب العراقي خصوصاً أنها تأتي من منصب القيادة العظمى للشعب وهو شي كبير يتمثل بخيانة للأمانة التي كلف بها القائد ...
أنا أعتقد أن هذا المصطلح بات على وشك الاندثار ولكن بالانتظار فقد يظهر بعد في زمن قادم والله أعلم ...
فعندما فتحت نافذة الإصلاحات بدأ الشعب يتنفس الهواء الذي خزنه الانبطاحيون في سكوتهم بدأ يشرق نسيم ويمر بطريقهم فقد أصبحوا أكثر حرصاً وانتباهاً على مستقبلهم وتمكنوا من السيطرة على سحر التنازع والانفراد ليتمكنوا من فك القيود الحزبية والعنصرية والتي قيدتهم عقداً كاملاً ...
لا شك أن السيل سوف يجرف كل من جلس أمامه ...
وسيظهر الحق من الباطل ...
ومن هو المسؤول ...
عن المرحلة ...
السابقة ...
...
.
بقلمي
عراق الاحبه
تنقيح الاستاذ
شيفرة دافنشي