نزار القباني
إنّي تَعِبْتُ من التفاصيل الصغيرَهْ.. |
ومن الخُطُوط المستقيمةِ.. والخطوطِ المستديرَهْ... |
وتَعِبْتُ من هذا النفير العسكريِّ |
إلى مطَارَحَة الغرامْ |
النَهْدُ.. مثلُ القائد العربيِّ يأمُرُني: |
تَقَدَّمْ للأمامْ.. |
والفُلْلُلُ الهنديُّ في الشفتينِ يهتُفُ بي: |
تقدَّمْ للأمامْ.. |
والأحمرُ العِنَبِيُّ فوق أصابع القَدَميْنِ.. يصرخُ بي: |
تقدَّمْ للأمامْ.. |
إنّي رفعتُ الرايَةَ البيضاءِ ، سيّدتي ، بلا قيدٍ ولا شرطٍ، |
ومفتاحُ المدينة تحت أمرِكِ.. |
فادْخُليها في سَلامْ.. |
جَسَدَي المدينةُ .. |
فادخلي من أيِّ بابٍ شئتِ أيَّتُها الأميرَهْ.. |
وتصرّفي بجميع ما فيها .. ومَنْ فيها.. |
وخَلِّيني أَنَامْ.. |
2 |
كيف أُميِّزُ الألوانَ؟ |
وتضخّمُ الإحساسَ بالأشياءِ.. |
3 |
مايا تُغنّي – وهي تحت الدُوشِ- أغنيةً من اليونان رائعةً.. |
وتضحكُ دونما سببٍ.. |
وترضى دونما سببٍ |
مايا تناديني.. |
لأُعطيها مناشفَها.. |
وأُعطيَها خواتمَها الملوَّنةَ المثيرَهْ |
وأنّها ما قاربتْ أحداً سوايا... |
وأنا أصدّقُ كلَّ ما قالَ النبيذُ.. |
وكلَّ ما قَالَتْهُ مايا.. |
4 |
مايا على (المُوكِيتْ ) حافيةٌ.. |
وتطلبُ أن أساعدَها على ربط الضفيرَهْ |
وأنا أواجهُ ظَهْرَها العاري.. |
طفلٍ ضائعٍ ما بين آلاف الهدايا.. |
5 |
والبحرُ من ذَهَبٍ .. ومن زَغَبٍ.. |
وحَوْلَ عَمُودِها الفَقَريِّ أكثرُ من جزيرَهْ |
من يا تُرى اخترعَ القصيدةَ والنبيذَ وخَصْرَ مايا... |
مايا لها إبْطانِ يخترعانِ عِطْرَهُما.. |
في انحناءات الشُعُورِ.. |
وأرسو كلَّ ثانيةٍ على أرضٍ جديدَهْ.. |
مايا تقولُ بأنني الذَكَرُ الوحيدُ.. |
وإنها الأُنثى الوحيدَهْ.. |
وأنا أصدّق كلَّ ما قال النبيذُ.... |
وكلَّ ما قالتهُ مايا... |
مايا لها نَهْدَانِ شَيْطَانَانِ هَمُّهُمَا مخالفةُ الوصايا.. |
وماكرةٌ .. وطاهرةٌ.. |
وتحلو حين ترتكبُ الخَطَايا... |
الحرُّ في تَمُّوزَ يجلدني على ظَهْري.. |
فكيف يمارسُ الانسان فنَّ الحبّ في عِزِّ الظهيرَهْ؟ |
والموتَ في عِزِّ الظهيرَهْ.؟ |
7 |
وتروي لي النوادرَ والحكايا.. |
وحاضرةً.. وغائبةً.. |
وواضحةً.. وغامضةً.. |
فَتَخْذِلُني يَدَايَا.. |
مايا مُبَلَّلَةٌ وطازَجةٌ كتُفَّاحِ الجبالِ.. |
وعند تَقَاطُع الخُلْجَان قد سَالَتْ دِمايا.. |
مايا تكرِّرُ أنها ما لامستْ أحداً سوايا.. |
وأنا أصدِّق كلَّ ما قالَ النبيذُ.. |
8 |
مايا تفتّش عن فريستها كأسماكِ البحارْ.. |
9 |
هذي شواطيءُ حضْرَمَوْتَ.. |
وبعدَها.. تأتي طريقُ الهِنْدِ.. |
إنَّ مراكبي دَاخَتْ.. |
وبين الطُحْلُب البحريِّ والمَرْجَانِ.. |
تَنْفَتِحُ احتمالاتٌ كثيرَهْ.. |
ماذا اعتراني؟ |
مايا تُناديني.. |
والتوابلُ.. |
والبَهَارْ.. |
هذا النبيذُ أساءَ لي جدّاً... |
فَمَتى سأتّخذُ القرارْ.؟ |
مايا تُغنّي من مكانٍ ما.. |
ولا أدري على التحديد أينَ مكانُ مايا.. |
كانَتْ وراءَ سِتَارة الحمَّام ساطعةً كلؤلؤةٍ.. |
وحوَّلَها النبيذُ إلى شظايا... |
11 |
مايا تقولُ بأنها امرأتي.. |
ومالكتي.. |
وتحلفُ أنّها ما ضاجعتْ أحداً سوايا.. |
ورُبْعَ ما قالتْه مايا.. |
والتوابلُ.. |
والبَهَارْ.. |
هذا النبيذُ أساءَ لي جدّاً... |
فَمَتى سأتّخذُ القرارْ.؟ |
مايا تُغنّي من مكانٍ ما.. |
ولا أدري على التحديد أينَ مكانُ مايا.. |
كانَتْ وراءَ سِتَارة الحمَّام ساطعةً كلؤلؤةٍ.. |
وحوَّلَها النبيذُ إلى شظايا... |
11 |
مايا تقولُ بأنها امرأتي.. |
ومالكتي.. |
ومملكتي.. |
وتحلفُ أنّها ما ضاجعتْ أحداً سوايا.. |
وأنا أصدِقُ كلَّ ما قالَ النبيذُ.. |
ورُبْعَ ما قالتْه مايا.. |
والتوابلُ.. |
والبَهَارْ.. |
هذا النبيذُ أساءَ لي جدّاً... |
وأَنْساني بداياتِ الحوارْ.. |
فَمَتى سأتّخذُ القرارْ.؟ |
10 |
مايا تُغنّي من مكانٍ ما.. |
ولا أدري على التحديد أينَ مكانُ مايا.. |
كانَتْ وراءَ سِتَارة الحمَّام ساطعةً كلؤلؤةٍ.. |
وحوَّلَها النبيذُ إلى شظايا... |
11 |
مايا تقولُ بأنها امرأتي.. |
ومالكتي.. |
ومملكتي.. |
وتحلفُ أنّها ما ضاجعتْ أحداً سوايا.. |
وأنا أصدِقُ كلَّ ما قالَ النبيذُ.. |
ورُبْعَ ما قالتْه مايا.. |