ارتفاع معدلات التلوث والزيادة في نسب التراكيز الملحية وركود مياه شط العرب تعد من أبرز العوامل التي ساعدت على ظهور الطحالب المجهرية على شكل بقع سطحية.
بغداد/المسلة: أعلنت الحكومة المحلية في محافظة البصرة، الأحد، عن اتخاذ اجراءات سريعة لمعالجة طحالب مجهرية سامة ظهرت في شط العرب على شكل بقع سطحية، فيما أكد خبير في مركز علوم البحار أن البقع تشكلت من جراء زيادة التلوث وملوحة مياه الشط الذي يتكون من التقاء دجلة والفرات ويقطع المحافظة من شمالها الى أقصى جنوبها.
وقال رئيس لجنة الخدمات في مجلس محافظة البصرة جواد عبد العباس الإمارة في حديث صحفي تابعته "المسلة"، إن "البقع الزيتية الكبيرة التي ظهرت قبل أيام في شط العرب، عادت وظهرت للمرة الثالثة، وبعد اجراء التحاليل المختبرية تبين انها ليست ناجمة عن تسرب للوقود، وانما هي افرازات طحالب مجهرية سامة".
وبين أن "الطحالب ظهرت بسبب ارتفاع نسب النيتروجين والفسفور وتفاعلهما معاً تحت تأثير ارتفاع درجات الحرارة زيادة التلوث".
ولفت الإمارة الى أن "اجتماعاً عقد بحضور المحافظ ومدراء مديريات الماء والبيئة والشرطة النهرية والموارد المائية والشركة العامة للموانئ وخبراء من مركز علوم البحار تمخض عن الاتفاق على تنفيذ حلول سريعة لتلافي مخاطر السموم التي تفرزها الطحالب".
وبين أن "تلك الحلول تشمل وضع أطواق عائمة لاحتجاز وعزل البقع لمنعها من الاقتراب من محطات المياه، إضافة الى منع أصحاب المطاعم من رمي فضلات الطعام في الشط، وتنظيف الشواطئ من النفايات".
وأشار رئيس لجنة الخدمات في مجلس المحافظة الى أن "قوات الشرطة النهرية أخذت على عاتقها فرض حظر على السباحة في مناطق وجود البقع لان التعرض المباشر الى افرازات هذا النوع الطحالب يتسبب بحالات تسمم مؤذية، إذ تشمل الأعراض الشعور بحساسية مفرطة وظهور التهابات والإحساس بصداع شديد".
من جانبه، قال الباحث والتدريسي في مركز علوم البحار التابع لجامعة البصرة نوري عبد النبي إن "ارتفاع معدلات التلوث والزيادة في نسب التراكيز الملحية وركود مياه شط العرب تعد من أبرز العوامل التي ساعدت على ظهور الطحالب المجهرية على شكل بقع سطحية"، موضحاً أن "مركز علوم البحار لم يزل يدرس الكائنات الطحلبية تمهيداً لمعالجتها من خلال عزلها وتشتيتها باسلوب علمي".
وكانت مديرية الماء في البصرة أعلنت يوم الخميس الماضي (20 آب 2015) ظهور بقع سوداء ورمادية كبيرة بشكل مفاجئ في شط العرب بالقرب من مركز المدينة، وهي حالة لم تعهدها المديرية منذ أعوام، وكإجراء احترازي اضطرت الى إيقاف تشغيل بعض محطات تصفية وضخ المياه بشكل مؤقت، ورجحت حينها أن تكون البقع ناجمة عن تسرب وقود من قطع بحرية.