ايفان بافلوف : عالم الفيزولوجيا وعالم النفس الشهير ، أراد في صباه أن يكون راهباً غير أنه قرر فيما بعد أن يهب حياته للعلم ليضيف بصمةً واضحة في سفر العلوم الفسيولوجية ويصبح أحد أبرز الاسماء قي هذا السفر على مستوى العالم.
ولد ايفان باتروفيتش بافلوف عام 1859 في ريازان في اواسط روسيا حيث كان والده أسقفاً لريازان ، فالتحق بمدرسة دينية لدراسة اللاهوت الا أنه قرر لاحقاً ترك المدرسة ليلتحق بجامعة سانت بطرسبرج لدراسة العلوم الطبيعية ويصبح عالم فسيولوجيا.
وانتقل بعد ذلك الى اكاديمية الجراحة الطبية لينال ال\كنوراة في التاسعة والعشرين من عمره عام 1878.
بدأ ( بافلوف ) أبحاثه في النسيج العصبي ووضع النظرية العصبية التي تنص على أن للجهاز العصبي دوراً مهيمناً في تنظيم الوظائف الفسيولوجية لأجهزة الجسم الأخرى مستدلاً على ذلك بنتائج أبحاثه وتجاربه حول الاعصاب المنظمة لعمل القلب ، والتي قدم بناءً عليها رسالة الدكتوراة عام 1883 ، كما وضع اسساً لعلم المنعكسة العصبية.
وقد تلقى بافلوف عام 1890 دعوة من جامعة ( الطب التجريبي ) ليؤسس دائرة الفسيولوجيا فيها ، ومكث رئيسا للدائرة المذكورة لمدة 45 عاماً محولاً اياها واحدة من اهم مراكز الابحاث في الفسيولوجيا الطبية على مستوى العالم .
بدأ بافلوف ابحاثه حول الجهاز الهضمي فقام بعزل الغدد اللعابية ودراسة اللعاب ولاحظ ان اللعاب يسيل لدى الكلب لدى رؤيته للطعام قبل ان يلتهمه فاطلق على الظاهرة اسم ( الافراز النفسي للعاب ) لتكون اساساً لما عرف بعد باسم ( المنعكسة الشرطية ) والتي قادت فيما بعد الى دراسة الظواهر النفسية والعصبية بشكل تجريبي، وبمواصلة الابحاث مع تلاميذه اكتشف الرابط بين المنعكسات الشرطية والقشرة الدماغية.
حصل بافلوف على جائزة نوبل عام 1904.
وحصل على عدة جوائز من الاكاديمية الطبية الروسية ، كما حصل على دكتوراة فخرية من جامعة كامبريدج عام 1912.
كما وحصل على لقب آمر فيلق الشرف من الأكاديمية الطبية في باريس عام 1917.
وبعد الثورة البلشفية كافأ النظام السوفيتي بافلوف ومنحه امكانيات لامحدودة للبحث وبأمر من لينين شخصياً ، مما جعل الاتحاد السوفيتي مركزاً عالمياً مميزاً للأبحاث الفسيولوجية الأمر الذي دشن بعقد المؤتمر الدولي الخامس للفسيولوجيا في مدينتي موسكو ولينينغراد.
تزوج بافلوف معلمة اجهضت حملها الاول بسبب جريها السريع اثناء الحمل خلف زوجها سريع المشي ، ثم انجبا ابناً توفي فجأةً وهو صغير ، وبعد ذلك انجبا ثلاثة اولاد وبنتاً واحدة واصبح اخد ابنائهم من كبار علماء الفيزياء الروس وبروفيسوراً في الفيزياء في جامعة لينينغراد.
توفي البروفيسور بافلوف عام 1936 بمرض ذات الرئة (نومونيا) عن 86 عاماً ، ويروى انه على فراش الموت استدعى احد تلاميذه النجباء واجلسه الى جانب سريره طالباً منه أن يسجل ظاهرة الموت في لحظاته الأخيرة ، وبذلك اعطى مثالا للعالم المهووس بالعلم حتى لحظة النزع الأخير.