تحظى الوجبات السّريعة بشعبيةٍ كبيرة، ومن المُؤكّد أنّ مُحبّي هذه الوجبات لن يتمكّنوا من رفض وجبة همبورغر كبيرةٍ مليئةٍ بالدّهون بسهولة!
المُشكلة هي أنّ هذا الطّعام مُضرٌّ للصّحة وكلّنا يعلم ذلك ولكنّنا نرفض الاقتناع بهذا الأمر والتّوقّف عن تناول هذه الوجبة الّتي تؤذي القلب والشّرايين.. ولكنّها لذيذةٌ أليس كذلك؟!
جرب الآن مشاهدة تجربةٍ مصوّرةٍ قامت بها قناة Periodic Videos على يوتيوب تُظهر ما يحدث للبرغر بعد مُكُوثه في معدتك بضع ساعات. ربّما تُغيّر رأيك وتتوقّف عن تناول الهمبرغر بعدها!
التّجربة قام بها أساتذة جامعة نوتنغهام في الكيمياء، حيث وضعوا برغر طازجًا في سائلٍ يُدعى حمض الهيدروكلوريك، وهو حمضٌ معدنيّ قويّ يُستخدم في العديد من المجالات الصّناعيّة كمادّةٍ كيميائيّة وهو ضارٌّ جدًّا وقويٌّ لدرجة أنّه يستطيع أن يُذيب العديد من المعادن، وقبل أن نعرف نتيجة التّجربة ونشاهدها تعالوا نتعرف أوّلًا على حمض الهيدروكلوريك:
يُعتبر حمض الهيدروكلوريك من الأحماض الهيدروجينيّة الّتي تتألّف بصفةٍ أساسيّةٍ من الهيدروجين مع عناصر أخرى، إلّا أنّها لا تحتوي على عنصر الأكسجين، وقد تم اكتشافه في القرن الخامس عشر الميلادي على يد العالم العربيّ جابر بن حيّان.
لماذا تمّ اختيار حمض الهيدروكلوريك؟
تأكّد أنّ الأمر ليس عشوائيًّا حيث أنّ هذا الحمض موجودٌ في معدتنا وهو جزءٌ من عمليّة الهضم، ويُعدّ المكوّن الرّئيسيّ للعُصارة الهضميّة، وهو في الأصل مركّبٌ يٌنتَج طبيعيًّا في المعدة ومصمّمٌ لتكسير الغذاء، ورغم قوّته إلا أنّه لا يُؤذي جهازك الهضميّ والسبب هو أنّ المعدة لا تهضم نفسها لأنّها محميّة من قبل الخلايا الظّهاريّة الّتي تُفرز مادّةً لزجةً تمنع المعدة من هضم نفسها، كما أنّ هذه المادّة تُحافظ على التّوازن من أجل تجنّب الإفراط في إنتاج هذا الحمض، لأنّه يُهاجم الغشاء المخاطيّ ويؤدّي إلى تآكله وحدوث تقرّحاتٍ في المعدة والاثنى عشر إذا زاد إفرازه عن المعدّل الطبيعيّ.
نتيجة التّجربة مفاجئةٌ و مقزّزة أيضًا!
بعد ثلاث ساعات من مُكوث البرغر في حمض الهيدروكلوريك، ورغم قوّة هذا الحمض الّذي تعرّفنا عليه سلفًا، لم يتمكّن من تكسير البرغر والمفاجأة أنّه بدلًا من ذلك تحوّل إلى سائلٍ أسود يثير الاشمئزاز!
يستغرق هضم الطّعام بالنّسبة لمُعظم النّاس حوالي 24 إلى 72 ساعة ولكنْ لأنّ البرغر غنيٌّ بالدّهون يُمكن أنْ يستغرق فترةً تصل إلى ثلاثة أيّام لهضمه بالكامل، بينما سلطة الفواكه لا تستغرق سوى 30 دقيقة لأنها تحتوي على الألياف والماء، وهذا يدل على صدق ماكدونالدز بادّعائها أنّ البرغر والبطاطاس المقليّة عندها يمكن أنْ تبقى على حالتها الأصليّة طيلة ستة أشهرٍ حيث أنّ الدّهون في البرغر والجبن هي الّتي تحافظ على الموادّ الغذائيّة و تمنع تلفها!