عندما يفقدالرجل اعصابة ... فتش عن المرأه
متى يفقٌد الرجل اعـصابه؟ او ما الذي يثير غضبه على زوجته؟
بعض الرجال يثور لأتفه الاسباب، وعلى كل صغيرة او كبيرة او هفوة، اما البعض الآخر فلايفقد أعصابه الا مرة كل عام او عند الشدائد فقط.
ويختلف مستوى الغضب وطريقة التعبير عنه من رجل الى آخر حسب شخصيته وثقافته وارثه الاجتماعي، لكن الأمر الذي لا يختلف عليه رجلان ان خيانة المرأة تجعل أكثر الرجال برودا في ردود افعالهم او الصبورين يفقدون اعصابهم ويثورون الى أقصى حد لأنهم يعتبرون هذا الأمر طعنا في رجولتهم وخيانة لا تنطفئ نارها.
في هذا التحقيق نسأل عددا من الرجال عن السبب الذي يجعلهم يفقدون اعصابهم، ومتى يثورون على زوجاتهم، وكيف يهدئون من ثورتهم ويستعيدون توازنهم؟
احمد الشمري يُفقد اعصابه عندما تراه زوجته عائدا من عمله منهكا وليس له 'خلق' على احد، وتبدأ بإطلاق الشكاوى واحدة تلو الأخرى من ولده فلان او ابنته علانة و'هذا شنو سوى وهذه شنو عملت' حتى يصيبه الصداع وينفجر في وجهها ثم يذهب الى غرفته فينام حتى ينسى المشاكل. ويضيف:
عندما أستيقظ تكون نفسيتي في حال أفضل، فأحاول ارضاء زوجتي، وافهامها اهمية الراحة بالنسبة إلي بعد عناء يوم طويل من العمل، وأنه عليها ألا تستقبلني بالشكاوى والتذمر الذي لا ينتهي.
وفي اليوم التالي تلتزم زوجتي بما طلبت حرفيا، لكنها تحول كلامها الى موجة اخرى جديدة وهي 'البيت تنقصه اغراض.. طلبت منك مائة مرة كذا وكذا.. وانت ما جبت شيء'، و'اذا ما تبي تجيب عطني وانا اجيب'.. وتعيد الكرة مرة واخرى حتى انفجر واتركها الى النوم. وعندما استيقظ ألطف الجو من جديد وأعاود الدرس 'عندما اعود من العمل تركي الحنة وخليني ارتاح'.. وأظن انها تعلمت الدرس، ولكن عندما اعود في اليوم الثالث اجد موجة ثالثة من اطلاق الاسئلة حول 'مين شفت' و'شلون زميلاتك في العمل.. وخصوصا فلانة؟' و'انت اليوم مبسوط.. أكيد شايف شوفة!'.*
وتعود ريما إلى عادتها القديمة.. حتى أدمنت حنتها وادمنت هي عصبيتي.
إفشاء السر
سمير حماد يرى ان بعض المهن، خصوصا الذهنية منها، تحتاج الى مجهود عصبي اكبر من الاعمال اليدوية، لذلك يحتاج من يقوم بها إلى أخذ قسط من الراحة عندما يعود الى البيت، فاذا لم تراع زوجته طبيعة عمله وما يمر به من مشاكل وأعباء خلال اليوم، قد يثور لأتفه الاسباب.
كذلك اذا كانت الزوجة من النوع الذي يفشي أسرار زوجها، وتبوح بكل ما يأتمنها عليه، فان عصبية الرجل قد تظهر في أي وقت ولأتفه سبب.
ففي حالة افشاء الزوجة لأسرار زوجها لا يشعر معها بالأمان، لأنه عندما يشكو همومه لها، يفترض انها الصدر الحنون الذي يمكن ان يلجأ اليه عند الحاجة، ولكن ان فقد هذا الامان، ولم يعد يستطيع أن يبوح لها بهمومه خوفا من أن تخون ثقته، فانه يمكن ان يفرغ عصبيته فيها لأتفه الاسباب.
اما عن الطريقة التي يستطيع بها الرجل أن يعالج عصبيته فيقول:
ذلك يتوقف على طبيعة الرجل وشخصيته، فاذا كان واعيا فهو يتمكن من حل المشكلة مع نفسه اولا ثم مع زوجته.
أيضا يرى يوسف الهاني ان الزوجة التي تفشي سر زوجها تثير غضبه، ويضيف:
معظم النساء يفشين الأسرار في حين لا يوجد رجل واحد يفشي سرا من اسرار بيته باستثناء السفيه منهم، وهذا الاختلاف بين الزوجين يجعل الرجال عادة يثورون ويغضبون من زوجاتهم اللواتي لا يحفظن سرا.
ضغط العمل
بعض الأزواج يشعرون بضغط رهيب في العمل.. وضغط ايضا في تلبية متطلبات المعيشة، خصوصا ان الرواتب لم تعد تكفي لتلبية جميع احتياجات الأسرة. وعندما تأتي بعض الزوجات بقوائم طويلة عريضة وتكون يد الزوج 'غير طائلة'، فانه يفقد في بعض الاحيان هدوءه لإحساسه بعدم قدرته على تلبية هذه المطالب، خصوصا اذا كانت اساسية. وقد تجد رجالا يثورون لأتفه الاسباب، الصغيرة قبل الكبيرة، فيما يتمتع آخرون بالهدوء والصبر.
وعن كيفية تحكم الرجل بعصبيته، يقول:
قد يلجأ الى الصراخ لأنه بهذه الطريقة يخرج ثقلا عن صدره فيرتاح، وبالتالي يريح من حوله.
إذا ارتكبت خطأ متعمدا
ناجي الفيلكاوي يرى ان الرجل يثور عندما ترتكب زوجته اخطاء متعمدة وبقصد، خصوصا اذا كررت الخطأ عدة مرات من قبل .. فهو يعصب لأنه يشعر ان الهدف من تكرار هذا الخطأ هو استفزازه، ويضيف:
الرجل العاقل يحاول ان يحافظ على هدوئه ولا يسمح للعصبية ان تتملكه. وبإمكانه مثلا الخروج من المنزل حتى يهدأ، وذلك حتى لا يسمح للشيطان بالتملك منه والاستحواذ على عقله. لكن ذلك كله يتوقف على قدرة الشخص في السيطرة على اعصابه، اذ ان هناك من الرجال من لا يتمكن من السيطرة على اعصابه فيثور، وهناك من لديه قدرة عجيبة على المحافظة على هدوئه.
المبالغة والكذب
عادة ما يتهم الرجل بالكذب، اما المرأة فعادة ما يؤخذ عنها انها أكثر صراحة وصدقا من الرجل، لكن حمد الحمد يخالف هذه المقولة:
أكثر ما يثير غضب الرجل هو كذب الزوجة، خصوصا اذا بالغت في هذا الأمر. وعندما يكتشف الزوج كذب زوجته يجن جنونه وقد تصل ثورة غضبه الى حد الكسر واحيانا الضرب، لأن الكذب عادة ما يجر الى الكذب ومن ثم الكذب، فيشعر الرجل بأنه مخدوع.
ويؤيده الرأي فهد الرجا الذي يستطرد قائلا:
كذب المرأة يثير عصبية الرجل. وعلى الرغم من انني انسان هادئ ومتفهم، ولا أخرج عن طوري، وأستطيع عادة التحكم في أعصابي، الا ان هذا النوع من النساء الكاذبات يثير اعصابي.
وعن كيفية تحكمه في أعصابه عندما يغضب يقول:
أحاول ان أتفهم الأمر والسبب الذي دفعها إلى الكذب، واحسب الأمر من جوانبه، لأخرج من دائرة العصبية بعد ان أحاول ايجاد مبرر للكذب.
كما ان شخصية الرجل وتربيته وثقافته ومدى التزامه الديني كلها عوامل تلعب دورا كبيرا في قدرته على التحكم بعصبيته والسيطرة عليها.
أخرج من البيت
لا شيء يثير عصبية مشاري المطيري أكثر من المرأة 'الحنة' او 'طويلة اللسان'، وكيفية تصرفه في مثل هذا الموقف يقول:
أترك لها البيت وأخرج حتى ترتاح نفسيتي وأترك لها فرصة إعادة مراجعة نفسها والاعتراف بخطئها.
ويشاركه الرأي حمد الجاسم الذي يعتبر ان 'الحنة' و'الجرجة' تثيران عصبيته من زوجته، أما عن رده فيقول:
أترك ليس البيت فحسب، بل الدنيا كلها.*
ويشير في نهاية حديثه الى ان المصيبة هي ان تكون الزوجة بمثل عصبية زوجها، فتقوم الدنيا ولا تقعد بينهما.. الا في المحكمة او التهديد بزوجة اخرى.
ساعتان تكلفان الآلاف
خالد الابراهيم تثير زوجته عصبيته عندما تبالغ في الصرف على الكشخة التي لا معنى لها، مبينا ان المصاريف لا تتوقف، خصوصا في المناسبات والاحتفالات التي اصبحت تختلف عما سبق بعد ان اصبحت للمباهاة والمفاخرة امام الأخريات، ويضيف:
المرأة تدفع وزوجها يخسر الآلاف فقط من اجل المظاهر والتعالي على الأخريات. فمن أجل حفلة قد لا تستمر ساعتين تنشغل الزوجة لأيام وتصرف الآلاف حتى يقال عنها انه 'شايفة خير'. والرجل يدفع، وكل يوم 'تطلع' الزوجة بموال جديد وحفلة اخرى من اجل بذخ لا معنى له.
عدم الاحترام
أحمد العميري يقول ان الرجل يثور اذا لم تحترمه زوجته، وفي هذه الحالة فإنه كثيرا ما يلتزم الصمت.
اما ناجي الشطي فيغضب وتثور عصبيته على زوجته اذا اهملت بيتها او ابناءها بسبب انشغالها مع صديقاتها، او عند رسوب ابنائها بسبب تقصيرها.
في حين ان زياد الخالد يغضب ويثور عندما تعبث زوجته بأوراقه وموبايله وتتلصص عليه وتحاول ان تبحث في غيابه عن أي شيء يدينه لأنها مريضة بداء الشك فيعصب باستمرار ولا يهدأ.
إلا ان محمد مأمون يرى ان العصبية بين الزوجين هي بهارات الحياة، ويجد ان الرجل والمرأة يعصبان ويثوران لأن الحياة مثل البحر تعلو فيه الأمواج تارة وتهدأ تارة اخرى، ولكن البحر يبقى في كثير من الاحيان جميلا وهادئا ومريحا.. والحياة تستمر مهما كانت الأمواج عالية.
رد مع اقتباس
