Thursday 31 May 2012
صور جديدة بالأقمار الاصطناعية تقدم أدلة حول مجزرة الحولة


التُقطت كافة الصور صبيحة يوم السبت الواقع في 26 مايو/أيار، أي في غضون ساعات من نهاية المجزرة

حصلت بي بي سي على صور جديدة تم التقاطها بواسطة الأقمار الاصطناعية وتشير بوضوح إلى موقع القوات العسكرية السورية حول موقع المجزرة التي وقعت في منطقة الحولة بريف حمص الأسبوع الماضي وذهب ضحيتها 108 مدنيين، بينهم 49 طفلا.
وتظهر الصور أيضا ما يعتقد المحللون بأنه كان نقطة لإطلاق النار من سلاح المدفعية السورية التي قصفت القريتين اللتين وقعت فيهما المجزرة.
إلا أن الصور لا تقدم دليلا قاطعا على أن السلطات السورية كانت مسؤولة عن سقوط القتلى في الخامس والعشرين والسادس والعشرين من شهر مايو/أيار الجاري.
لكنها تقدم تفاصيل إضافية لما يُعتبر أكثر الأعمال وحشية شهدتها سوريا منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية فيها ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في الخامس عشر من شهر مارس/آذار من عام 2011.
وقد التُقطت كافة الصور صبيحة يوم السبت 26 مايو/أيار، أي في غضون ساعات من نهاية المجزرة.
وقال فوربيس مكينزي، وهو ضابط استخبارات سابق في الجيش البريطاني ويعمل حاليا في الشركة التجارية التي قامت بتحيل الصور: "تظهر هذه الصور أثرا واضحا للجيش السوري في المنطقة المجاورة لمكان وقوع المجزرة."
وأضاف: "نحن نقوم بتحليل ما تظهره الصور حيث أُطلقت قذائف مدفعية من عيار 122 ملمتر على موقع المجزرة."
وتظهر الصورة الأولى منظرا عاما لمنطقة حمص ومحيط بلدة الحولة والبحيرة الواقعة إلى الجنوب منها.
وتظهر الصور أيضا القريتين اللتين يقول شهود عيان محليون إن عناصر الميليشيا الموالية للنظام، والمعروفة بالشبيحة، كانت قد انطلقت منها بعد ظهر يوم الجمعة الماضي.
يُذكر أن الرواية الرسمية للمجزرة هي أن "عصابات إرهابية مسلحة" هي التي ارتكبت مجزرة الحولة، وهي التي كانت قد أطلقت النيران على مواقع القوات الحكومية "التي اضطرت للرد على مصادر النيران بالمثل".
وهنالك مؤشرات أيضا على حصول هجوم انتقامي "لتلقينهم درسا" بعد أن كانت مسلحون قد هاجموا نقطة تفتيش قريبة تابعة للحكومة.
كما تظهر الصور أيضا أحد المنازل التي تمت مهاجمتها والجنازة التي تم تنظيمها للضحايا في قرية تل دو يوم السبت الماضي، أي بعد مرور 24 ساعة من وقوع المجزرة.
ولدى تقريب الصور تظهر سيارات ذات لون أبيض وتواجدا مكثفا للقوات العسكرية السورية على بعد حوالي 1.5 كيلومتر جنوب شرقي موقع المجزرة.
كما تظهر أيضا عربات عدة يعتقد مكيزني أنها تعود للشبيحة، ويرى أنه جرى إطلاق النار منها على منازل المدنيين.
وقال مكينزي: "هذا تكتيك كان متبعا أيام الاتحاد السوفياتي السابق، أي إطلاق النار من الغابات ومن ثم الانسحاب."

فرانك غاردنر
مراسل BBC للشؤون الأمنية