المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Samer
السلام عليكم
شكرا لك على المقال الثر الذي يحوي الكثير الكثير من المعلومات الدقيقة.
ولكن، و لأدافع عن (مقالي) فأنا حاولت ان اختصر قدر الامكان، ولكن ايضا أنا بدأت منذ فترة التسعينيات من القرن الماضي. الفترة التي ظهر فيها الصدر الثاني (اي ليس من 2003 فقط) ، و قد ناقشتها كإنسان عادي بعيد (نسبيا) عن مسائل مثل خلافات المراجع
أيضا لم أحاول التطرق إلى موقف إيران، وعصائب أهل الحق وكيفية نشأتها وازدياد شعبيتها ، وهو ما يستدعي موضوعا خاصا أذكر فيه تصوراتي بهذا الخصوص مستعينا بالارقام من ويكبيديا الانجليزية
في مقالي .. لم أحمل اللوم لمقتدى الصدر، او التيار الصدري أو حتى المالكي نفسه أو أي شخص كما قد يبدو للبعض، ولكن..
أنا أرى عالما بألوان متعددة، .. لا اعترف بوجود (ابيض وأسود فقط) ، أرى إن الله خلق عالمنا بالألوان وتدرجات الألوان، هنالك الاسود والابيض والأحمر والاخضر وغيرها، أنظر هذه الصورة:
ثم هذه نفسها ولكن ..
أيهما تعكس الحقيقة أكثر بنظرك ؟ .. الإجابة واضحة صح ؟
في قراراتنا وأحكامنا .. هنالك درجات من (الصحة) أو درجات من (الحق) .. بكلمة أخرى .. هنالك (نسبية) في كل شيء، وهذه النسبية نعيش فيها ولا يمكن الخلاص منها لأن الله عندما خلقنا جعلنا مقيدين بهذه النسبية .. قد يبدو كلامي بعيدا عن صلب الموضوع، ولكني أظن إنه في صلب الموضوع تماما
ما قرره وفعله علماء عصرنا الحالي أو العصور الماضية، .. ما فعلته ايران، مقتدى الصدر، الصدر الاول، الثاني، وكل الشخصيات التي قد نؤمن إنها تتصرف بنية سليمة، .. النية قد تكون سليمة ولكن صواب الأعمال والقرارات والتوجهات هو نسبي .. ولا يوجد بشر يستطيع ان يفعل فعلا او يقرر أمرا يكون "حقا مطلقا" ما عدا المعصومين وفق نظرية الشيعة في معصومية المعصومين، الذين لا يتحركون حركة أو يقولون كلمة مهما كانت بسيطة إلا وكان لا يوجد ما هو أصح منها في ذلك الزمان والمكان.
وهذا الكلام ليس مجرد تنظير فلسفي بعيدا عما وصلنا من أخبار السنة والمعصومين والصالحين، فهنالك تفاضل بين الأئمة المعصومين أنفسهم (وإن كان ربما لا يعني تفاوت في علمهم) ، . و هنالك تفاوت في درجات في العلم قد يصلها البشر بحيث إن العالم او الصحابي (غير المعصوم) قد يفعل أمرا معينا وفق مستوى علمه في ذلك الحين، فيكون صحيحا بدرجة معينة، على كل لو فرضنا إن تلك الشخصية نفسها لو كانت تمتلك مستوى علمي اكبر، لفعلت ربما شيئا مغايرا، و (لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله أو لكفره) على فرض صحة الرواية
إذن ما قد يظنه ذلك المرجع أو العالم صحيحا وفق علمه، قد لا يكون صحيحا في نظر من هو أعلى (أو أقل) منه في العلم، و هذا يشمل بطبيعة الحال قرارات مرشد ايران، و السيد مقتدى الصدر، وقرارات المالكي .. و قراراتنا نحن البسطاء (كما قلنا، على فرض سلامة النية) .. فما هو العمل الآن ؟
الله سبحانه وتعالى أعطانا العقل، ليس لنركنه جانبا ونجعل الآخرين يقومون بتسييرنا كالروبوتات (وربما هذا اساس منهج الصدر الثاني)، ولكن على الأقل ان ندرك قضية تفاوت العقول وتفاوت مستويات العلم، فـ (لا) نلوم فلانا لأنه فعل ذلك أو لم يفعل ذلك .. و نجعله في مصاف (الاشرار) ونمدح آخر و نزكيه لنجعله في مصاف (المعصومين) .. هذا برأيي هو لب الاختلاف، و سبب المعارك البائسة التي يعيشها هذا الشعب (وربما الشعوب الأخرى)
فإن ما فعله مقتدى الصدر، ما أمر به وما تراجع عنه ، ليس بالضرورة يعكس تماما فكر الشهيدين الصدريين، ولربما لو كان الصدر الثاني موجودا، لعمل اشياء أخرى غير التي عملها مقتدى الصدر، وايضا ما فعله الشهيد الثاني، ليس بالضرورة هو ما اراده الشهيد الأول تماما، ... فلكل درجات في العلم، وعلى اساس هذه الدرجات تكون الأفعال .. ووفق القاعدة .. لا يوجد معصوم، .. و هذا يشمل حتى المرجع السيستاني ومرشد إيران وبقية المراجع، .. فضلا عن السياسين والبسطاء.
أما من يدخل الجنة و يدخل النار .. فهذا مما لا نعلمه نحن .. ولا نحتمه قطعا على الله، و لا نستطيع (بطبيعة الحال) أن نقسم الناس إلى أشرار و أخيار بصورة مثالية (نظرية الأبيض والاسود) ، فكل إنسان مهما بلغ سوؤه، ففيه نسبة من الخير، و كل انسان مهما بلغ علمه، فهو محدود، واراؤه واحكامه ليست (صحيحة بصورة مطلقة) ..ولكن على خلاف ما نرى من الكثير من أبناء التيار الصدري للأسف (والكثير ممن لا يتفق مع التيار ايضا) ، يتعاملون بمبدأ (الأبيض والاسود) فأما تكون صالحا في نظرهم، او شريرا.
ولست هنا لأبين خطأ مجموعة و صلاح الاخرى، ولكن أقول .. ربما كانت الفترة الماضية فترة تخبط شديد للجميع، ولكن الفرصة لا زالت سانحة أمام الجميع ليبدؤا صفحة جديدة ، وإن كنت غير متأكد من إن (خيار الجهاد والقتال) هو احد الطرق لرضا الله لما له من شروط معقدة .. ولكني متأكد إن (خيار الإنسانية والسلام) هو حتما أحد الطرق إليه، .. بالطبع مع توفر شرط الإيمان. وشكرا.