Thursday 31 May 2012
هيئة الاستثمار تتحدث عن تقسيط كلف الشراء.. ووزارة الاعمار ستربط المدينة ببغداد
وضع حجر الأساس لمشروع بسماية.. والمالكي: لدينا توجه لبناء 200 ألف وحدة سكنية للفقراء والمتجاوزين
المالكي ونك كيم والأعرجي يضعون حجر الأساس لمشروع بسماية (خاص بـ "العالم")
بغداد – العالم
وضع في بغداد، أمس الأربعاء، حجر الأساس لبناء مشروع بسماية السكني في مدة تقدر بسبع سنوات. وتحدث رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار في حفل الافتتاح عن تقسيط كلف الوحدات السكنية في بسماية للمتقدين على شرائها ورفع نصف الفائدة عنهم. في هذه الأُثناء أعلن رئيس مجلس الوزراء عن توجه لبناء 200 ألف وحدة سكنية توزع مجانا للفقراء وسكان ما يقدر بـ129 منطقة عشوائية.
وفي مؤتمر صحفي حضرته "العالم"، أمس، قال سامي الاعرجي رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار "نعلن اليوم على بركة الله وضع حجر الأساس لمشروع بسماية السكني، وهي الخطوة الأولى على طريق مشروع الاسكان الوطني الذي تشارك فيه الهيئة الوطنية للاستثمار لحل أزمة السكن في العراق". وتابع "مشروع بسماية يعد أكبر مشروع في العراق والمنطقة من حيث عدد وحدات السكن والخدمة المقدمة لساكنيها وفق المعايير الدولية".
وذكر الأعرجي "استنادا للخطة الخمسية 2010-2014 التي أعدتها وزارة التخطيط لبناء مليوني وحدة سكنية، تم الشروع بوضع دراسة لمشروع بناء مليون وحدة سكنية في جميع أنحاء العراق أخذت بنظر الاعتبار المحددات المالية والفنية والهندسية والاجتماعية، وتم احتساب نسبة كل محافظة من المحافظات استنادا الى التركيز السكاني فيها ووفقا لبيانات وزارة التخطيط".
وبشأن تأخر الشروع بالبناء أوضح "على الرغم من أن اعلان مشروع المليون وحدة سكنية تم قبل سنتين وتقدمت للمساهمة فيه 150 شركة من كبريات الشركات الدولية، إلا أن الهيئة استمرت بالتفاوض مع تلك الشركات من أجل تدقيق ملفاتها والتزاماتها المالية وغيرها لكي تضمن حقوق الأطراف المشاركة في المشروع".
وبيّن أن "اختيار موقع بسماية لانشاء مدينة تشتمل على 100 ألف وحدة سكنية كجزء من حصة العاصمة بغداد البالغة 250 الف وحدة سكنية يأتي هنا لأنه لا يمكن اقامتها داخل العاصمة، بسبب عدم توفر المساحة الكافية لهذه الوحدات وما سيلحق بها من المشاريع الخدمية". ولفت الى أن "مدينة بسماية لا تبعد كثيرا عن العاصمة اذا أخذ بنظر الاعتبار الطريق السريع الذي سينشأ لربطها بمركز العاصمة، وهنا نشيد بالدور الكبير لوزارات الزراعة والداخلية والدفاع والنفط وأمانة بغداد لتوفير المساحة المطلوبة للمشروع".
وحول مساعدة المتقدمين على شراء وحدات سكنية في المشروع أفاد رئيس هيئة الاستثمار "في اطار جهد الحكومة ومسعاها لتقليل كلفة الوحدة السكنية عن كاهل المواطن أعطت مباركتها للمصارف الوطنية الثلاث الرافدين والرشيد والعراقي للتجارة لايجاد آلية يتم فيها تقسيط 65 في المئة من كلفة الوحدة السكنية تمتد الى 15 سنة مضاف لها فترة سماح 5 سنوات، بعد دفع ربع المبلغ كمقدمة فضلا عن تحمل الحكومة 3 في المئة من سعر الفائدة للمصارف البالغة 6 في المئة وتخصيص مليار دولار لدعم البنى التحتية للمدينة".
بدوره قال نوري المالكي رئيس مجلس الوزراء ان "هذا المشروع الذي نحتفل اليوم لوضع حجر الأساس فيه لم يأت بسهولة. لقد كانت المفاوضات طويلة وصعبة لأنه عمل تأسيس في انطلاقة مشروعنا الوطني لحل أزمة السكن في العراق، وعادة فان البدايات صعبة ومعقدة لأنها تدخل في أطر مالية وتعاقدية وانتقال ملكية الأرض وغيرها إلى أن انتهت الى التعاقد مع شركة هانوا للاعمار".
وذكر "تطلعاتنا لحل أزمة السكن في العراق قد انطلقت والمشاريع الأخرى لن تكون بهذا التعقيد والصعوبة والحاجة الى الوقت الطويل، وسيكون هذا العقد نموذجا معمولا به في كل المحافظات التي لها حصص من العدد الكلي للوحدات السكنية المتفق على بنائها، ولن نتوقف حتى ينتهي مشروع العمل في مدينة بسماية، وإنما سنباشر فورا بالانتقال الى المشاريع الأخرى من أجل بناء مدن مشابهة سواء بنفس هذا الحجم أو بأقل منه".
وبين المالكي أن "هذا المشروع الخدمي الكبير صرفت عليه الدولة أيضا الى جانب التعاقدات من ميزانيتها ومن قدراتها المالية الكثير من أجل تسهيل توفير الخدمة والوحدات السكنية بالأسعار المناسبة التي بدأت الأسعار العامة بالهبوط وستستمر بالهبوط تسهيلا لحصول كل مواطن على وحدة سكنية مناسبة وبأسعار مناسبة".
ونوه بأن "لدينا توجه مع شركات أخرى لبناء 200 ألف وحدة سكنية ستوزع مجانا للفقراء ولأصحاب السكن العشوائي لحل أزمة السكن العشوائي في المحافظات جميعا، وستوزع أيضا حسب نسبة التجاوز أو السكن العشوائي واعطاء الفقراء حقهم في وحدات سكنية مجانية تتحمل الدولة كامل نفقاتها وأثمانها".
من جانبه قال محمد صاحب الدراجي وزير الاعمار الاسكان "يعد مشروع بسماية من أكبر المشاريع من حيث عدد الوحدات السكنية في العراق وتمثل 100 الف وحدة سكنية قرابة 5 في المئة من حاجة العراق التي تم تقييمها بحدود مليوني وحدة سكنية بحسب استراتيجية السكن بين وزارتنا ومنظمة الهابيتات التابعة للأمم المتحدة".
وأوضح أن "مدينة بغداد تمثل 24 في المئة من سكان العراق لذلك حاجة بغداد تمثل 24 في المئة من مجموع الحاجة السكنية في البلد، لكن هناك صعوبة في الحصول على أراض سكنية في محافظة بغداد، اضافة الى عدد العشوائيات الكبير الذي يصل الى 129 عشوائية في مدينة بغداد".
وأكد الدراجي أن "فتح الباب لشركة هانوا الكورية سيفتح آفاقا للتعاون بين العراق وكوريا على كافة المستويات، وهم ينظرون الى هذا المشروع كنقطة انطلاق لدخول الشركات الكورية التي نحن بحاجة اليها والى الشركات العالمية الاخرى".
وعن دور وزارة الاعمار والاسكان ذكر "التزامنا في هذا المشروع سيكون كالتالي نلتزم بحسب قرار مجلس الوزراء بان نفتح طريقا من مدينة بغداد الى مدينة بسماية يكون على أعلى المستويات ومن تخصيصات الوزارة، الى جانب الالتزام بالاشراف الفني وتوفير مهندس مقيم لمراقبة جودة العمل ومتابعة الامور الفنية التي تتعلق بهذا المشروع".
من ناحيته قال سونك نيك كيم رئيس شركة هانوا الكورية المنفذة "مشروعنا في بسماية هو أول مشروع استثماري سكني في العراق للتنمية البشرية ولحل أزمة السكن في العراق، وفي هذا المكان ستقام 100 ألف وحدة سكنية على مدى 7 سنوات، والمدينة الجديدة ستكون أملا جديدا للشعب العراقي في المستقبل وستكون معلما جديدا في تاريخ التنمية العمرانية العراقية الذي تنفذه شركتنا". وأردف "شركتنا أيضا سستتعاون مع شركات عراقية لاتمام هذا المشروع لاسيما في انشاء البنى التحتية".