بسم الله الرحمن الرحيم: "انا أنزلناه قرانا عربيا لعلكم تعقلون" .. صدق الله العظيم
الفضليات، والفضلاء، أبناء لغة الضاد، وبعد،
فسلام عليكم ورحمة من الله تعالى وبركات،
لا شك ان اللغة العربية، لغة القران، ولغة أهل الجنة، جعلنا الله منهم، هي لغة رائعة أخاذة . لعمري من يجيد الولوج في اعماقها، أو يتقلب بين ثناياها، ليجدن متعة ما بعدها متعة. كيف لا، وقد كانت سببا في دخول الكثيرين الاسلام، بعدما تبين لهم بالبرهان، والمنطق، والحجة الدامغة، مقدرتها على حمل القران، والتنقل فيه بطول البلاد وعرضها، من أقصاها الى أقصاها. كيف لا، وهي حواء السنة النبوية، وحواء التاريخ الاسلامي، والعربي، والادب العربي، بمختلف أعصاره.
ان عقها البعض، فقد قيضكم الله لها فرسانا، وابطالا، واساطين في المعرفة الحقة، لا يغمض لكم جفن، ولا تهدأن لكم جارحة، الا برؤية لغتكم، لغة القران، تعلو رايتها خفاقة في العلياء، وعلى ذرى الرواسي الشامخة، جبال العز، والسؤدد.
أحبتي، الكل يعمل بقدر طاقته لخدمة أرقى، وأسمى، وأجل كلام نطق به اشرف الخلق. هي لغتكم، وشرفكم، ومصيركم في هذا العالم الذي لا يفتأ يروج للغاته صباح مساء، وبالمجان . يطمحون لجعل لغاتهم الدنيوية في الصدارة، ونسوا اننا أمة :
لنا الصدر دون العالمين او القبر "، كما نسوا اننا أمة :
ونشرب ان وردنا الماء، صفوا، / ويشرب غيرنا كدرا وطينا
بارك الله هذه العقول الجبارة، التي لولا حبها للغتها، ما اجتمعت هنا، على بساط هذاه المائدة الطيبة الغراء، التي لم، ولن، تألو جهدا في التفاني لخدمة لسان الضاد . هذه طاقات جبارة، مذهلة، وزخم عقول متفتحة، تأبى الا أن تشق طريقها بقوة، نحو المجد والرفعة للغتها . انها فئة ايقنت بان لا مصير، ولا كيان لامة دون لغة قوية، ولذا، فقد هبت- هذه الفئة- عواصف مدمرات، تجتاح حقول الكيد والتربص بلغتها، مع يقينها بأنها، هذه اللغة، دون سواها، قد تكفل بحمايتها بديع السماوات : " انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون" . اليست العربية حواء القران الكريم؟ اذن فهي في حماية وحفظ الحافظ، الله، جل جلاله