روتانا
يعيش متوسطو الدخل من المنتمين إلى الطبقة المتوسطة بالمجتمع حالة من الاستقرار المادي الملحوظ معيشياً، خاصةً في السعودية ودول الخليج، حيث تظهر عليهم مظاهر الرفاهية بين السفر والمطاعم وارتداء ماركات عالمية،
فهل يوحي هذا الأمر بأن متوسطي الدخل اليوم في الخليج يُعدون أثرياء إذا ما قورنوا بأثرياء الخارج، خصوصاً بعدما أثبتت الإحصاءات أن أعلى متوسط دخل الفرد في العالم يتجاوز 100 ألف دولار في السنة "300 دولار في اليوم" لدولة عربية هي "قطر".
كانت مصادر صحفية عالمية قد كشفت منذ مدة أن مجموعة بوسطن كونسلتيج جروب قامت بعمل تحليل شامل يشتمل على حقائق حول تقييم التطور الاقتصادي المستدام بقياس مستويات الرفاهية في 149 دولة من ضمنها قطر، والإمارات، والكويت، والبحرين، وسلطنة عُمان، والسعودية، وأداء تلك الدول في تحويل الثروة إلى رفاهية عبر مؤشرات اجتماعية واقتصادية.
وسلطت النتائج الضوء على تقسيم عالمي جديد، حيث أشارت إلى أن أكثر من نصف سكان العالم يعيشون في دول لا تواكب الركب عندما يتعلق الأمر بالتطور المستدام، وتتحدى النتائج أيضاً الحكمة التقليدية المرتبطة بأنماط النمو المتوقعة للدول ذات الدخل المتوسط.
يقول الباحث الاجتماعي عبدالله الحمَاد: "لا شك أن دول الخليج تعد من أكثر دول العالم ثراءً من حيث السيولة المالية المتوافرة في يد الأفراد، وكما أن القوة الشرائية للأفراد مرتفعة جداً، والأسباب لذلك تتمثل في ارتفاع معدلات الدخل وعدم وجود ضرائب، وذلك نتيجة اعتماد دول الخليج على النفط ومبيعاته، بينما أستراليا وأوروبا الغربية معروفة بارتفاع معدلات الدخل وبغنى مواطنيها إلا أنهم لا يملكون القوة الشرائية التي يملكها المواطن الخليجي ولا سيولته المادية المرتفعة والمتوافرة والآمنة، وللضرائب دور كبير في ذلك".