يعتبر بعض الآباء والأمهات الشجار الطريقة الوحيدة لزجر الطفل ونهيه عن فعل ما، أو توبيخه على تصرف خاطئ، ومع التعب النفسي والجسدي للوالدين بعد يوم مليء بالمشاغل والعمل والتوتر يكون الشجار المتنفس الوحيد لتفجير ذلك الكبت الذي يحملانه طوال اليوم، متناسين أن هذا النوع من التعنيف سواء كان لفظيا أو جسديا له عواقب وخيمة على علاقتهما بأبنائهم.
ولتحسين أسلوب التواصل مع الأطفال علينا البدء بتغير أسلوب تعاملنا؛ ليتغيروا هم أيضاً.
إن كنت تتشاجرين مع طفلك باستمرار فإليك 6 أمور يجب تفاديها:
لا تتجاهلي نمط علاقتك بطفلك
لا يمكن الكف عن فعل أمر ما قبل فهمه واستيعابه.. أحياناً يكون من السهل رؤية نمط علاقة الغير مع بعضهم، فمثلاً باستطاعتك الانتباه لعلاقة صديقتك مع ابنتها حينما تتشاجران على كل شيء طوال الوقت، ولكن عندما تطلبين من ابنتك غسل الصحون فترفض ليبدأ الشجار بعدها، وينتهي السيناريو بدخول ابنتك غرفتها، وهي تصرخ غاضبة وصوتك يعلو منتقداً كل تصرفاتها طوال الأسبوع! المفتاح هو أن تتعرفي على نمط العلاقة بينكما أولاً، انتبهي لما يحدث، كيف يحدث الشجار ومتى؟ كيف بدأ وتضخّم؟ وماهي الطريقة التي تصدرين بها أوامرك؟ كل هذه المعلومات ستفيدك عندما تبدئين بتغير السلوك والتوقف عنه.
غيري سلوكك ليكف طفلك عن الشجار
الأطفال يتعلمون باستمرار كيفية التعايش مع من حولهم، ويكتشفون كيفية حصولهم على ما يريدون.
من عمر المولود الذي يبكي عند الشعور بالجوع إلى عمر ثلاث سنوات عندما يتمسك بساقك حين يريد اهتمامك، وإلى عمر المراهقة الذي يتشاجر على كل شيء. هذه كلها سلوكيات لتحقيق الحاجة. ولكن المولود يتعلم الكلام ليبلغك عندما يكون جائعاً، وطفلك ذو الأعوام الثلاثة سيتعلم كيف يحصل على اهتمامك من دون أن يمسك ويجر ساقك، وكذلك المراهق الذي سيتعلم كيفية التواصل بدون شجار. والشجار بين الطفل وذويه لا يحدث بدونهما؛ لذا أنت بحاجة للتغيير؛ كي يتغير طفلك ويتعلم أسلوباً جديداً للتواصل. لا شيء يحدث كمعجزة وبدون جهد، ولا تترددي بطلب المساعدة من مختص أو مدرس طفلك أو صديقة تثقين بها، فطلب المساعدة غالباً ما يكون الخطوة الأولى للتغير.
لا تنسي أولوياتك.. نوع علاقتك مع طفلك
كلنا نطمح لعلاقة جيدة مع أطفالنا، وفي فترة حملك تحلمين بتواصلك مع طفلك، ومع ضغوط الحياة اليومية يضيع هذا الحلم لفترة. ومع تذكر الأولويات في الحياة بإمكانك العودة لتحقيق الحلم. عليك تجاوز بعض الصعوبات الصغيرة والتركيز في الهدف والأولويات. فغسل الصحون ليس من الأولويات، ولكن وضع حدود للطفل وجعله مسؤولاً عن أفعاله هو الأولوية. بدلاً من أن تكوني الشخص الذي يصرخ طوال الوقت كوني المعلم. بدلاً من أن تكوني لحوحة كوني الموجهة. وبدلاً من أن تكوني المثالية كوني حلالة المشاكل.
لا تعنفي طفلك أمام إخوته أو أصدقاءه
يعتبر الطفل في مرحلة ما من عمره جد حساس خاصة في بداية فترة المراهقة، ولهذا في شجارك معه تجنبي توبيخه أمام إخوته أو بوجود صديقه المقرب، أو مقارنته بشخص ما، فهذا قد يدفعهم للاستهزاء به مما سيولد له نوعا من الخجل وفقدان الثقة في نفسه أمام أقرانه، لذا حاولي تجنب هذا الوضع.
لا تدعي الخلاف يتصاعد
أحياناً نفشل في وضع حدود، وقبل أن ندرك الأمر نجد الخلاف قد تصاعد وأصبح شجاراً، لهذا السبب من المهم جداً الانتباه قبل أن تتصاعد وتيرة الخلاف، حددي خطة كي تحميك من الانجراف في الحوار عند الاختلاف مع طفلك، فكري بما ستقولين وكيف ستقولينه، أو فكري أن لا تقولي شيئاً. طفلك يعرف جيداً كيف يجرك للشجار ويستفزك، لذا لا تفسحي له مجالاً وتكوني طرفاً فيه.
ثقافة الاعتذار
تعلمي أنت وطفلك كيف تعتذران من بعضكما بعد الشجار، فاعتذارك أنت لا ينقص من قيمتك كأم إذا كنت قد أخطأت في حقه فهذا سيزيد من قيمتك لديه، وفي نفس الوقت علمي ابنك كيفية الاعتذار عن أخطائه معك أو مع غيرك فهذا سيساعده في علاقاته الاجتماعية، وقبل طي صفحة الشجار حاولي الجلوس معا وتحديد أسباب هذا الموقف والاتفاق عليها كل من وجهة نظره لتجنب الوقوع في نفس الخطأ مرة أخرى.
وفي الأخير اعلمي سيدتي أن مرحلة التشاجر مع ابنك هي مرحلة مؤقتة ستتلاشى، كلما تقدم في السن، فحاولي أن تكوني متفهمة لطبيعة المرحلة العمرية.