بيتر كارل فابرجيه - صانع بيضة فابرجيهفي يوم من الأيام وبالتحديد في القرن التاسع عشر ميلادي أراد قيصر روسيا مفاجئة زوجته الامبراطورة ماريا بهدية غير متوقعة كانت حلما دار في مخيلتها منذ الطفولة، وحينما رأتها زوجته أصيبت بالدهشة والعجب.. أتدرون ما هي؟ .. إنها بيضة.. نعم بيضة ولكنها ليست للأكل، فهي بيضة ماسية.. في السطور التالية نذهب معاً لنتعرف على قصة هذه البيضة التي عرفت فيما بعد بـ «بيضة فابرجيه».
بيتر كارل فابرجيه وموعد مع الشهرة
بدأت القصة عندما قرر القيصر الكسندر الثالث إهداء زوجته الامبراطورة ماريا فدوروفنا بيضة عيد الفصح عام 1885 ويقال أيضا ربما للإحتفال بالذكرى السنوى رقم 20 لخطوبتهما ، واستمد الكسندر إلهامه للفكرة من إعجاب زوجته ماريا بقطعة كانت تمتلكها خالتها الأميرة ماري ـ أميرة الدانمارك ـ وظلت في خيالها منذ الطفولة و السر في إعجابها لتلك القطعة انها كانت بيضة من المينا وتفتح لتجد بداخلها الصفار كرة من الذهب غير اللامع وما ان تفتح حتى نجد بداخلها دجاجة مرصعة بالألماس الموجود بالتاج الامبراطوري. وكان على الكسندر الثالث لتنفيذ فكرته أن يجد الصائغ الماهر ولديه الحس الفني كي يستطيع ان يصنعها على اجمل ما يكون. في ذلك الوقت كان هناك صائغ يدعى فابرجيه اسمه كاملا بيتر كارل فابرجيه ـ من مالكي الشركة الأصلية المؤسسة على يد جوستاف فابرجيه عام 1842م ـ المولود في سانت بطرسبرج «ليننجراد سابقاً» في روسيا عام 1846م وتعلم أسرار المهنة على يد والده حيث ورث عنه تجارة العائلة وتوسع فيها في سن الرابعة والعشرين واصبحت لديه شركته الخاصة ومصانعها في العديد من المدن الروسية منها كييف وموسكو وأوديسا وسانت بطرسبرج وفي خارج روسيا لندن بالمملكة المتحدة، ولقد اختاره القيصر الكسندر الثالث وعينه في البلاط الامبراطوري عام 1884م.
وكان شرط ألكسندر الوحيد في صناعة فابرجيه لهديته احتواؤها على مفاجأة بداخلها وبالفعل نفذها فابرجيه باتقان ومهارة شديدة فهو ذو الشهرة العالمية في تصميم وزخرفة علب السجائر ومقابض المظلات النسائية والأزهار والمنمنمات الذهبيةوالساعات وغيرها. وفي عيد الفصح قدم القيصر ألكسندر الثالث هديته الثمينة بيضة من المينا والذهب مرصعة بالأحجار الكريمة والألماس للإمبراطورة ماريا فدوروفنا التي سرت بها سرروا كبيرا ومنذ ذلك الوقت أصبحت هذه الهدية تقليداً عائليأ امبراطورياً لقياصرة الإمبراطورية الروسية ظل حتى الثورة البلشفية عام 1917م.
مصير هذه الثروة
تم صنع مايقرب من 65 بيضة فابرجيه كبيرة في عهد كل من ألكسندر الثالث ونيقولا الثاني وذلك حتى الثورة البلشفية عام 1917م والمعروف منها حوالي 50 ولم يتبق منها سوى 42 بيضة على قيد الحياة، عشر منها بمتحف الكرملين بموسكو وهناك مجموعة أخرى تسمى المجموعة الملكية لدى الملكة إليزابيث الثانية ملكة انجلترا وتفرقت باقي المجموعات لدى العديد من الجهات والأماكن المختلفة على مستوى العالم فهناك واحدة بقطر واثنتان بسويسرا وأخرى بمتاحف الولايات المتحدة الأمريكية. ودائماً ماتلفت أخبار بيضة فابرجيه الانتباه أينما ذكرت ففي بدايات القرن الحادي والعشرين بيعت إحداها وتسمى (بيضة الشتاء) في مزاد علني بنيويورك بمبلغ قدره 9.6مليون دولار أمريكي في عام 2002م وهي التي أهداها نيقولا الثاني إلى والدته الامبراطورة ماريا فيدوروفنا بمناسبة عيد الفصح عام 1913م مصنوعة من البلور الجندلي الشفاف نحتت عليه نقوش داخلية شبيهة ببلور الثلج ووضعت داخل البيضة مفاجأة عبارة عن سلة زهور وقدر عدد الألماس المرصع عليها بأكثر من ثلاثة آلاف ماسة.
أما بيتر كارل فابرجيه نفسه فقد تحول إلى طريد من قبل رجال الثورة البلشفية فلاذ بالفرار إلى سويسرا وافتتح هناك بيت فابرجيه للمجوهرات والتجارة التي ورثها أباً عن جد وظلت عائلته من بعده تعيش على اسم فابرجيه اللامع إلى أن قرر ورثته إعادة أمجاد الماضي بتصنيع البيضات مرة أخرى ولكن بما يواكب ويلائم العصر الحالي.
صور لبعض من بيضات فابرجيه: