![]()
أيها الإخوة المؤمنون :
قال الله تعالى في حديث قدسي :
(( إذا أردتُ أن أجمع للمرء المسلم خير الدنيا والآخرة جعلت له قلباً خاشعاً ولساناً ذاكراً وجسداً على البلاء صابراً ، وزوجةً مؤمنة تسره إن نظر إلأيها ، وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله ))
أخوتي المؤمنين ؛ الزوجة المؤمنة ليست ككل الزوجات , وأخلاقها ليست كأخلاقهن ، إنها كالجوهرة المكنونة ، ودود ولود تطيع زوجها ، وترعى بيتها ، ترضى باليسير ، ولا تكلف العسير ، شكورة صبورة .
الزوجة المؤمنة كالجوهرة المكنونة
قال عليه الصلاة والسلام :
(( إن خير نسائكم الولود الودود السَّتِّيرة العزيزة في ا÷لها ، الذليلة مع بعلها ،المتبرجة مع زوجها ، الحصان عن غيره ، التي تسمع قوله وتطيع أمره ، وإذا خلا بها بذلت له ما أراد منها ، ولم تبذَّل له تبذل الرجل ))
إن هؤلاء الزوجات المؤمنات ، وهذه أخلاقهن لهن عند الله أجرٌ كبير وثواب جزيل ، ومكانة علية ، قال عليه الصلاة والسلام :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( أما ترضى إحداكن أنها إذا كانت حاملاً من زوجها وهو عنها راض أن لها مثل أجر الصائم القائم في سبيل الله ، وإذا أصابها الطلق لم يعلم أهل السماء والأرض ما أخفي لها من قرة أعين ، فإذا وضعت لم يخرج من لبنها جرعة ولم يمصَّ من ثديها مصّة إلا كانت لها بكل جرعة وبكل مصة حسنة ، وإن أسهرها ليلة كان لها مثل أجر سبعين رقبة تعتقهم في سبيل الله ... سلامة أتدرين من أعني بهذا الممتنعات الصالحات المطيعات لأزواجهن ، اللواتي لا يكفرن العشير ))
[ رواه الطبراني في الأوسط عن الحسن بن سفيان ]
وقال صلوات الله عليه أيضاً :
(( إن حسن تبعل المرأة زوجها يعدل الجهاد في سبيل الله ))
أيها الإخوة المؤمنون ؛ روت كتب الأدب والسيرة أن الشعبي لقي شريحاً القاضي فقال له : كيف حالك في بيتك يا شريح ؟
قال : منذ عشرين سنةً وأنا زوج لم أجد ما ينغص حياتي أو يُعكر صفائي .
قال له الشعبي : وكيف ذاك ؟
قال شريح : خطبت امرأة من أسرة صالحة ، وفي أول ليلة دخلت فيها عليها وجدت كمالاً وصلاحاً ، فصليت ركعتين من صلاتي شكراً لله تعالى على ما أولاني من نعمة الزوجة الصالحة الأمينة ، ولما سلمت من صلاتي وجدت زوجتي تصلي بصلاتي ، وتسلم بسلامي ، وتشكر شكري ولما خلا البيت من الأصحاب والأحباب ، أخذت بيدها ، فقالت على رسلك (أي تمهل) يا أبا أمية ، كما أنت ثم قامت وخطبت تقول :
الحمد لله أحمده وأستعينه وأصلي على نبيِّه صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه واستغفره من كل ذنب ، أما بعد ، فإنني امرأة غريبة لا أدري ما تحب وما تكره ، فبيِّن لي ما تحب حتى آتيه ، وما تكره حتى أجتنبه ، لقد كان لك يا أبا أمية من نساء قومك من هي كف لزواجك وكان لي من رجال قومي من هو كف لزواجي ، ولكن الله تعالى قضى أمراً كان مفعولاً ، فكنتُ لك زوجة ، على كتاب الله ، وسنة رسوله فقد ملكت بشرع الله فاتق الله فيَّ ، وامتثل في زواجنا أمر الله تعالى : "فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان " .. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولك ، ثم قعدت .
قال شريح : فألجأتني إلى الخطبة في ذلك الموقف ، فقمت وقلت : الحمد لله أحمده ، وأستعينه ، وأصلي على نبيه صلى الله عليه وسلم وأستغفره من كل ذنب ، أما بعد ؛ فقد قلت كلاماً إن تثبتي عليه وتصدقي فيه يكن لك ذخراً وأجراً وفضلاً ، وإن تدعيه ، كان حجةً عليك
أحب كذا وكذا ، وأكره كذا وكذا ، وما وجدت من حسنة فانشريها ، أو من سيئة فاستريها ، فقالت لي : كيف فحبتك لزيارة أهلي وأهلك ؟
فقلت : نزورهم غباً ( أي وقتاً بعد وقت ) مع انقطاع بين الحين والحين ، فإني لا أحب أن يملونا ، وفي الحديث الشريف ؛ زر غباً تزدد حباً " .
ورحم الله القائل :
غب وزر غباً تزدد حباً فمن أكثر الترداد أضناه الملل
فقالت : سمعاً وطاعة , مَن مِنَ الجيران تحب حتى أسمح لنسائهم بالدخول إلى بيتك ، ومن تكره حتى أمنع نساءهم من الدخول ؟
فقلت لها : بنو فلان قوم صالحون ، وبنو فلان غير ذلك .
ومضى عام كامل عدت في يوم من الأيام من مجلس القضاء فرأيت في دارنا أم زوجتي فرحبت بها ، وسلمت عليها .
فقالت لي : كيف رأيت زوجتك يا أبا أميِّة ؟
فقلت : هي خير زوجة ولله الحمد .
وكانت قد علمت منها أنها في أهنأ عيش ، وأنعمه ، من فعال ومقال .
فقالت لي : يا أبا أمية ، إن المرأة لا تكون أسوأ حالاً منها حين تدلل فوق الحدود ، وما أوتي الرجال قط شراً من المرأة المدللة ، فأدب ما شئت أن تؤدب ، وهذِّب ما شئت أن تهذب ، ثم التفتت إلى ابنتها تأمرها بحسن السمع والطاعة ، ومضى علينا عشرون عاماً ، لم أجد ما يؤلمني منها إلا مرة واحدة كنت أنا الظالم فيها " .
أيها الإخوة المؤمنون ؛ هكذا تكون المرأة المسلمة .
قال عليه الصلاة والسلام :
عن تميم الداري رضي الله عنه :
(( المرأة المسلمة تبر قسم زوجها ، وتطيع أمره ، ولا تخرج إلا بإذنه ولا تدخل عليه من يكره ))
[ أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ]
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(( لا ينظر الله إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه ))
منقول