ذلك الصبيُّ الشقيّ .. والمراهقُ الهادئ ، والشَّابُّ المخضَّبُ جبينُهُ بالأحلامِ الكبيرة ، ..
أصبحَ الآن لا يريدُ سواك ،
تموجُ في عيونهِ السنينُ التي تآكلتْ وما ظلَّ منها سوى تلك الخطوط التي ارتسمتْ على محيَّاه ، كلَما لمحها في المرآة صدفةً .. رآى وجهكِ النَّاضح بِشْرًا وابتسامًا يهمسُ / أينك ؟
تتصدَّعُ بداخله الإجاباتُ المتدثِّرةُ بـ العجز والضياع ،
وتتعاظمُ الأسئلة المصبوغة برائحة الشوق .. ولا يكتفِي !
فجوةٌ كبيرة تلك ، أنْ أعيشَ بداخلك عمرًا كاملا .. ولا نحيا سويًّا بضعَ يومٍ أو أقلّ !
أتوسَّلُ عقاربَ الوقتِ أنْ تركضُ على امتدادِ الشوقِ ،
وتقطعَ دابرَ الانتظارِ والتَّرقُّبِ بـ مقدارِ لهفتِي التي تتعاظم !
أوَّل الصبُّحِ ابتسامتك ،
وأوَّلُ المساءِ يبدأُ بافتتنانِي بأحاديثِكِ التي تخوضُ في شهيَّتِي إليك !
أبادلُ تلكَ الحياة الرقص على حوافِ الصَّمتِ ،
نتشاركُ الذاكرة بـ كامل الصَّبرِ والكتمان ،
ترمقُنِي بكاملِ المكر ، و تتركُ في يدي مهلةً أخرى للنَّجاة !